نشرت صحيفة "
الغارديان" تقريرا لـ"مايكل صافي" و"جوشوا روبرتسون" حول "
ماثيو ستيوارت" الذي كان عسكريا في الجيش الأسترالي مع وحدة أرسلت في مهمة حفظ سلام في تيمور الشرقية عندما عثرت وحدته على جثمان الصحفي الهولندي "ساندر ثونز".
وكان "ساندر ثونز" يعمل مع صحيفة "الفاينانشل تايمز"، قبل أن يختفي بينما كان في الطريق المؤدي إلى بيكورا، إحدى ضواحي عاصمة "تيمور ديلي"، وكان ستيوارت من أوائل الجنود الذين رأو جثمانه الممزق والملقى في الساحة الخلفية لأحد البيوت، هذه المناظر سكنت مخيلة الجندي البالغ من العمر 23 سنة.
وقال زميل له لشركة فيرفاكس ميديا الإعلامية: "في ديلي كان هناك جثامين قتلى في مجاري المياه وأشلاء وأناس تم سلخ جلد رؤوسهم.. وفي نهاية المطاف لم نتلق أي علاج نفسي".
عاد ستيوارت الذي كان من بلدة "مولولابا" جنوب شرق كوينزلاند وكان يخدم في سلاح المشاة بعد ستة أشهر من الخدمة وكان محطما.
وتم علاجه في أوائل 2001 في معسكر إينوغيرا في برزبن لحالة الاضطراب ما بعد الصدمة وتم تشخيصه على أنه غير صالح للخدمة العسكرية وتم إعفاؤه من الجيش.
وبعد 14 عاما يبدو أن شكوك المخابرات حول ما حدث بعد ذلك في محلها: فبعد خروجه من الجيش بفترة قصيرة عاد ستيوارت إلى القتال حيث انضم إلى طالبان في أفغانستان في أواخر عام 2001 وحمل السلاح مع
القاعدة وأخيرا ظهر مدربا مع
جبهة النصرة في سوريا.
وقد كتب والدي الجندي السابق ستيوارت، فيكي وبيتر، لقوات الدفاع الأسترالية يسألون عن حالة ابنهم وكيف يمكنهم أن يساعدوه، ويبدو أنهما فقدا الاتصال بابنهما بتاريخ 4 آب/ أغسطس 2001 بعد أن استقل طائرة إلى "كوالالمبور" حيث قال لهما إنه ذاهب في إجازة هو بحاجة لها، ولم يسمعا منه بعد ذلك ثانية.
وتظهر سجلات وزارة الخارجية الأسترالية أن ستيوارت دخل أفغانستان في الشهر ذاته بحسب كتاب "الجهاد الأسترالي" لمؤلفة مارتن تشولوف الذي أصبح مراسل الغارديان في الشرق الأوسط.
وبحلول آذار/ مارس 2002 كان هناك كلام عن وجود ستيوارت داخل مسرح الحرب بعد أن ظهر اسمه في وثيقة وقعت بأيدي القوات الأمريكية من مخيم تدريب القاعدة.
ورفضت عائلته تصديق القصة حتى بعد أن اعترفت القوات الأسترالية أن جنديا سابقا مواصفاته تنطبق عليه قد انضم إلى القاعدة.
وفي عام 2004 قام الأبوان فيكي وبيتر بإقامة عزاء خاص بابنهم معتقدين بأن ابنهم الذي تخرج من كلية إمانيويل اللوثرية مات خلال أسفاره. وبقوا على الاعتقاد ذاته حتى بعد أن رأو متطرفا مقنعا يحمل بندقية ويتحدث بلهجة أسترالية واضحة يظهر في شريط فيديو دعائي للقاعدة عام 2005.
وقال الملثم ذو العينين الغامقتين في تسجيل الفيديو: "كما نقتل نحن ستقتلون وكما تقصفونا بقنابلكم سنهاجمكم بقنابلنا".
وكانت الحكومة الأسترالية قد اعترفت حينها بأن ستيوارت كان من بين عدد من الأستراليين الذين يشك بأنهم على علاقة مع القاعدة.
وبحسب رواية تشولوف فإن أم ستيوارت (فيكي) قالت للشرطة الأسترالية عندما حضروا للتحقيق معها بشأن الشريط وأسمعوها الصوت وسألوها إن كانت تتعرف على الصوت أجابتهم بأنها لم تستطع التعرف عليه وأصدرت العائلة بيانا بعد ذلك تصر على أن الرجل في الشريط ليس ماثيو ستيوارات كما كتب تشورلوف.
وأنه استشهد بتصريح لمسؤول كبير في الأمن في أوائل 2006 بأن تحليل الصوت لم يوصلهم إلى نتيجة وقال المسؤول حينها: "يبقى السؤال مطروحا.. ولكن نعتقد بأنه لا يزال حيا".
وعادت قصة ستيوارت للسطح ثانية نهاية الأسبوع في دعاية لجبهة النصرة حيث ملأت بعض الفراغات في ماضيه الغامض. فبحسب روايته التي لم يتم التحقق منها تحول للإسلام في أفغانستان في حدود آب/ أغسطس 2001.
ويشكك في الشهر فيقول إنه يمكن أن يكون خلال شهر تموز/ يوليو من ذلك العام حيث تظهر السجلات أنه كان لا يزال في استراليا، ويدعي أنه حارب في قندهار ومن ثم في تورا بورا قبل الانسحاب إلى وزيرستان عام 2003.
وهناك يقول إنه قام بعمليات ضد قوات الناتو والحكومة الأفغانية وأنه التقى بشخصيات القاعدة البارزة بمن فيهم أبو يحيى الليبي والذي كان نجما صاعدا في القاعدة حتى قتل في غارة من طائرة بدو طيار عام 2012.
ويدعي ستيوارت الآن أنه في سوريا ويساعد جبهة النصرة "كمدرب ومستشار عسكري".
ورفضت والدة ستيوارت، التي كانت تعمل في شركة العقارات الخاصة بها في صن شاين كوست أن تعلق على الموضوع. وكان هناك سيارة تقف باب بيت شخص آخر من العائلة ولكنه أغلق الهاتف مباشرة عندما علم أن المتصل من صحيفة الغارديان (استراليا).
أما الجيش الأسترالي فرفض التعليق قائلا إنه لا يعلق على مسائل استخباراتيه أو أمنية.