تفاصيل ما جرى بين "النصرة" و"الزنكي".. وتعليق المحيسني
عربي21 - مؤيد باجس07-Oct-1502:25 AM
شارك
لم يسبق لـ"النصرة" و "الزنكي" أن دخلا في اشتباكات مسلحة - أرشيفية
وقعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم "جبهة النصرة" وحركة "نور الدين الزنكي"، راح ضحيتها عدة قتلى وجرحى في مناطق ريف حلب بسبب خلافات على حواجز أمنية تعود لـ"الزنكي".
وفي بيان صادر عنها، قالت حركة "الزنكي" إن "جبهة النصرة شنت هجوما غادرا ومخططا له على حواجز الحركة في منطقتي الأبزمو ومعارة الأرتيق، تبعه تفجير سيارة مفخخة قرب مقر تابع للحركة في دير جمال بريف حلب".
وألمحت الحركة إلى استغلال "النصرة" للقصف الروسي على المنطقة لشن هجومها عليهم، مضيفة في بيان نُشر عبر حساباتها الرسمية: "فجروا سيارة أخرى في نقاط رباط الحركة على جبهات داعش بريف حلب الغربي بالتزامن مع القصف الروسي، ما يعطي انطباعا أن هذا الأمر مخطط له مسبقا".
وأضاف البيان: "ننوه إلى أن خطة ابتلاع حلب من قبل جبهة النصرة قد انكشفت، وفسرت عرقلة النصرة للعمل العسكري الذي كانت غرفة عمليات فتح حلب قد أعدت له".
وأشار البيان إلى أن "جبهة النصرة" حاولت قطع طريق الكاستيلو باسم "جيش الفتح"، وأضاف: "لقد طغى وبغى من ادعى أنه جاء لنصرة الشعب السوري".
وختم البيان بالقول إن "حركة نور الدين الزنكي لن تقف مكتوفة الأيدي، لأنها خرجت للدفاع عن أهلها وأرضها".
بدوره، أصدر تنظيم "جبهة النصرة" بيانا قال فيه إن سبب الخلاف هو "قيام مجموعة تابعة لحسام الأطرش المنضم مؤخرا لحركة نور الدين الزنكي بوضع حاجز على الطريق العام الواصل بين الفوج 46 ومدينة الأتارب".
وأضاف البيان: "طلبت جبهة النصرة من حركة نور الدين الزنكي رفع الحاجز من المنطقة بحكم السمعة السيئة لحسام الأطرش وجنوده، فوعدت قيادة الحركة برفع الحاجز يوم الثلاثاء في الساعة الثانية عشر ظهرا، ولكن الحاجز بقيَ مكانه، فتوجه الإخوة للحاجز، وأخرجوا العناصر منه دون اشتباك".
"النصرة" قالت إنه وبعد إخراج عناصرها لنظرائهم في "الزنكي" من الحاجز، استنفرت قيادة حركة "الزنكي" مقاتليها، وأمرت باعتقال كل من يمر من جنود "النصرة" عبر حواجزها.
وتابع البيان: "تزامن ذلك مع مرور أحد قيادات جبهة النصرة على حاجز مفرق (بابيص)، فحاول من في الحاجز اعتقاله مع مرافقيه، فلم يسلّم الأخ نفسه، ومضى في طريقه، إلا أنهم أطلقوا النار باتجاه سيارته، ما أدى إلى إصابة أحد مرافقيه".
وأكمل: "زيادة على ذلك، انطلقت سيارة تتبع للحاجز خلف الأخ، وتم إطلاق النار باتجاه سيارة الأخ مباشرة، ما أدى إلى إصابة الأخ الثاني إصابة بليغة، بالإضافة لإصابة القائد بيده، فعلى إثر هذه الإصابات تم حصارهم بالقرب من (معارة الأرتيق)".
البيان كشف أنه "وعندما وصلت مؤازرة جبهة النصرة لفك الحصار عن الإخوة وإسعاف المصابين، فوجئوا بإطلاق النار من مجموعات منتشرة على جوانب الطريق وأسطحة المباني، فلم يستطع الإخوة إسعاف الأخ المصاب إصابة بليغة، وما زال مصيره مجهولا عندنا، وقد قُتل وجُرح عدة إخوة على حواجز الحركة".
"النصرة" قالت إنها وكبادرة حسن نية منها، "وبعد تدخل بعض الإخوة بهدف الإصلاح، أرسلنا المسؤول الشرعي لحلب كي يسعى في حل المشكلة، ويتفاهم مع قيادة الحركة، وأثناء هذه المساعي تم نشر بيان منسوب للحركة يحوي سيلا من الافتراءات والادعاءات الباطلة، ويحمل في طياته لغة التصعيد العسكري تجاه جبهة النصرة".
ونفت "النصرة" بشكل قاطع اتهام "الزنكي" لها بتفجير سيارة مفخخة، حيث جاء في البيان: "المفخخة كانت بالقرب من دير جمال والمقر يتبع للواء صقور الجبل، وليس لنا أي علاقة بتلك المفخخة، ولكن تم إدراج هذه الحادثة ضمن بيانهم لكسب تعاطف الفصائل وتحريضهم ضد جبهة النصرة".
كما ردت جبهة النصرة على تلميح "الزنكي" باستغلالها القصف الروسي بالخلاف بينهما؛ حيث أضاف البيان: "ننوه بأن الطائرات الروسية قامت باستهداف حاجز لجبهة النصرة بالقرب من قرية عندان مما أدى إلى استشهاد أحد الإخوة، وكان ذلك أثناء الإشكال مع حركة الزنكي، ولكننا لا نتهمهم بالتنسيق مع الطيران الروسي، كما ألمحوا بذلك في بيانهم ضدنا".
وطالبت "جبهة النصرة" من "الزنكي" أن يكفوا عن التحريض على التنظيم، ويبتعدوا عن اللغة العدائية في بياناتهم، وتابع البيان: "ندعوهم أن يسعوا للصلح، وينزلوا لمحكمة شرعية مستقلة، ويسلموا من تورط بدماء المجاهدين من جبهة النصرة".
كما طالبت "النصرة" من حركة "الزنكي" أن ترفع حواجزها، ويوجهوا القوات الموجودة هناك إلى جبهات حلب وغيرها.
وختمت "النصرة" بيانها بالقول إن "ما يمر به الجهاد الشامي اليوم من تكالب الأعداء على أهلنا أهل الشام، ليثنينا عن أي اقتتال جانبي يكن النظام وحلفاؤه المستفيد الأكبر، ونرجو ألا نضطر لذلك".
إلى ذلك، أفاد الناشط المستقل، أحمد أبازيد، بأنه تم بالفعل تشكيل لجنة من فصائل حلب قامت بالواصل مع الطرفين، وتم الاتفاق على وقف الاشتباكات مبدئيا، دون التوصل بعد لحلّ نهائي حول الحواجز والمعتقلين، وفق قوله.
قاضي "جيش الفتح"، الداعية السعودي عبد الله المحيسني، ناشد الطرفين بسحب حواجزهم على الفور، وإطلاق المعتقلين لديهم، والنزول لمحكمة شرعية عاجلة.
وتابع: "يا إخواننا من قادة النصرة والزنكي، آلآن تختلفون؟ أهل الشام يرقبون نصرتكم لهم، أهل الشام ينظرون فوق رؤوسهم طائرات الروس، وينظرون إليكم نظرة أمل، فأنتم أملهم بعد الله".
ودعا المحيسني جميع المغردين في موقع "تويتر" بأن "يلتزموا أمر الله (اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)"، متابعا: "قبل أيام قليلة كنا نقرأ تعزية من الزنكي لشهداء إخوانهم من النصرة".
وختم المحيسني حديثه بطمأنة الثوار بأن المياه ستعود لمجاريها بين "جبهة النصرة" و"نور الدين الزنكي".
ويُتوقع ألّا يستمر الخلاف بين الطرفين طويلا، لا سيما أن أهدافهما مشتركة في قتال "النظام، تنظيم الدولة، البي كي كي"، وهو ما أكدت عليه حركة "الزنكي" في بيان أصدرته الثلاثاء.