اندمجت "
كتائب أبو عمارة"، أبرز كتائب "المهام الخاصة" بالشمال السوري، مع حركة
أحرار الشام الإسلامية، ليُضاف للحركة قوة نوعية جديدة مكونة من قرابة 300 شخص مدربين بشكل متقن على الاغتيالات، والمهام الاستخباراتية.
ونشر إعلاميون من "أحرار الشام" صورة من البيان المصور المتوقع صدوره قريبا، ويظهر فيه أفراد "كتائب أبو عمارة"، وخلفهم راية الكتائب، وراية "أحرار الشام".
يشار إلى أن "كتائب أبو عمارة" تتميز بأن غالبية أفرادها من حملة الشهادات الجامعية، ويأتي على رأسهم مؤسس الكتائب،
مهند جفالة "أبو بكري"، الذي درس الاقتصاد في جامعة
حلب، وتعرض لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين قبل شهور أدت إلى بتر قدمه.
واستطاعت الكتائب خلال فترة وجيزة أن تشكل شبكة استخبارات تعمل على نسبة خطأ صفر بالمئة، تمكنّت من رصد تحركات العديد من الضباط الكبار في الجيش النظامي، أسفرت عن اغتيال العديد منهم بمهام دقيقة.
كما استطاع أفراد الكتائب في أوقات سابقة أن يرصدوا حركة المشافي في مناطق النظام، ورصد دقيق لحواجز النظام في حلب، وحماة، وغيرها.
ومن أبرز عمليات "كتائب أبو عمارة"، اغتيالهم المقدم محسن السلوم، وأربعة من عناصر حمايته في كمين محكم ببناية الأزبكية التي تقع بجانب مبنى حزب البعث في حلب بداية العام الماضي.
بالإضافة لاغتيالهم قبل شهور، الفلسطيني سامر حميشو "أبو سومر الفلسطيني" أحد أبرز قيادات "لواء القدس" في حلب، كما أشرف قبل اغتياله على حفلات تعذيب جماعية في سجن تدمر الذي كان يعمل فيه محققا أيضا.
وازدادت قوة الكتائب في الأشهر الماضية، بعد انضمام ثلاثة تشكيلات لها وهي: "كتيبة مصعب بن عمير، كتيبة التوابين، مجموعة الهندسة"، وذلك خلال شهر شباط/ فبراير من الماضي.
ويُتوقع أن تتوسع عمليات "كتائب أبو عمارة" بعد انضمامها إلى حركة "أحرار الشام"، وذلك بزيادة دعمها لوجستيا وماديا من قبل الحركة، علما أن "أبو عمارة" تتواجد في مناطق محصورة بحلب مثل "صلاح الدين، سيف الدولة، الراموسة، والبريج".
ووفقا لمتابعين، فإنه "من المتوقع أن تقوم كتائب "أبو عمارة" بتدريب شبان من أحرار الشام؛ بهدف زيادة أفراد الكتائب التي تقتصر على المهام الخاصة فقط".
يشار إلى أن حركة "أحرار الشام"، وتنظيم "جبهة النصرة" حققا في الأسابيع الأخيرة نجاحات واسعة بانضمام عدة فصائل لهما.
ففي جنوب
سوريا، أعلنت "أحرار الشام" عن انضمام عدة فصائل لها يقدر أعداد أفرادها بأكثر من 1000 عنصر، وهي: "ألوية وكتائب توحيد العاصمة، تجمع مشروع أمة، لواء أحمد العمر، ولواء جيش المسلمين".
كما أعلنت "جبهة النصرة" قبل أسابيع انضمام عدة فصائل لها أيضا، وهي: "
جيش المهاجرين والأنصار، كتيبة التوحيد والجهاد (طاجيك)، جماعة القرم الشيشانية (طالبان الشام)، كتيبة القدس، سرايا الميعاد".
ووفقا لمراقبين، فإن الفترة المقبلة قد تشهد اندماجات بين أكبر الفصائل، ما قد يغير موازين القوى، حيث ترددت أنباء عن قرب انضمام "فيلق الرحمن" في الغوطة الشرقية إلى "جيش الإسلام"، بالإضافة إلى ذكر عناصر من "جبهة النصرة" بأن العديد من الجماعات الجهادية في طريقها للانضمام إلى التنظيم، كما قال ناشطون إنه من غير المستبعد أن تعلن فصائل مثل "فيلق الشام، والجبهة الشامية" انضمامها إلى "أحرار الشام".
يذكر أن عدة تشكيلات تتبع للجيش السوري الحر، وقادة بارزين من حركة "أحرار الشام"، أسسوا قبل أيام "
جيش الشام" المكون من قرابة ستة آلاف مقاتل؛ بهدف قتال النظام وتنظيم الدولة.