قال منسق العلاقات المصرية الليبية السابق
أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي، أن "عدم قدرة الجيش الليبي تحت قيادة الفريق أول الركن خليفة
حفتر، على حسم أي من المعارك في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، إنما يعود إلى حظر تسليح الجيش الليبي، الذي صدر من قبل مجلس الأمن الدولي في عام 2011، وما زال هذا القرار ساريا حتى الآن، بحسب تعبيره.
وفي مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية في القاهرة، تساءل قذاف الدم، "كيف يطلب من جيش أن يخوض معارك ويقضي على إرهاب دون سلاح؟ وعلينا أن نتساءل من دمر الجيش الليبي، الذي يحسب له الصمود الأسطوري أمام حلف الأطلسي لمدة ثمانية شهور كاملة، وقتل الناتو نحو 30 ألف مقاتلا من الجيش الليبي، في أكبر حمله عسكرية بعد الحرب العالمية الثانية".
وتابع قذاف الدم بالقول إن من "المؤسف أن العالم اعترف ببرلمان طبرق ويمنع عنه السلاح في الوقت الذي تتدفق فيه الأسلحة والمعدات العسكرية على جميع المليشيات المسلحة غير الشرعية من تركيا وقطر والسودان، وأمام مرأى ومسمع من الدول الأوربية والمجتمع الدولي، وكأنهم يؤججون الصراع بين الأطراف الليبية".
وشدد قذاف الدم، المصنف ضمن دائرة كبار المسؤولين الأمنيين في النظام الليبي السابق، إن "المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي إلى
ليبيا برناردينو ليون لحل الأزمة الليبية يمثل تطاولا وإرباكا، والليبيون توحدوا على رفضه، ودعاه لرفع يده عن" ليبيا، مؤكدا أن المعركة ليست على السلطة، بل "لإنقاذ وطن ينزف من شدة الألم"، بحسب تعبيره، مشددا على ضرورة أن يكون الحل "ليبيا ليبيا".
وأضاف أن "كل الأطراف الليبية مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات لإنقاذ الدولة، شريطة عدم إقصاء أحد… ما نحتاجه ليس حكومة توافقية بين طرف واحد، بل حكومة محايدة لأطراف لا يختلف عليهم اثنان ولا تكون طرفا في أي صراعات، وأن تطرح أسماء من الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الليبيين، ولم يشاركوا في الدمار الذي لحق بالبلاد"، بحسب تعبيره.
وأشار قذاف الدم إلى وجود العديد من الأسماء التي يمكن أن يتفق عليها الجميع ولديهم الكثير من الخبرة والحنكة السياسية لإدارة البلاد في هذه المرحلة، منهم جاد الله عزوز الطلحي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء، سابقا، وكذلك الأمين العام لمنظمة الأوبك الحالي عبدالله البدري، "وهؤلاء يحظون باحترام وتقدير جميع الليبيين"، على حد قوله.
واعتبر أن الفرصة ما زالت سانحة أمام الليبيين لتخطي كافة الأزمات "من خلال حوار جاد لا إقصاء فيه لأحد تحت راية بيضاء"، مضيفا بالقول: "لسنا بحاجة لأحد، وقادرون على حسم الأمور لصالحنا من خلال كوادر وخبرات سياسية رائدة".
العمليات العسكرية في سوريا
وحذر قذاف الدم من أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا "تهدد بتحول ليبيا إلى ملجأ للمتطرفين والإرهابيين"، داعيا "كل القوى المتصارعة أن تعيد النظر في حسابتها، وأن تتراجع عن موقفها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وقبل أن ينقل الصراع من سوريا إلى ليبيا، وبالفعل بدأت الجماعات المتطرفة وبعد بداية الضربة الروسية في نقل مقاتليها من كل الدول إلى ليبيا عبر تركيا".
ونفى قذاف الدم أن تكون لعائلة القذافي مطامع على السلطة في ليبيا، وقال: "القذافي ليست عائلة سياسية ولا حزب سياسي ولا صراع على السلطة، بل لإنقاذ ليبيا وحمايتها، وبعدها يمكن لأي ليبي أن يشارك في صراعات السلطة، ولكن الآن لا يوجد وطن لنتصارع على حكمه".
المجتمع الدولي وروسيا
ودعا قذاف الدم المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والإنسانية تجاه ليبيا، و"أن تأخذ الدول الغربية بقول السيد المسيح عليه السلام… من أفسد شيئا عليه إصلاحه".
وحول الدور الروسي، قال قذاف الدم، "إذا كان من حق الدول الأوروبية أن تتدخل في ليبيا فعلى روسيا وباقي الدول أن يكون لها دور، لمساعدة ليبيا للخروج من أزماتها الحالية، وخاصة أن الوضع في ليبيا أصبح يهدد الأمن والسلم الدولي، والأمور نتاج أربع سنوات ماضية باتت تخرج عن السيطرة، وقد تشتعل النار في دول قريبه منا، وبعدها سيواجه العالم كارثة محققة".
يشار إلى أن حفتر وبمشاركة أحمد قذاف الدم، ابن عم القذافي، قاد الكتيبة الليبية التي ساندت مصر أثناء حرب 1973 ضد "إسرائيل"، وقاد أغلب المناورات الكبرى التي أجريت في ليبيا، وحصل على النجمة الذهبية، ثم قاد القوات الليبية في حرب تشاد سنة 1980، وتمت ترقيته إلى رتبة عقيد في ذلك العام، رغم أن الحرب نفسها خسرتها ليبيا بقيادة حفتر، وشهدت مقتل العديد من الليبيين، كما أن حفتر اتهم خلالها، بارتكاب "جرائم حرب" ضد التشاديين.