أغلقت الشرطة
الإسرائيلية، لليوم الثاني،
البلدة القديمة في مدينة
القدس أمام
الفلسطينيين من غير سكان البلدة، في الوقت الذي أبقتها مفتوحة أمام الإسرائيليين والسياح الأجانب.
وانتشر المئات من أفراد الشرطة على بوابات البلدة، ومنعوا الفلسطينيين من غير سكانها من دخولها.
ووصف المحامي أحمد الرويضي، مستشار "شؤون القدس"، في ديوان الرئاسة الفلسطينية الإجراء الإسرائيلي بـ"غير المسبوق"، منذ احتلال إسرائيل للمدينة في العام 1967.
وأضاف الرويضي قائلا: "البلدة القديمة هي عصب الحياة في مدينة القدس، ففيها عشرات المؤسسات الفلسطينية الاجتماعية والصحية والتعليمية، ويعيش فيها أكثر من 37 ألف فلسطيني، وفيها المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفيها المئات من المحال التجارية، وبالتالي فإن إغلاقها بهذا الشكل يهدف إلى القضاء على عصب الحياة في القدس".
وقال مواطنون من داخل البلدة، في اتصالات هاتفية، إن شوارع البلدة تبدو خالية إلا من عناصر الشرطة الإسرائيلية، وبعض السياح الأجانب والمستوطنين الإسرائيليين.
وقالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه، الأحد، إن القيادة الإسرائيلية السياسية قررت بالتشاور مع الأجهزة الأمنية والشرطة إغلاق البلدة القديمة ليومي (الأحد والاثنين)، أمام غير سكانها، والسماح فقط بدخولها للمواطنين الإسرائيليين، وللسياح، ولسكانها الفلسطينيين فقط.
وأضاف الرويضي قائلا:" نخشى أن يكون هذا الإجراء مجرد بداية، وأن تقوم الشرطة الإسرائيلية بإغلاق البلدة مجددا، وتحت مبررات مختلفة، تماما كما حدث في المسجد الأقصى".
ولليوم التاسع على التوالي، تواصل الشرطة الإسرائيلية إغلاق ستة من بوابات المسجد، من أصل عشرة أبواب، ولا تسمح بدخوله إلا للفلسطينيين من سكان القدس، وحملة بطاقات الهوية الإسرائيلية العرب، الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما.
وقال الرويضي: "المسجد الأقصى فارغ تماما إلا من بعض المصلين، ولكن في الوقت ذاته، فإن المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون ساحاته بحراسة الشرطة الإسرائيلية".
وقال أحد حراس المسجد الأقصى، فضّل عدم نشر اسمه، إن ما يزيد عن 27 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا ساحات المسجد منذ ساحات صباح الاثنين، عبر باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد، بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف أن عددا من المصلين عبروا عن رفضهم لهذه الاقتحامات من خلال ترديد صيحات التكبير (الله أكبر).
وتابع الحارس:" عناصر الشرطة الإسرائيلية يتواجدون بكثافة على البوابات الخارجية للمسجد؛ من أجل منع الشبان من الدخول وفي ساحاته لتوفير الحماية للمستوطنين".
وتشهد العديد من الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس مواجهات متفرقة بين قوات الشرطة الإسرائيلية وعشرات الشبان الفلسطينيين الغاضبين على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.