عاد المسؤولون
الإيرانيون إلى الهجوم على
السعودية جراء
حادثة منى، من خلال تصريحاتهم التي اعتادت على تحميل النظام السعودي مسؤولية الضحايا، واتهامهم بسوء تدبير موسم الحج.
وآخر هذه التصريحات كان في ملتقى أقامته إيران إحياء لذكرى ضحايا حادثة منى، حيث قال مساعد الشؤون الدولية لمكتب قائد الثورة الإيرانية،
محسن قمي، الذي شارك في الملتقى إن كارثة منى تعدّ مؤشرا لسوء تدبير النظام السعودي في إدارة شؤون موسم الحج.
ووفقا لما نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، شبه الرسمية، فإن المسؤول الإيراني قال إن "كارثة منى آلمت قلوب مسلمي العالم؛ لأن أكثر من سبعة آلاف إنسان بريء قضوا فيها بسبب سوء الإدارة من جانب المسؤولين السعوديين"، وفق قوله.
واتهم السعودية بمحاولة التعتيم على "أبعاد هذه الكارثة" التي قال إنها "لم تتضح لغاية الآن"، قائلا إن "وسائل الإعلام العالمية تسعى بالمواكبة مع السعودية لمواصلة التعتيم عليها".
وبحسب ما رصدته "
عربي21"، هاجم كثير من المسؤولين الإيرانيين منذ الحادثة النظام السعودي، واتهموه بالتقصير، وحملوه مسؤولية الحادثة، ومنهم من ذهب إلى اتهام السعودية بأنها دبرت الحادث.
وأصر قمي على أن عدد الضحايا وصل 7500 شخص، دون أن يبين كيف حصل على هذه الإحصائية، في حين تناقلت أنباء عن تجاوز عدد ضحايا حادث التدافع الدامي الذي وقع في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي في مشعر منى 2223 قتيلا، استنادا إلى أرقام نشرتها الدول.
ومنذ الحصيلة التي أعلنتها السلطات السعودية في 26 أيلول/ سبتمبر بعد يومين من المأساة، وبلغت 769 قتيلا على الأقل، لم تصدر الرياض أي حصيلة أو أرقام أخرى لعدد القتلى والمصابين والمفقودين.
ولكن بالمقارنة مع الحصيلة الرسمية السعودية، فإن الحصيلة التي بلغت 2223 استنادا إلى أرقام أعلنتها الدول التي فقدت مواطنين لها في الكارثة تشكل حوالي ثلاثة أضعاف ما أعلنته الحكومة السعودية.
اقرأ أيضا: آخر إحصائية لضحايا كارثة منى بحسب الدول
وقال المسؤول الإيراني: "بعد التنبيه الذي وجهه قائد الثورة اضطرت السلطات السعودية للإعلان عن أعداد الضحايا، لذا فإن مسؤوليتنا هي الإعلام الصحيح والشعور بالمسؤولية في هذا الصدد"، على حد قوله.
واتهم أيضا السلطات السعودية بالتقاعس في معالجة الحادثة، وقال: "إن قصورها واضح تماما في وقوع الحادث، ومن ثم عدم احتوائه"، مضيفا بقوله: "لو لم يكن الحادث متعمدا، فإنه لا يمكن تجاهل القصور في أداء نظام آل سعود في وقوعه".
وصرح بأن هناك الكثير من التساؤلات التي تطرح، ومنها "لماذا وجهوا حشود الحجاج الكبيرة إلى شارع ضيق بدلا من شارع عريض، ومن ثم أغلقوا منافذ الخروج بعرباتهم العسكرية وجنودهم؟ ولماذا لم يوفروا المياه وسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ، ولم يسارعوا لانتشال الجثث ونقل الجرحى لمعالجتهم؟".
وواصل قمي هجومه قائلا إن "السلطات السعودية لم تؤد مهمتها الأساسية في خدمة الحجاج، ومن المؤكد أن هذه الكارثة مؤشر لسوء تدبير آل سعود".
يشار إلى أن حادثة التدافع بين الحجاج في منى أدت إلى مقتل 464 حاجا إيرانيا وفقدان مئات آخرين حتى الآن، فيما بلغ مجموع ضحايا هذه الفاجعة نحو أكثر من 2000 حاج.
وكانت مجموعات إيرانية تظاهرت مرات عدة في شوارع طهران ضد المملكة العربية السعودية.
ورفعت المجموعة لافتات تدعو إلى الموت على "آل سعود" والملك سلمان بن عبد العزيز، بعدما حمّلوه المسؤولية عن حادثة منى.
اقرأ أيضا: مركز دراسات إيراني يشرح تاريخ وأسباب "العداء السعودي"