عادت فصائل "
الجيش الحر" للظهور على الساحة مجددا عبر توحدها بشكل ملفت في صد الهجوم الواسع لقوات النظام والمليشيات الإيرانية المقاتلة معه بدعم عسكري، جوي روسي.
وبالرغم من عدم توقف فصائل "الجيش الحر" عن الاشتباكات مع قوات النظام طيلة سنوات الثورة، إلا أن وتيرة العمل في العامين الماضيين قلّت بشكل كبير بسبب عدة عوامل أضعفت التنسيق بين تلك الفصائل.
وبحسب متابعين، فإن تشكيل 16 فصيلا تابعا للجيش السوري الحر غرفة عمليات مشتركة باسم "
جيش النصر" في آب/ أغسطس الماضي، هو السر في استعادة "الجيش الحر" قوته ومكانته بين السوريين، لا سيما أن "جيش النصر" وضع نصب أعينه تحرير محافظة
حماة بالكامل.
ومما ساهم في إعادة شعبية "الجيش الحر" بشكل واضح بين الفصائل الإسلامية اشتراكهم مع فصائل من "
جيش الفتح" في صد الهجوم الواسع لقوات النظام والقوات الروسية في ريف حماة.
واعترف العديد من رموز الفصائل الجهادية بأن "السنوات الأربع التي عشناها في الثورة السورية، أثبتت لنا أن جل فصائل الجيش الحر التي حوربت بإجحاف هي أكثر الفصائل تورعا بالدماء، وإطلاق الأحكام المسبقة".
وقال المفكر الإسلامي السوري عبد الكريم البكار، المقيم في السعودية، إن "الجيش الحر يستعيد اليوم لونا من أمجاده الكبيرة على طريق بناء سورية الجديدة. اللهم لك الحمد والمنة".
السعودي "مجاهد جزراوي" أحد قادة تنظيم "جبهة النصرة" في درعا، غرد عبر حسابه في "تويتر": غبار في أنف أخ من الجيش الحر الممرغين أنف روسيا يعدل داعش وعجلها (البغدادي) وأنصارها السفهاء، بل وموطئ قدمه".
وتابع الشرعي في "النصرة" علي العرجاني الملقب بـ"أبو حسن الكويتي": "الجيش الحر الذي انطلق في بداية الثورة في دفع النظام العلوي الأسدي سوف يكمل مسيرته في تأديب الغزاة الروس".
الناشط الإعلامي هادي العبد الله، الذي يرافق "الجيش الحر" خلال معارك ريف حماة، قال: "اليوم وبعد أن رأيت منهم ما رأيت على الجبهات في ريف حماة، أقول (الله محيي الجيش الحر)".
أستاذ العقيدة في جامعة "أم القرى" سلطان العميري كتب بحسابه في "تويتر": "الله محيي الجيش الحر، ما قام به يدل على أن نصرة الإسلام والتصدي للأعداء ليس محصورا في منهج معين أو جماعة معينة من المسلمين".
فيما قال حذيفة عبد الله عزام: "قلتها وسأظل أرددها ما حييت، والله لقد وجدت فيكم سلامة الفطرة وإيمان العجائز والتعطش للدين والورع في الدماء المعصومة".
يشار إلى أن الجيش السوري الحر تشكل بشكل رسمي منتصف عام 2011؛ بهدف حماية المدنيين فقط من رصاص قوات النظام، إلا أن بطش النظام أجبر "الجيش الحر" المشكل من قبل ضباط منشقين على القيام بأعمال عسكرية ضد قوات الأسد.
وبعد عامين على تصدره المشهد السوري في مواجهة النظام، خفت نجم "الجيش الحر" لأسباب عديدة، حيث تشكلت كتائب أخرى إسلامية، وانقطع الدعم عن بعض فصائل "الجيش الحر" التي اضطرت لحل نفسها.