قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها، إن الأمور قد وصلت إلى نقطة الغليان في
القدس المحتلة والضفة الغربية.
وتساءلت الافتتاحية عما إذا كانت هذه مبشرات لانتفاضة ثالثة. وقالت إن الشعور بالعجز عن تغيير شيء هو ما دفع
الفلسطينيين وانتفاضاتهم السابقة، وهذا الشعور موجود وبقوة اليوم.
وتقول الصحيفة: "يبدو أن التاريخ يكرر ذاته مرة أخرى، فقد ردت السلطات
الإسرائيلية على سلسلة من عمليات القتل التي نفذها فلسطينيون داخل المناطق الإسرائيلية بطريقة (معسكرة)، أضافت حوالي 30 فلسطينيا إلى جانب القتلى الإسرائيليين السبعة. وهناك حديث مرة أخرى عن توقع اندلاع (
انتفاضة ثالثة)، انتفاضة فلسطينية واسعة يقوم بها المجتمع الفلسطيني ضد احتلال أراضي دولتهم".
وتبين الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أن "مخاوف من هذا النوع ليست دون أساس؛ فقد أغلقت الشرطة الإسرائيلية القسم العربي من القدس، في محاولة لاحتواء موجة من الهجمات العفوية في المدينة. فيما وافق وزير الأمن العام على سلسلة من الخطوات التي تسهل على المواطنين الحصول على السلاح، وأعلن عن تنفيذ عقوبات قاسية بحق عائلات الفلسطينيين الذين يتورطون في هجمات. ولن تؤدي أي من هذه الإجراءات إلى تخفيف حرارة الوضع، الذي وصل مرة أخرى إلى نقطة الغليان".
وتلفت الصحيفة إلى أن "الشعور بالضعف بين الفلسطينيين هو الذي دفع إلى اندلاع الانتفاضات السابقة، وهو ما نلمسه كثيرا في هذه الأيام. فعشرة أعوام من السلام النسبي (داخل إسرائيل وليس غزة أو الضفة الغربية) فشلت في تحقيق تقريب الحل الدبلوماسي للنزاع. فالسلطة الوطنية الفلسطينية، التي تسيطر على الضفة الغربية، ظلت ضعيفة، وفشلت محاولاتها لدفع قضيتها داخل المؤسسات الدولية، مثل محكمة الجنايات الدولية. وعليه فإن عناصر الانفجار كلها موجودة".
وتعتقد الافتتاحية أن "ما ينقص الانتفاضة هو القيادة فقط، فقد تميزت الهجمات حتى الآن بالعفوية، وينفذها شبان فلسطينيون ليسوا مرتبطين بجماعات مسلحة. ودعا رئيس السلطة الوطنية محمود عباس إلى الهدوء. ولكن العنف لن يتحول إلى ثورة جماهيرية دون أن يكون هناك دعم سياسي له".
وتختم "ذي إندبندنت" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن "سياسة اليد الحديدية، التي تمارسها إسرائيل لن توقف الهجمات التي يقوم بها (
الذئب الوحيد) أو تمنع فلسطينيين من المجتمع المدني من الانضمام للمعركة".