قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها إن
روسيا وإيران مشغولتان بالعمل في
سوريا، والغرب منشغل، كعادته، بالحديث.
وتنقل الافتتاحية عبارة رجل ألمانيا القوي أوتو فون بيسمارك، الذي قال إن القضايا الكبرى "لا يتم تقرير مصيرها بالخطابات أو القرارات التي تتخذ بالغالبية، ولكن بالحديد والدم". وكان بيسمارك يتحدث عن توحيد ألمانيا في القرن التاسع عشر.
وتجد الصحيفة أن كلمات بيسمارك تبدو مناسبة للوضع في سوريا؛ مشيرة إلى أن هناك، وبعد سنوات من الكلام الخطابي لم يتحقق أي شيء، وترك لإيران وروسيا تقرير مستقبل سوريا، وهما دولتان لا تهتمان بالكلام قدر اهتمامهما بتزويد النظام السوري بالجنود والعتاد العسكري.
وتبين الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى نيويورك إلى جانب مليشيا من القادة الغربيين، لن يخفي ابتسامته عند سماعه الخطاب الذي يزمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إلقاءه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي سيقترح فيه خطة لنهاية الحرب السورية.
وتشير الصحيفة إلى أن كاميرون يتحدث بلهجة شديدة عن رئيس النظام السوري بشار
الأسد، مؤكدا أن موقفه منه لم يتغير، ويرى أنه قد ينتهي يوما ما أمام محكمة جرائم الحرب.
وتذكر الافتتاحية أن بريطانيا وحلفاءها فقد تخلت في الواقع وبشكل مستمر عن خطوطها الحمراء، التي تنص على رحيل الأسد قبل بداية محادثات السلام. ويتم الحديث اليوم بعبارة "يجب" رحيل الأسد، ولكن دون تحديد الموعد الزمني لرحيله.
وترى الصحيفة أن الكلام الغامض حول مصير الأسد جاء ردا على الواقع الذي يتشكل على الأرض، ومنه تهميش المعارضة المعتدلة، واستمرار بقاء النظام، وصعود
تنظيم الدولة غير المتوقع، وهو ما خلط الأوراق الغربية حول سوريا.
وتعتقد الافتتاحية أنه في حال قبول بريطانيا والولايات المتحدة والدول المتحالفة معهما بضم الأسد لحكومة انتقالية، فإن هذا سيكون "سياسة واقعية".
وتلفت الصحيفة إلى أن ما يشغل بال الغرب هو صعود تنظيم الدولة، ولهذا السبب، فإن التدخل الروسي
الإيراني إلى جانب الأسد يمر دون تعليق، وقد توقفت بريطانيا والولايات المتحدة عن الحديث المكرر حول رحيله القريب.
وتفيد الافتتاحية بأن الغرب لا يتكلم باللغة ذاتها، فألمانيا لا تمانع بدور للأسد في محادثات السلام، فيما ترفض فرنسا دورا له، وتقوم بغارات جوية ضد تنظيم الدولة لا الأسد.
وتختم "إندبندنت" افتتاحيتها بالقول: "ربما لا مهرب عن العيش مع الأسد في الوقت الحالي، ولكن من المؤسف أن يتم استبعاد المعارضة السياسية، فقد تم تقديم الوضع في سوريا من خلال ثنائية الأسد او تنظيم الدولة، وبهما لن يتحقق السلام، ما يعني ان الحرب الخبيثة ستستمر".