تحدث أستاذ العلوم السياسية، سيف الدين عبد الفتاح، عن سبب استقالته من منصبه مستشارا للرئيس محمد
مرسي، وقال إنها كانت مبررة بسقوط دماء أمام قصر
الاتحادية، محملا الرئيس مرسي مسؤولية هذه الدماء، فيما ذهب إلى أن مرسي استقوى بجماعته. وقد أثارت تلك التصريحات ردود فعل واسعة بين النشطاء، كان أبرزها ما دونه، أسامة، نجل الرئيس مرسي.
وكان عبد الفتاح يتحدث في سياق حوار مع الإعلامي أسامة جاويش، على فضائية الحوار مساء الإثنين.
وعبر صفحته الشخصية على الـ"فيسبوك"، أشار أسامة مرسي إلى عدة نقاط ردا على تصريحات عبدالفتاح، وقد أثار رد أسامة أيضا سيلا من التعليقات والجدل على الـ"فيسبوك" والـ"تويتر".
وحول تصريح عبد الفتاح بأنه قدم استقالته بسبب سقوط دماء أمام الاتحادية، وأن مرسي هو من يتحمل وزر هذه الدماء، قال أسامة: "بداية ليس يعيبكم أن تقولو إن استقالتكم كانت خِطئا كبيرا، بل يعيبكم سوق الأعذار الواهيات كبرا على الحقيقة"
وأضاف: "ادعيت أنت أنك حذرته (مرسي) من الدماء، بينما أدري جيدا أنكم تقدمتم باستقالتكم الكريمة بعد الإعلان الدستوري، وأبديتم رغبتكم فيها قبل الاشتباكات ووقوع الدماء التي ادعيتم أنها في رقبة الرجل الذي أصدر الإعلان الدستوري أصلا بغية حقنها"، حسب تعبيره.
وحول حديث عبد الفتاح عن أن مرسي "لجأ إلى جماعته ولم يلجأ إلى الشعب"، قال أسامة: "الرئيس بإصداره الإعلان الدستوري تترس بالشعب لا بجماعة أو فئة، وإلا فسعادتكم لا تفهمون مرامي قيام السلطات التأسيسية بإصدار إعلانات دستورية. ويراجع في هذا الصدد كل النصوص الشارحات للفقه الدستوري في الدولة الحديثة".
وأضاف أسامة: "خطاب الرئيس عند الاتحادية كان معلنا قبل الاحتشاد، وبالتالي كان الكل مدعوا لحضوره. وتم اختيار المكان لتفادي الصدام مع المعارضة التي احتشدت في مكان آخر بغية حقن الدماء التي تهوى تعليقها في رقبة الرجل"، مشيرا إلى أن "الرئيس لم يكن يستنجد بجماعته في خطاب الاتحادية، بل كان يبرز موقفه ويتعهد بما هو آت"، وفق قوله.
وكان عبد الفتاح قد قال في حديثه إن مرسي كان يعلم بوجود مؤامرة وأنه (عبد الفتاح) نبهه إليها، وهو ما رد عليه أسامة بقوله "حديثكم عن المؤامرة وسلطة القرار التي يملكها الرئيس هي كانت الداعي لكم للاستقالة وليس غيرها، فكيف تلومه على ما استنكفت أن تنصره فيه؟".
وأردف أسامة في سياق رده على "المؤامرة" بقوله: "سيادتكم وغيركم كرهتم وارتبتم واستقلتم خوفا من سهام أطراف المؤامرة، وخشية من أن تغبروا ملابسكم السياسية من بذاءات أراذل الناس، وهو الدور الذي من أجله عاهدتم الرجل أن تبدأوا مسيرة الوطن معه لأجل مرامي الثورة".
وتوجه أسامة إلى عبد الفتاح بسؤال حول سبب اتخاذه موقف المدافع دائما، وقال "لم يعب أحد عليك استقالتك، فلم تتخذ موقف المدافع دائما مع أن عملك مع مرسي، الرئيس والشخص، ليس تهمة، بل أحسبك قلت من قبل في مجالس خاصة أنه شرف كبير"، مضيفا: "ليتك امتلكت شجاعة الرجل الذي حملته أوزارك وأوزاره وأوزار غيرك، فلم يقل يوما أنه لا يخطئ".
واختتم أسامة تدوينته المطولة بقوله: "الحقيقة سيدي أنك أسأت إلينا لا إلى الرئيس.. أهنت المتابعين والمشاهدين وأرباب العمل العام ومرتادي ثورة الوطن، حين ظننت أننا سذج أو بلهاء لتروي لنا ما كان بالأمس القريب واقعا نحياه. لن أدعي أنني صدمت بما قلته في هذه الحلقة، بل الحق أقول كنت أظن شهور الدم والنضال بعد الانقلاب شجعتنا جميعا (على) أن نعترف بأخطائنا... جميعا... إلا شخصكم الكريم"، حسب تعبيره.
وكان أسامة قد استهل تدوينته بتوجيه رسالة مفتوحة إلى عبدالفتاح، قائلا: "تابعت بدقة لقاءكم المطول مع الإعلامي أسامة جاويش ممتطيا قلمي وورقاتي .. ومع خالص تقديري لشخصكم عندي بضع ملاحظات من خيانة الأمانة ألا أبديها".
وأضاف: "لن أدخل لكم دكتور سيف من مدخل المروءة وعدم لياقة سرد حوار ذي طرفين من طرف واحد دونما حقوق رد... ولكن كوني شاهدا على تلك المرحلة مثلي مثل الكثيرين من شباب الثورة، وأكثر خصوصية كون رزقي الواسع أن أكون ابن هذا الرجل".
وقد أثارت تدوينة أسامة تعليقات واسعة بين النشطاء، كما حازت على مشاركات متنوعة على "فيسبوك" و"تويتر"، بينما تجادل العديد من النشطاء حول ما ذكره عبد الفتاح وردود أسامة عليه.