رفض والد الطفلين السوريين اللذين غرقا في طريقهما من شاطئ بودروم التركي إلى جزيرة كوس اليونانية عرضا كنديا بمنحه الجنسية، بعد الحادث التراجيدي لفقده ولديه.
وواجه عبدالله الكردي، الذي خسر زوجته أيضا عندما غرق القارب، وضعا مأساويا؛ حيث خرج من مشرحة مدينة موغلا قرب شاطئ بودروم، حيث تعرف على جثتي ابنيه إيلان (3 أعوام) وغالب (5 أعوام)، في حين أشارت المصادر التركية إلى اسم العائلة بالكردي، لكن وكالة الصحافة الفرنسية أشارت إلى أنها في الحقيقة عائلة شينو.
وكانت العائلة قدمت طلب لجوء لكندا في حزيران/ يونيو، حيث رفضت السلطات الكندية الطلب، إذ نقلت الصحافة الكندية عن شقيقة الكردي تيما قولها إن الرفض للطلب جاء بسبب تعقيدات في تقديمه حدثت في
تركيا.
وقالت في تصريحات لحيفة "ناشيونال بوست" الكندية: "حاولت تقديم الدعم للطلب، وساعدني أصدقائي وجيراني في جمع المبلغ المطلوب وإيداعه في البنك، ولكننا لم نستطع الحصول على موافقة، ولهذا قرروا السفر عبر القارب".
ويقول النائب في المنطقة التي تعيش فيها تيما الكردي فين دونولي إن الكردي تشعر بالألم لموت أقاربها.
وأضافت أنها "تشعر بالغضب والتحطم"؛ إذ نقلت صحيفة "الغارديان" عنه قوله: "قالت إنها تحدثت مع شقيقها، ومن الصعب عليه أن يفكر بالعيش في الحياة هذا الوقت خاصة بعدما مر به".
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت ثلاثة مهربين سوريين تتراوح أعمارهم ما بين 30-41 عاما؛ بسبب الحادث الذي قتل إيلان و11 مهاجرا آخر، واتهمت السلطات التركية الثلاثة بالتسبب بموت في أكثر من شخص وتهريب المهاجرين، حسبما ذكرت وكالة دوغان للأنباء.
وكانت عائلة الكردي قد فرت من بيتها في بلدة عين العرب/
كوباني قرب الحدود مع تركيا وحاولت الهجرة إلى كندا. ولكن السلطات الكندية منحت العائلة الجنسية بعد انتشار صورة ابنه إيلان الذي كان يرتدي قميصا أحمر وبنطالا أزرق، حيث قذف به الموج نحو الشاطئ على وسائل التواصل الاجتماعي وأدت إلى حالة من الغضب الدولي.
ورفض الأب المكلوم العرض الكندي؛ حيث قال إنه يرغب بالعودة إلى بلدته لدفن زوجته وابنيه.
ونقلت وكالة أنباء دوغان التركية عنه وصفه لما حدث، حيث قال: "كنت أمسك بيد زوجتي"، و"لكن الأطفال انزلقوا من بين يدي، وحاولنا التمسك بالقارب، لكنه كان يغرق، كان الظلام يحيط بنا، والجميع يصرخ، ولم تسمع زوجتي وطفلي صوتي".
وكانت ريحانة وإيلان وغالب من بين 12 شخصا ماتوا بعد غرق القارب الذي كان يحمل 22 شخصا.
وقال: "حاولت السباحة صوب الشاطئ بمساعدة الضوء، ولكنني لم استطع العثور على زوجتي وطفلي، وظننت أنهم خافوا وهربوا". و"عندما لم أعثر عليهم في نقطة اللقاء التي نلتقي فيها بالعادة، ذهبت إلى المستشفى، وتلقيت الأخبار السيئة".
وقالت السلطات التركية إن جثث الأم والطفلين ستنقل عبر مطار إسطنبول إلى سالينفور، ومنها برا إلى كوباني.
وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فقد تحدث عبدالله الكردي عن رحلته، وكيف حاول مرتين، بعد أن دفع إلى المهربين كي يوصلوه إلى اليونان دون نجاح.
وقال: "في المرة الأولى اعتقلني خفر السواحل، وبعدها أطلقوا سراحنا"، مضيفا بقوله: "لم يحضر المهربون في المرة الثانية، ما ترك العائلة وآخرون من البلدة ذاتها دون وسيلة سفر، حيث بحثوا عن قارب لنقلهم. ولكن عندما بدأ القارب يمخر عباب البحر وقف المسافرون، ما أدى لميله وغرقه. وأخبر عبد الله الصحافيين أنه يريد من العالم معرفة ما جرى لهم في البلد الذي هربوا إليه من بلدهم الذي يعيش حربا أهلية، "ونريد اهتماما عالميا حتى لا يحدث الشيء ذاته للآخرين".