نقلت وكالة "فارس"
الإيرانية المقربة من دوائر المحافظين على لسان مسؤول في وزارة الخارجية نفيه إجراء صفقة تبادل معتقلين مع تنظيم
القاعدة، مفندا بذلك ما أوردته شبكة سكاي نيوز الإخبارية.
واعتبر المسؤول الدبلوماسي أن "الخبر عار عن الصحة تماما"، مضيفا: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكافح
الإرهاب، وترفض العمل بالسياسات والسلوكيات المزدوجة إزاء ظاهرة الإرهاب المعادي للإنسانية".
وبحسب مراقبين، فإن نفي المسؤول الإيراني "غير منطقي على الإطلاق"، قائلين إن "أشهر أنصار تنظيم القاعدة أكدوا إتمام الصفقة التي خرج بموجبها خمسة من كبار قيادات التنظيم، مقابل إفراج الفرع اليمني للقاعدة عن دبلوماسي إيراني".
ولاحظت "
عربي21" أن العديد من أنصار تنظيم القاعدة، بينهم "أبو عمر الفلسطيني"، أحد عناصر "جبهة النصرة"، أكدوا وصول خالد العاروري "أبو القسام" إلى العراق، وهو أحد المفرج عنهم في الصفقة، علما بأنه تبوأ منصب نائب زعيم تنظيم "القاعدة" في "بلاد الرافدين" إبان حقبة "أبو مصعب الزرقاوي".
وتوقع جهاديون أن يعيد العاروري بناء تنظيم "القاعدة"، رفقة القيادات المفرج عنهم، وهم: "أبو الخير المصري"، الذي كان يُنظر إليه في فترة من الفترات على أنه خليفة "أسامة بن لادن"، كما كان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للتنظيم.
وشملت الصفقة المنظّر الجهادي المصري المثير للجدل "سيف العدل"، وهو محمد صلاح الدين زيدان، الذي اشتبهت به السلطات المصرية عام 2012، حيث اعتقلت الجهادي الآخر محمد إبراهيم مكاوي، إلا أنه نفى أن يكون "سيف العدل"، علما بأن الرجلين من ضباط الجيش المصري السابقين.
وتربط "سيف العدل" علاقة متينة بأسامة بن لادن، حيث رافقه في العديد من الدول، منها أفغانستان، والسودان، وراجت أنباء قبل سنوات عن تمكن حركة "طالبان" من مقايضته بدبلوماسيين إيرانيين، إلا أن السلطات الإيرانية أكدت بقاءه في المعتقل عندها.
ومن بين المفرج عنهم، بحسب "سكاي نيوز" وأنصار "القاعدة"، القيادي في التنظيم "أبو محمد المصري"، الذي كان كثيرون يعدونه من أوائل المدربين العسكريين في التنظيم، وأكثرهم حرفة ومهارة، حيث كان ضابطا سابقا في الجيش المصري.
وكان حساب "السياسي المتقاعد"- المعروف بعلاقته الجيدة مع "القاعدة" في أفغانستان- أكد خبر الإفراج عن القادة الخمسة، معلقا: "هذه البشرى كأنك سويت إعادة ضبط المصنع لتنظيم القاعدة في خراسان، أو نقطة استعادة في الويندوز"، مضيفا: "سيقوم هؤلاء القادة بملء فراغ القادة الشهداء".
يشار إلى أن الحكومة الإيرانية كانت تنفي بشكل مستمر وجود معتقلين جهاديين لديها، لكن الدوائر الأجنبية كانت تعرف الحقيقة، وتأكدت أكثر من خلال تفاصيل وافرة عن الملف وجدتها في وثائق "وست بوينت" التي وجدت في البيت الذي اغتيل فيه أسامة بن لادن في مدينة أبوت أباد الباكستانية.
وبحسب مراقبين، فإن "إيران كانت تعترف تلميحا بوجود معتقلين من القاعدة لديها، لكنها تحاول الإيحاء بأنهم لاجئون أو ضيوف"، فيما يعرف الجميع أنهم خرجوا تباعا، إما بالإفراج أو عبر صفقات تبادل. ولا يعرف إن كان أحد قد بقي، أم أن الخمسة كانوا آخر المعتقلين.