حدد دبلوماسي روسي في بيروت ما أسماه "ملامح الدور الجديد لبلاده، بشقيه العسكري والسياسي، في طريق الوصول إلى ما تقول به موسكو، وهو تسوية النزاع في
سوريا".
ونقلت صحيفة "
الأخبار"، المقربة من حزب الله عن الدبلوماسي الروسي، أثناء لقائها به في منزل مسؤول لبناني سابق، عدة "ملاحظات" على الدور الروسي في سوريا.
وأشار الدبلوماسي إلى أن الحفاظ على نظام الأسد "يتطلب حماية المناطق الواقعة على خط درعا - حلب في الوسط، امتدادا الى الجنوب والساحل غربا"، في حين اعتبر الدبلوماسي الروسي أن الغارات الروسية تمهد بعد إنهاك معارضي الأسد "إلى أي فريق انتموا" -بحسب قوله-، لتقدم الجيش برا مستعينا بمقاتلين إيرانيين وحزب الله للسيطرة عليها.
وقال الدبلوماسي إن "
روسيا تدعم نظام الأسد والتغيير في سوريا في آن، وتصر على أن يترك الأسد السلطة عندما يطلب منه السوريون ذلك، في إشارة إلى قبول موسكو واستعدادها للبحث في الحل السياسي"، بحسب تعبيره.
وأضاف الدبلوماسي أن "روسيا في سوريا؛ لأن تركيا وقطر والسعودية وأوروبا الغربية فيها تقاتل الأسد وتريد إسقاط نظامه"، معتبرا أن موسكو لا تتخلى عن حلفائها كما تخلت أمريكا عن حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح، المقربين منها، واصفا ذلك "بأسلوب الكاوبوي"، على حد تعبيره.
ولم يجد الدبلوماسي حرجا بتأكيد دعم القوات الروسية للأسد، بعد ارتكابه كل هذه المجازر، كما لم ينف تسليم الجيش السوري "سلاحا متطورا وذكيا يتدرب عليه في الوقت الحاضر، توطئة لاستخدامه في المعارك الضارية التي ستؤدي إلى تغيير مجرى الحرب"، بنظر الدبلوماسي الروسي، فيما يرى مراقبون أن هذه الأسلحة ستستخدم في مزيد من القصف العشوائي للمدنيين، دون أثر عسكري كبير.
واعتبر الدبلوماسي أن سلاح الجو الروسي لم يكن يعتزم ضرب تنظيم الدولة خارج ما تسميه روسيا بـ"سوريا المفيدة، الواقعة غرب خط حلب - درعا"، معتبرا أنه فعل ذلك بعد تصاعد حملة الإعلام الغربي وغارات التحالف على شرق البلاد، فقصف في الرقة، في حين أنه لا تتواجد أي نقطة لتنظيم الدولة غرب خط حلب - درعا، إذ إن أقرب نقطة للتنظيم من المناطق التي شهدت قصفا تبعد 100 كم على الأقل.
وادعى الدبلوماسي أن "ما تبدو موسكو مستعدة للقيام به في الوقت الحاضر، بالتزامن مع العمليات العسكرية، التعاون مع واشنطن والغرب لمساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي، وستكون هي الطرف الآخر المعني بإرساء التسوية، بعدما أخلت المواقف الأخيرة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ساحة التفاوض لموسكو على إثر إعلانه أن طهران لن تفاوض واشنطن حول سوريا"، في تثبيت لما أشار له بعض المتابعين للشأن السوري بـ"خلافات" بين إيران وروسيا.
واعتبرت "الأخبار" أن الغرب هم الأكثر اهتماما بتسوية النزاع سياسيا لوقف الحرب، وبالتالي وقف موجات تدفق اللاجئين إلى أراضيها، إذ إن الروس ليسوا متضررين من اللجوء والنزوح الكثيف إلى القارة الأوروبية، بل إن دولهم هي التي تشكو من عبئهم، وتعجز عن استيعاب عددهم، بحسب قول الصحيفة.