قال المحلل السياسي ومقدم برنامج "GPS" على قناة "سي أن أن" الأمريكية،
فريد زكريا، إن انتصار
روسيا وإيران في
سوريا "لن يكون انتصارا يحصلان فيه على كأس الرابح، بل ستحصلان على مرجل"، وفق تعبيره.
وأضاف زكريا: "إذا صرفنا النظر عن أن روسيا وإيران تحاولان إنقاذ حليف غريق، ونظرنا إلى زبونهم، بشار الأسد، سنرى أنه نظام أقلية، فالعلويون يشكلون أقل من 15 في المئة من التركيبة السكانية في سوريا، ويواجهون تمردات قاتلة ومدعومة من قبل نسبة كبيرة من السوريين".
وألقى زكريا الضوء على مسألة التدخل الأمريكي في سوريا ونتائجه، حيث أشار إلى أن "واشنطن خلعت نظام صدام حسين من العراق، الدولة المجاورة لسوريا، التي تضم العديد من القبائل والانقسامات الطائفية المشابهة، وأرسلت 170 ألف عسكري، منفقة نحو تريليوني دولار على مدار عقد من الزمن، إلا أن الكارثة الإنسانية وقعت على أي حال بنزوح نحو أربعة ملايين شخص، ومقتل 150 ألفا على الأقل".
وقال زكريا إن "روسيا وإيران هما القائدان الجديدان للشرق الأوسط"، معللا ذلك بالقول إن "نخبة السياسة الخارجية في أمريكا طوروا فكرا أخطأوا فيها بالمزج بين النشاط والإنجاز، حيث اعتبروا أن في أي أزمة في العالم لا بد من أن تظهر فيها أمريكا قوتها، ويفضل أن تظهر قوتها العسكرية بالتحديد؛ حيث إن الفشل في ذلك ينتج عنه الضعف"، ومن هذا المنطق رأى المحلل في "سي أن أن" تقدم طهران وموسكو على حساب واشنطن في الشرق الأوسط.