هاجم الرئيس
اليمني المخلوع علي عبد الله صالح دول
التحالف بقيادة
السعودية، واصفا تدخلها باليمن بـ"التدخل السافر"، وفق وصفه.
صالح وخلال مقابلة مع قناة "الميادين" المؤيدة للحوثيين والممولة من إيران وحزب الله، تابعتها "
عربي21"، قال إن "التدخل السعودي في اليمن يأتي بأثر رجعي، حيث إن الخلافات بين البلدين قديمة جدا".
وحول مقصده من الخلافات القديمة، قال صالح: "حادثة قتل السعودية للحجاج اليمنيين في تنومة في عشرينيات القرن الماضي، التي تبعها بسنوات اتفاق الطائف بين البلدين، بالإضافة إلى دعوة السعودية في 1994 إلى انفصال اليمن الجنوبي عن الشمالي".
صالح زعم في المقابلة التي قالت "الميادين" إنها أجريت في العاصمة صنعاء، أن "الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبكل أسف دعموا مساعي الانفصال الجنوبي، وكانوا يظهرون لنا بوجه مبتسم".
ووفقا للرئيس اليمني المخلوع فإن "اقتراب قوات التحالف من الوصول إلى صنعاء أمر غير مقلق، حيث إن الدولة السعودية الأولى وصلت إلى عدن وحضرموت".
وأضاف: "دخلوا إلى عدن الآن، لكن للأسف من دخل هم الإماراتيون الذين نكن لهم كل الود والاحترام، شعبا وقيادة".
وتابع: "نعم علاقاتنا مع الإمارات ودية إلى هذه اللحظة؛ لأنه لا توجد أي خلافات بيننا وبينهم، لا حدودية ولا غيرها، وعندما شاهد السعوديون هذه العلاقات الممتازة والمميزة بين اليمن والإمارات، دفعوا بهم فيما يسمى
عاصفة الحزم".
وبتحليل مفاجئ لأسباب "عاصفة الحزم"، قال
علي صالح مخاطبا السعودية: "إذا كان لديكم خلاف مذهبي مع أنصار الله (الحوثيون) بسبب منهجكم الوهابي، فما دخل الشعب اليمني بهذا؟".
واتهم صالح دول التحالف بقيادة السعودية بأنها تتلقى دعما "صهيونيا"، وأمريكيا على المستوى اللوجيستي، وفق قوله.
وواصل المخلوع صالح إلقاء التهم على السعودية، قائلا إنها من نسجت حركة الإخوان المسلمين، وصدرتها إلى أفغانستان ابتداء، قبل أن تدعم نشاطاتها التي كان منها بدء المظاهرات في عام 2011 باليمن.
صالح توعد قوات التحالف بقيادة السعودية بـ"الخروج عاجلا أم آجلا من اليمن".
وفي تعليقه على حادثة مقتل الجنود الإماراتيين في عدن قبل أسبوع، بالتفجير الذي تبناه تنظيم الدولة، نفى صالح أن يكون على علم بما حدث على الإطلاق، واصفا العمل بـ"الإرهابي".
وحمّل صالح مسؤولية التفجير للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، مضيفا: "داعش كانوا محاصرين في أبين وحضرموت، لكن هادي جاء بهم إلى عدن ومأرب لقتال الحوثيين، والعربات التي فجروها بالقوات اليمنية هي من تزويد هادي".
وزعم المخلوع صالح أنه يتلقى عروضا يومية بالخروج من صنعاء، وأضاف: "قبل عشرة أيام عرض علي الأمريكان بأن تأتيني خمس طائرات هليكوبتر تنقلني ومن أراد إلى حيث شئت، إلا أنني رفضت ذلك بشكل قطعي".
وتابع: "عرضت علي السعودية أن أتحالف مع هادي والإخوان وآل الأحمر ضد الحوثيين، ولكنني رفضت ذلك بشكل قاطع".
وأكمل: "حركة الإخوان المسلمين أعداؤنا وأعداء الوطن، وهم أعداء في كل العالم للتقدم والسياسة، كونهم عناصر إرهابية يريدون إقامة دولة إسلامية، لكنهم حولوها إلى ما يسمى داعش وتنظيم القاعدة، هؤلاء حركة خطيرة جدا، ومن أخطر الحركات في العالم".
وواصل علي صالح تصريحاته الغريبة، قائلا: "داعش هي الإخوان المسلمين، وأنا قاتلتهم قبل أن يقاتلهم أحد في وقت مبكر، نعم يا إخوان، أنتم داعش وأنتم تنظيم القاعدة".
وأضاف: "هؤلاء الإخوان هم الشر والبلية التي تحدث في الدول العربية والإسلامية، ما يجري في سوريا سببه الإخوان، ما يجري في العراق والأردن ومصر هم وراءه أيضا".
ولم يكتف صالح بتصريحاته الغريبة، قائلا: "للأسف نحن هللنا حينما حلّ الأخ عبد الفتاح السيسي مكان الإخوان في مصر، لكنه اليوم يتحالف معهم هنا في اليمن لفصل الشمال عن الجنوب".
وشن الرئيس اليمني المخلوع هجوما لاذعا على السياسيين اليمنيين المتواجدين في القاهرة والرياض، واصفا إياهم بـ"الخونة".
وأضاف: "غير مسموح لكم التكلم عن اليمن وباسم اليمن، اليمن لا يتكلم باسمها إلا من هم على أرضها ويقاتلون في جبالهم، وفوق ترابها".
صالح زعم أن خروجه من اليمن وتركه للسلطة جاء بسبب "تعبه من الحكم"، متابعا: "لا تستمعوا للأسطوانة المشروخة التي ترددها الحدث والعربية والجزيرة بأن صالح يريد العودة للسلطة وتنصيب ابنه أحمد رئيسا لليمن".
ونفى صالح أن يكون نجله أحمد قد تم طرده من الإمارات، قائلا: "ابني أحمد جالس في بيته، ولديه حراسة شخصية حرصا على سلامته، ولا يوجد عليه أي حظر أو إقامة جبرية".
وبالرغم من تهديداته السابقة لدول التحالف، إلا أن "صالح" نفى أن يكون له قوات تقاتل على الأرض، وقال بنبرة استعلائية: "لو كان علي صالح يقاتل لتغيرت الموازنة تماما، وهم يعرفون ذلك جيدا".
صالح انتقل في هجومه هذه المرة إلى الرئيس الحالي لليمن عبد ربه هادي منصور، قائلا: "هادي هذا مسكين لا يفقه شيئا في السياسة، أتوا إليه بورقة وقّع عليها وهو لا يعلم ما فيها".
وجمع صالح متناقضات عدة في تصريح واحد، قائلا: "هو لا يفقه شيئا، وأنا من رشحته للرئاسة، وكذلك السعودية والإخوان المسلمين رشحوه للرئاسة، وهو تربية إخوانية، لذا الإخوان أرادوه؛ لأنه هادئ ويوقع على ما يريدون".
كما اتهمه بأنه وقّع على ما أراده الحوثيون فترة حكمهم للبلاد، وفق قوله.
وفي حديثه عن الجيش اليمني، قال صالح إن "الجيش بجميع مسمياته يضم أكثر من 400 ألف بالأساس، ومن يؤيدني منهم الآن يتبعون لحركة أنصار الله، فيما تسعى السعودية وأمريكا لإعادة هيكلة هذا الجيش، ونحن نقول لهم: يا مغفلين، يا كذبة، هذا جيش وطني، فلماذا تكذبون وتقولون إن هدفكم بإعادة الهيكلة هو إنتاج جيش وطني؟".
ولاحظت "
عربي21" أن محاور المقابلة لم تكن منظمة، بحيث عاود المذيع طرح أسئلة في مواضيع سبق التطرق إليها، مثل عداء المخلوع صالح مع السعودية.
واتهم صالح قوات التحالف العربي بقتل أكثر من 25 ألف يمني، مشيرا إلى أن نسبة عناصر الجيش من بين هؤلاء القتلى لا تتجاوز الخمسة بالمئة.
وقال صالح: "حقد السعودية علي يأتي بسبب هزيمتهم في فصل اليمن الجنوبي عن الشمالي عام 1994".
وتابع: "حادثة أخرى كانت سببا في حقدهم علي، هي حينما اكتشف الإماراتيون طردا مشبوها في طائرة قدمت من صنعاء إلى دبي، حيث خاطبوا السعودية بذلك، وقام محمد بن نايف نائب وزير الداخلية حينها بالاتصال بالأمريكان".
وأضاف: "اتصل بنا الأمريكان، وقالوا لنا إن إجراءاتكم الأمنية ليست بجيدة، وأخبروني أن محمد بن نايف اتصل بنا، فقمت بدوري بالاتصال بالملك عبد الله شخصيا، وأبلغته أنه كان حري بكم أن تتصلوا بنا لا بالأمريكان".
الحادثة الثالثة التي زادت من "حقد" السعودية على علي صالح، وفق قوله، هي "العرض العسكري الذي تم بداية الألفية الجديدة بمناسبة العيد العاشر للوحدة اليمنية، الذي فهمه السعوديون بأنه موجه ضدهم".
وسخر صالح من قدرات السعودية في الحرب، قائلا إنهم "يتعلمون الحرب مثل الحلاق المتدرب الذي يتعلم الحلاقة، وإن كانوا فعلا يريدون رأس علي عبد الله صالح فأنا سأزودهم بإحداثيات موقعي، لكنهم يذهبون لقتل الأبرياء".
صالح أثنى على دور سلطنة عمان والكويت في الأزمة الراهنة، قائلا إن دورهم عقلاني، ويعرفون الأمور على حقيقتها كونهم مجربين، وفق توصيفه.
وتابع: "أنا مستعد لأقدم التنازلات تلو التنازلات، وأتخلى عن المؤتمر الوطني، لكن على شرط أن تلتزم دول التحالف بشروط الاتفاقيات، وتفك الحصار، وتغادر الأراضي اليمنية".
وأضاف: "إن أرادوا دخول صنعاء فأهلا وسهلا، لكن هم من سيدمرونها، أنا معي كلاشنكوف، وهم يملكون طائرات F16، وهي التي ستدمر العاصمة".
وأكمل: "رغم أن الأمر ليس بيدي، لكن إن أوقفت السعودية عملياتها في اليمن، ستنسحب حركة أنصار الله والقوات اليمنية من الحدود السعودية، حيث إنها توغلت عدة كيلو مترات داخل السعودية".
وفي سياق آخر، برر علي صالح التدخل الروسي في سوريا، قائلا إن "من حق الرئيس بشار الأسد طلب مساعدة روسية، مثلما طلبت السعودية تدخلا أمريكيا في سوريا، ودفعت الدواعش إلى هناك، ومثلما تدخلت السعودية ودول أخرى في اليمن".
وتابع: "أخشى أن يقوم الإخوان في المملكة العربية السعودية بنقل الدواعش الذين صنعوهم من سوريا إلى اليمن".