وصفت صحيفة
مصرية حكومة "
شريف إسماعيل" المزمع إعلان تشكيلها غدا، بأنها "حكومة
محمد فودة"، هاتفة بسقوطها، ومؤكدة وجود علاقة وثيقة بين رئيس الوزراء المصري الجديد، والمتهم الرئيس في القضية المعروفة إعلاميا بـ"الفساد الكبرى"، الإعلامي محمد فودة.
الوصف أطلقته صحيفة "الموجز"، ناشرة صورة تجمع بين إسماعيل وفودة، قائلة: "تسقط حكومة محمد فودة".
وتوجه رئيس تحريرها "ياسر بركات"، بالخطاب إلى إسماعيل، قائلا: "إياكم والابتزاز".
وأضاف: "من المعروف أن اللومانجي أو محمد فودة كتب مقالا ممتلئا بالنفاق عنكم في "اليوم السابع"، وأقام ندوة لكم يوم 16 نوفمبر 2014".
وتساءل بركات: "هل يمكننا توجيه اللوم للوزير السابق، رئيس الوزراء الحالي، عن متاجرة محمد فودة باسمه، واستغلاله له، والترويج لنفسه في الانتخابات البرلمانية؟!".
واستطرد: "الإجابة ستتضح خلال الأيام القادمة وفق تصرفات رئيس الحكومة الجديد الذي لابد أن ينفض يديه من هؤلاء".
ومن جهتها، وصفت صحيفة "فيتو"، الثلاثاء، حكومة إسماعيل بأنها "حكومة على ما تُفرج".
وقال سليمان جودة -في مقال بعنوان "سُـمعة "إسماعيل" ومصداقيته"، بجريدة "المصري اليوم"، الثلاثاء: "السيد رئيس الحكومة الجديد.. إذا سألتني عن أولوياتك في هذه اللحظة، فسأقول: سمعتك أولا، وعاشرا.. لأنها سوف تكون أساس مصداقيتك عند الناس".
وأضاف جودة: "الصور التي لا تتوقف وسائل الإعلام عن نشرها له (إسماعيل)، مع السمسار إياه، لا تتكلم عن علاقة شفوية بينهما، يمكن تكذيبها بسهولة، ولكنها تتحدث عن علاقة تدعمها صورة، بل صور عدة في أكثر من مكان، ومناسبة.. وعندما تتأملها يتسرب إليك إحساس أن علاقة قوية كانت تربط بينهما".
ويأتي هذا الهجوم غير المسبوق من قبل الصحف المصرية على رئيس الحكومة الجديد، على الرغم من تصريح إسماعيل نفسه الاثنين، بأن "الصور التي جمعته مع فودة جاءت خلال افتتاح محطة تخفيض الضغط بمدينة زفتى عام 2014، وفقا لخطة الوزارة لتوصيل الغاز إلى المنازل بجميع المحافظات، المعدة من جانب الشركة القابضة للغازات، وفق جدول زمني".
وكان رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، شن هجوما عنيفا على إسماعيل، قائلا: "شريف إسماعيل كان يجلس على حجر الوسيط في قضية فساد وزارة الزراعة محمد فودة"!
وأضاف في مداخلة هاتفية لإحدى الفضائيات: "راجع نفسك يا سيسي، ولو الرقابة الإدارية لن تقول لك، أقول لك على فساد هذا الرجل"، متابعا: "هذا اختيار خاطئ، في وقت خاطئ".
تصاعد الهجوم الصحفي
في الوقت نفسه، شن إعلاميون وصحفيون، حملة شعواء على رئيس الوزراء الجديد، وحكومته.
وجاء أعنف هجوم من قبل إبراهيم عيسى، الذي كتب سلسلة مقالات بجريدته "المقال"، قال في آخرها، الاثنين، بعنوان "قرارت قصر الاتحادية الغامضة": "الرئيس اختار موظفا تقنيا فنيا لا يملك أي شيء يقدمه لمصر إلا الولاء للرئيس الذي أتى به، فالرجل بلا أي تاريخ سياسي فلا خبرة له على الإطلاق في أي عمل سياسي، ولم يضبطه أحد مرة يتكلم في السياسة أصلا".
وأضاف عيسى: "الرجل لا يملك سيرة شعبية أو جماهيرية، ولا كان وزيرا له باع وذراع في قرارات حكومته، ولا مؤثرا بارزا بين زملائه، وليست له تجربة نجاح إلا سنوات عمله الوظيفي في وزارة البترول، التي هي أصلا وزارة لا علاقة لها بالعمل العام، ولا الحقل السياسي، ولا تتفاعل مع دوائر المجتمع".
وتابع: "حتى لو كان هذا الاختيار مؤقتا فلا ينطبق عليه أي مؤقت إطلاقا، فلا هو اسم يطمئن الشعب في لحظة قلقة، ولا اسم يعطي دلالة على حكمة ورؤية مرحلة انتقالية، ولا اسم مرتبط بالعمل السياسي يبث في المرشحين والأحزاب إحساسا بحياد الحكومة التي تجري الانتخابات، ولا هو أي حاجة: لا دائمة، ولا مؤقتة!".
وموجها انتقادات مماثلة، كتب محمد أمين، بجريدة "المصري اليوم"، الثلاثاء، تحت عنوان: "بنت معالي الوزير"، متسائلا: "ما دور رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة؟".
وأجاب: "في الغالب يأتي رجل مسالم، لا يختار، ولا يناقش.. يربط الحمار مطرح (مكان) ما يقول صاحبه".. للأسف هذا ما يحدث في مصر".
وتابع أمين: "شريف إسماعيل سوف يفحص أحسن مرشحين لكل وزارة.. ثم يذهب ليعرض القائمة على الرئيس.. وهنا يؤكد الرئيس أحد الاختيارين.. في هذه اللحظة يكون رئيس الوزراء لم يختر أحدا.. الرئيس هو من اختار.. رئيس الوزراء مجرد سكرتير يعرض الأسماء بشياكة.. هي دي مصر يا عبلة من زمان.. حتى يأتي البرلمان"!
واستطرد: "هل كان الرئيس يستطيع "تمرير" شريف إسماعيل، حال انعقاد البرلمان؟.. الإجابة لا بالثلث.. أظن أن رد فعل الجماهير كفيل بالإجابة على قراري الإقالة، والتكليف".
في السياق نفسه، قال الكاتب أحمد رمضان الديباوي، في مقال بعنوان "لا تتفاءلوا كثيرا بالحكومة الجديدة": "إن المتفائلين بتغيير حكومة المهندس محلب، وتكليف المهندس برضه! شريف إسماعيل، وزير البترول السابق، بتشكيل حكومة جديدة واهمون؛ فلا أحد يعرف معايير (الرئيس
السيسي) حال اختياره إسماعيل رئيسا لوزراء مصر؟! كما لا أحد يعرف ما المهام المنوطة بتلك الحكومة، وما التوصيف الوظيفي لرئيسها، ووزرائها؟".
وأضاف: "يبدو أن الرئاسة تفضل أنموذج الوزير الموظف الذي يقول: سمعنا وأطعنا، أو يقول: بناء على تعليمات الرئيس، وهو ما ينذر بأن لا شيء ذا قيمة كبرى سيتغير، كما ينذر بأن الأوضاع في مصر لن يفارقها الخواء السياسي، والتخبط الإداري، والعشوائية التي تبسط أجنحتها على كل مكان من أرض مصر"، وفق وصفه.
وتحت عنوان "صحة شريف إسماعيل"، تساءل مصطفى شحاتة، بجريدة "المقال: "الآن وقبل أن يحلف رئيس الوزراء الجديد اليمين، لماذا لا تخرج الرئاسة ببيان حول صحته؟ ولماذا لا يكون هناك كشف طبي على المرشح رئيسا للوزراء، وكذلك وزرائه؟".
وأضاف شحاتة: "شريف إسماعيل سافر للخارج، وتم علاجه، وعاد دون أن تكون هناك أي معلومات متوافرة عن صحته، ولم يتم الإعلان عن أي شيء في هذا الخصوص، ولن يتم طبعا، فما دام اختيار رئيس الوزراء نفسه جاء بهذه الطريقة، كيف نتوقع تغيرا في أي شيء آخر؟".
واختتم الكاتب عماد حمدي، سلسلة الهجوم على إسماعيل وحكومته بمقاله: "الحكومة الجديدة لا الديب ولا ديله"، قائلا: "طريقة الفهلوة التي يدير بها السيسي الأمور، التي غالبا ما تكون مستندة إلى نصائح أمنية، جعلته يستعين بشخصية ليست معروفة لعموم المصريين سوى أنه الوزير بتاع الغاز الجديد، بل إن القليل المعروف عن الرجل أنه تربطه علاقة بنفس الشخص المتورط في قضية فساد الزراعة، وهو ما يمكن أن يرتد سلبا على الرئيس ونظامه طالما ظلت الاختيارات لا تشفي استفسارات الناس وتساؤلاتهم، وتتجاهل الغضب المكتوم في الصدور".