هاجم قريب راع
تونسي، كان مُسلحون قطعوا رأسه مساء الجمعة الماضي بريف بمحافظة
سيدي بوزيد، الطبقة السياسية في البلاد، مؤكدا أن الفقر والجهل والتهميش؛ عوامل تساعد المجموعات المسلحة المتمركزة في الجبال المحيطة بمنطقتهم "على شرائنا في أي وقت تريد"، بحسب تعبيره.
وتحدث الشاب نسيم السلطاني، بتأثر شديد، خلال استضافته في برنامج سياسي على قناة "نسمة" الخاصة، مساء الاثنين، عن الأوضاع السيئة التي تعاني منها المناطق المتاخمة للجبال، وخاصة المتواجدة على الحدود مع الجزائر.
وقال إن "الإرهابيين قادرون على استقطاب شبان منطقتنا المهمشين والمعطلين عن العمل"، وأضاف: "نحن نعاني الجهل والفقر منذ سنوات طويلة، وقد يدفع ضنك العيش عددا منا إلى الالتحاق بالمسلحين للحصول على الأموال".
وأكد السلطاني أنه لم يلتق بأي مسؤول منذ ولادته، ولا يفقه معنى "الوطنية" سوى أنها كلمة مكتوبة على ظهر بطاقة هويته، متابعا: "نحن موتى على قيد الحياة".
وبيّن أن سكان منطقته المعزولة، التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن أقرب مشفى محلي، باتوا يفكرون في الرحيل "وهو ما سيفسح المجال أمام الإرهاب ليستوطن في تلك المنازل"، بحسب تعبيره.
ردود فعل
وضجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الأخيرين، بالتعليقات الساخرة والمنتقدة لسياسات الحكومات المتعاقبة على تونس منذ الاستقلال في العام 1956، فيما شدت مداخلة السلطاني التلفزيونية اهتمام أغلب البرامج السياسية والاجتماعية، في الإذاعات الرسمية والخاصة.
وقال الأمين العام لحزب "نداء تونس" محسن مرزوق، إن تصريحات السلطاني "صرخة في وجه الحكم الحالي"، مشيرا إلى أن "السياسة الحزبية في تونس تستحق مراجعة جوهرية؛ لأنها خارج الموضوع".
وأضاف مرزوق في تدوينة على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك" قائلا: "هي تلويث لوجوهنا بالفحم والطين، وصفعة في وجوه الأحزاب، ومن بينها حزبي نداء تونس، الذي صار في واد، والعالم في واد، وصار من العاجل إحداث ثورة أخلاقية وتنظيمية ووظيفية فيه"، وفق تعبيره.
وذهب إلى أن مداخلة قريب الراعي "محاكمة مشروعة لنمط التنمية في هذه البلاد منذ عقود (..) لا بد من الاستماع لها جيدا، والعمل بمقتضاها بسرعة قبل فوات الأوان".
ووصفت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة سميرة مرعي، الثلاثاء، خلال زيارة قامت بها إلى عائلة الضحية وضعية المنطقة بـ"السيئة جدا"، مشيرة إلى "انعدام مقومات العيش الكريم فيها".
ملاحقة قضائية
وفي سياق متصل؛ أعلنت وزارة العدل، الثلاثاء، أن الوزير أذن بإثارة ملاحقة قضائية، ضد كل من ساهم في تمرير مشهد لرأس الطفل مقطوعا في ثلاجة عائلة القتيل، الذين نشرته القناة الرسمية السبت الماضي.
وعلّل رئيس الحكومة الحبيب الصيد، قراره بإقالة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزيون الرسمية، الأحد، بـ"ارتكاب مسؤولي القناة الأولى خطأ قاتلا"، في إشارة -بحسب مراقبين- إلى بث صورة رأس الراعي مقطوعا ومحفوظا في الثلاجة.
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع المقدم بلحسن الوسلاتي، الاثنين، عن حصيلة العملية العسكرية التي جرت خلال الأيام الأخيرة بجبل "المغيلة" الممتد بين محافظتي سيدي بوزيد والقصرين، حيث قتل ثلاثة مسلحين وعسكري تونسي، وأصيب عدد آخر إصابات مباشرة.
واندلعت هذه المواجهات بعد يومين من إقدام مسلحين على
قطع رأس طفل عمره 16 عاما كان يرعى الغنم.
والتقى الرئيس الباجي
قايد السبسي، الثلاثاء، بقصر قرطاج شقيق وابن عم الراعي القتيل.
وزار الرئيس السابق منصف
المرزوقي، بيت عائلة الراعي بريف محافظة سيدي بوزيد، مقدما التعازي لوالدة الراعي وعائلته.