أصبحت الحواجز الأمنية التي تنتشر على طول مداخل العاصمة
بغداد؛ تشكل بالنسبة لعدنان الحلبوسي، كابوسا مزعجا يرافقه يوميا أثناء توجهه إلى مكان عمله، وهو يمر عبر تلك الحواجز شمالي العاصمة بغداد.
ويقول في حديث لـ"
عربي21": "ما إن نتوقف في الحاجز الأمني حتى نتعرض لسيل من الأسئلة، وقبل أي سؤال يسحبون الهويات التعريفية لكل شخص، وتبدأ عملية التحقيق، فإن كان المواطن ينتمي لإحدى المناطق السُنية في الأنبار أو الفلوجة أو الموصل، أو صلاح الدين، فيخضع للتفتيش والاستجواب، ويوضع المارّ هناك أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاعتقال مباشرة بحجة تشابه الأسماء مع أسماء أشخاص مطلوبين للأمن
العراقي، أو الإهانة".
وقال عدنان (41 سنة)، وهو من أهالي الفلوجة النازحين، إنه هرب مع أفراد أسرته قاصدا قضاء الطارمية شمالي بغداد بحثا عن الأمان.
ويتابع حديثه قائلا: "هذه الحواجز باتت مكانا لاعتقال وابتزاز العديد من الشبان السُنة، خصوصا الذين ينحدرون من المناطق الساخنة، ونزحوا إلى أقضية حزام بغداد طلبا للأمن، فأنا أتعرض إلى الإهانة والوقوف لساعات داخل السيطرات وأنا في طريقي إلى عملي، والسبب لأنني أحمل بطاقة شخصية صادرة من دائرة الأحوال المدنية في مدينة الفلوجة"، كما قال.
بدوره يقول أبو علي الدوري، الذي يسكن مدينة تكريت، إنه جاء إلى بغداد قبل أيام بصحبة زوجته، وعند وصوله إلى الحاجز الأمني القريب من بوابة بغداد، لاحظ أحد عناصر الشرطة أن اللوحة الرقمية لسيارته هي لمنطقة صلاح الدين، فأمر أبو علي الوقوف جانبا لإخضاعه للتفتيش.
ويضيف في حديثه لـ"
عربي21": "راحوا يفتشون السيارة، ويدققون بالبطاقات الشخصية، كما استدعوا الكلاب لتفتيش السيارة، وقالوا لي إنهم يبحثون عن عجلات مفخخة تحمل لوحات صلاح الدين، والأنبار، وكل ذلك كان بهدف إذلالي أمام زوجتي"، وفق قوله.
لكن مصدرا خاص فضل عدم ذكر اسمه؛ تحدث لـ "
عربي21" عن "تغلل
المليشيات باللباس المدني ويوهمون المواطنين على أنهم منتسبون في جهاز المخابرات أو جهاز الأمن الوطني، هذا في الظاهر، لكنهم في الحقيقة غالبيتهم مليشيات مسلحة خارجة عن سلطة الدولة، ويشرف عناصرها على احتجاز السيارات، ويقومون بعمليات الاعتقال والاختطاف، ولديهم الحصانة في تصفية أي شخص يشكون في أمره"، وفق تأكيد المصدر.