أعرب يانس ستولتنبيرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن قلقه بشأن تقارير عن تعزيز
روسيا وجودها العسكري في
سوريا، مشير إلى أن ذلك لا يساعد على حل النزاع.
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول أمريكي، لم يفصح عن اسمه، قوله إن موسكو أرسلت المزيد من الطائرات والسفن الحربية إلى سوريا اليومين الأخيرين.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية وجود خبراء عسكريين روس في سوريا، وقال إنه هذا ليس أمرا جديدا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن تقارير تفيد بأن روسيا أرسلت قوات إضافية إلى سوريا، وهو الأمر الذي يعقد الأزمة ليصعب حلها.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على الدول المجاورة لغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا.
ويأتي هذا بعدما تكبدت القوات الحكومية خسائر وتراجعت أمام هجمات المعارضة المسلحة في عدد من المناطق.
فقد انسحبت القوات الحكومية الأربعاء من قاعدة عسكرية جوية. وقال إثرها ناشطون إن القوات الحكومية لم تعد موجودة في كامل محافظة إدلب، التي سقطت أغلب مناطقها في يد المعارضة مطلع هذا العام.
وتنفي السلطات السورية أن تكون القوات الروسية تشارك في المعارك الميدانية، ولكن مسؤولا سوريا أكد أن عدد الخبراء العسكريين الروس في سوريا ارتفع العام الماضي.
من جهة أخهرى ذكرت تقارير صحفية لبنانية أن قوات روسية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا، مشيرة إلى أنها تتم "بأعداد صغيرة" والقوات لم تشارك "بقوة" بعد.
ومن جهتها، قالت مصادر أخرى إن أمريكا ترى أن التحركات العسكرية الروسية الإضافية في سوريا تشمل وصول سفن إنزال بري.
وتأتي هذه التصريحات وسط جدل محتدم حول حقيقة الدور الروسي على الأرض في سوريا، وفيما يشبه الرد على تحذيرات واشنطن من الدور الروسي في سوريا، لوّحت موسكو بإجراءات عسكرية "إذا لزم الأمر"، من وجهة النظر الروسية.
وفي آخر التطورات، قالت الخارجية الروسية الأربعاء إن موسكو تبحث إجراءات عسكرية إضافية لازمة لمحاربة الإرهاب في سوريا، إذا لزم الأمر، وأكدت الخارجية الروسية وجود عسكريين في سوريا، وقالت إنهم يقدمون المساعدة بشأن أسلحة روسية.
وقبل ذلك، حذر البيت الأبيض، الثلاثاء، من أن التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا قد تشعل "مواجهة" مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة.
ويأتي ذلك فيما أكد مسؤولون أميركيون، أن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سوريا في الأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست: "لقد أظهرنا أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إثر تقارير حول نشر روسيا عسكريين إضافيين وطائرات عسكرية في سوريا".
وأضاف: "هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى خسائر أكبر في الأرواح كما أنها يمكن أن تزيد من تدفق اللاجئين وحصول مواجهة مع تحالف يحارب داخل سوريا" تنظيم "داعش".
وقام التحالف بقيادة الولايات المتحدة بأكثر من 50 ألف طلعة خلال أكثر من عام لمواجهة التنظيم المتطرف في العراق وسوريا.
وأعلنت بلغاريا العضو في حلف الأطلسي الثلاثاء أنها منعت طائرات روسية متجهة إلى سوريا عبور مجالها الجوي الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا القرار بعد معلومات أفادت، الإثنين، أن الولايات المتحدة طلبت من اليونان العضو في الحلف الأطلسي أيضا، منع رحلات إمدادات روسية لسوريا من عبور مجالها الجوي.
ورفض البيت الأبيض ردا على سؤال عما إذا كان طلب من الحلفاء منع تحليق الطائرات الروسية، مؤكدا أنه "من الصعب معرفة نوايا روسيا".
وقال إرنست: "لقد أوضحنا بالتأكيد وجهات نظرنا لروسيا"، مضيفا "إذا كانوا يريدون المضي قدما في تقديم هذا النوع من الدعم، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار ويأتي بنتائج عكسية للمجتمع الدولي".
وكان وزير الخارجية جون كيري أجرى السبت اتصالا بنظيره الروسي سيرغي لافروف لإبلاغه "قلق الولايات المتحدة" حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سوريا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت، في وقت سابق، أن موسكو لم تخف يوما دعمها للنظام السوري بالأسلحة والمدربين.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن لافروف أكد في الاتصال الهاتفي مع كيري أن "الجانب الروسي لم يخف يوما تسليم معدات عسكرية إلى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب".