أكدت مصادر عسكرية وإعلامية تابعة للثوار في محافظة
حلب، شمال
سوريا، نجاح الثوار في تأمين غالبية الطريق الوحيد الرابط بين المدينة وريفها الشمالي، عقب مواجهات دارت مع القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني)، إثر قيام الأخيرة برصد طريق
الكاستيلو بالأسلحة القناصة والرشاشة، وقتل عدد من المدنيين بنيرانها، في حين انسحب الثوار من حي
الشيخ مقصود في حلب المدينة خوفا من وقوعهم في بين فكي النظام السوري والوحدات الكردية.
وأكد قائد قطاع حلب في حركة نور الدين الزنكي، إسماعيل ناصيف، لـ"
عربي21"، نجاح الثوار في تأمين ما يزيد عن 90 في المئة من طريق الكاستيلو، وهو الوحيد الذي لا يزال يؤمن ربط مدينة حلب المدينة بريفها الشمالي وصولا إلى الحدود التركية، بمساعدة الدفاع المدني ومجلس مدينة حلب، ليتم وضع متاريس على كامل الطريق المطل على مناطق سيطرة القوات الكردية.
وتحدث ناصيف في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"؛ عن اتفاق غالبية تشكيلات الثوار في حلب على تشكيل "جيش العز" بهدف استعادة منطقة الشيخ مقصود من الوحدات الكردية، مشددا في الآن ذاته على عدم وجود أي عداوة مع
الأكراد، ووصفهم بـ"الأخوة"، وقال إن مشكلة الثوار تنحصر فقط مع مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وحزب الله الشيعي اللبناني.
وأشار قائد قطاع حلب في حركة نور الدين الزنكي، إلى توقعات بتصعيد الأزمة المتفاقمة مع الوحدات الكردية إلى أعلى المستويات، وصولا إلى التحالف الدولي الذي يساند القوات الكردية ضد تنظيم الدولة في عدة من سوريا.
وتوقع تطورات مماثلة تشير إلى مشاركة كافة الأطراف ضد فصائل الثوار، وأوضح أن الأسوأ هو احتمال محاصرة حلب، متوعدا بعدم السماح للقوات الكردية أو النظام السوري بإحكام حصار حلب مهما كلف الأمر من "تضحيات".
وقال ناصيف لـ"
عربي21" إن الثوار قادرون على مواجهة كافة الأطراف، ضمن مساعيهم لإفشال مخطط حصار حلب، وأنهم لن يسمحوا لأي جهة كانت في التدخل بصناعة القرار فيما يهم مصلحة الشعب السوري في حلب.
وكانت الأزمة الراهنة قد تفجرت بين تشكيلات الثوار والقوات الكردية، عقب قيام الأخيرة بفتح معبر مع النظام السوري في حلب، وسيطرتها على حي الشيخ مقصود في حلب عقب انسحاب الثوار السوريين منه خوفا من محاصرتهم.
واعتبرت "غرفة علميات فتح حلب" قيام القوات الكردية بفتح المعبر انتهاكا لما أصدرته قبل أشهر بأن أي جهة تقوم بفتح معبر مع النظام السوري في حلب ستكون هدفا لها، وذلك بحسب ما أكده الناشط الإعلامي المستقل عماد الشامي، لـ"
عربي21".
وكانت أزمة مماثل قد تفجرت قبل أشهر، على خلفية اعتداءات وانتهاكات ارتكبتها القوات الكردية ضد سكان عرب في مناطق سيطرتها، ما استدعى تدخل فصائل الثوار وتهديدها باقتحام الحي بعدما تم تعليق الاتفاق للتعاون الأمني المبرم سابقا مع الجبهة الشامية، ليتم على أثر ذلك إبرام اتفاق مع القوات الكردية.
وأشار الشامي إلى قيام غرفة عمليات فتح حلب بتعزيز السواتر الترابية على طريق الكاستيلو تحسبا لما وصفها بـ"تطور العلاقات بين البي كي كي والنظام السوري، وتتحول من فتح معابر إلى تسليم نقاط عسكرية" للنظام.
وأثناء عمل الثوار على زيادة ارتفاع السواتر الترابية، استهدفت قناصات القوات الكردية الطريق ليقتل رجل وامرأة وطفلة، إضافة إلى احتراق سيارات عائدة لمنظومة الإسعاف أثناء محاولاتها نقل المصابين إلى تركيا.
ويتمتع الطريق الرابط بين حلب المدينة وريفها بأهمية إستراتيجية كبيرة، إذ إن محاولات النظام السوري والمليشيات المساندة له من السيطرة عليه أو إغلاقه باءت جميعها بالفشل، في حين باتت المليشيات الكردية تحاصره ناريا، مستغلة تمركزها في المرتفعات المطلة على الطريق.
وأوضح الشامي أن فصائل الثوار عقدت اجتماعا في حلب عقب التطورات الأخيرة، واتخذت قرار التصعيد العسكري، معتبرا أن انسحابها من حي الشيخ مقصود هو الخطوة الأولى ذلك التصعيد خوفا من حصارهم بين النظام والقوات الكردية، ثم قام الثوار باستهداف عدة نقاط عسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي بالأسلحة الثقيلة بهدف تأمين الطريق وتعزيز السواتر، وآخرها كان إعطاء الحزب مهلة 24 ساعة فقط للعدول عن أعماله.
وبحسب الشامي، فقد شددت غالبية الفصائل على استعادة حي الشيخ مقصود عسكريا، إلا أنها واجهت رفضا من بعض التشكيلات العسكرية بالمشاركة خوفا من انقطاع الدعم أو استهداف التحالف لها، مؤكدا أن بداية الطريق والعقدة الأهم تقع تحت سيطرة الفرقة 16 التابعة للثوار، في حين تسيطر بقية التشكيلات على امتداد الطريق بما فيها جبهة النصرة.