روّج نائب الأمين العام لحزب الله،
نعيم قاسم، من خلال تصريحاته لـ"مؤامرة أمريكية سعودية ضد إسلام الخميني"، وفق قوله.
واتهم أمريكا والسعودية، برعاية "مشروع تدمير المنطقة"، مستخدمين أدوات مثل تنظيم الدولة الذي وصفه بالإرهابي والتكفيري، قائلا إنه "خطر على العالم كله، وليس خطر على فئة أو جهة أو جماعة أو دولة أو مجموعة".
جاءت تصريحات نائب نصر الله في احتفال تأبيني أقامه
حزب الله مساء الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، تكريما لقتلى تفجيري برج البراجنة، حيث أوضح خلال الحفل طبيعة المؤامرة التي يؤمن بها، وهي -بحسب قوله- يقف وراءها الأمريكيون والسعوديون، حيث قال: "قرأت تقريرا أجنبيا في عام 2004، وكان مضى على انتصار الثورة الإسلامية في
إيران 25 سنة. يقول التقرير إن اتفاقا حصل بين الإدارة الأمريكية والقيادة
السعودية من أجل نشر المبلغين، ودفع الأموال والمساعدات وإنشاء المدارس والجامعات، وإيجاد التكتلات وتعميم الثقافة من خلال المدارس الدينية وغيرها في منطقة الغرب، وكذلك في العالم الإسلامي، على قاعدة أن يكون هناك إسلام مقابل الإسلام الذي يدعو إليه الإمام الخميني".
ووفق قوله، "بلغت الأموال التي صُرفت منذ 25 عاما 88 مليار دولار، بمعدل ثلاثة مليارات ونصف في السنة، من أجل مواجهة الإسلام والخط العصي، ومن أجل مواجهة الثورة".
وأكد أن ذلك كله كان بالاتفاق بين أمريكا والسعودية.
وقال: "نحن نعرف عدونا جيدا، ومهما حصل من تطورات، ستبقى إسرائيل هي العدو الأول، وعندما واجهنا التكفيريين لم نواجههم على أنهم عدو آخر، بل واجهناهم بوصفهم أدوات بيد الصهاينة، لهم وظيفة تخريب وتفكيك وتدمير المنطقة خدمة للمشروع الإسرائيلي، وترعاهم أمريكا والسعودية".
وتابع قاسم بالقول: "منذ خمس سنوات، بدأت المشكلة في
سوريا، وبحجة الإصلاحات؛ بدأت الخطوات المركزة لتدمير سوريا، وإنهاك هذا الشعب، وتعديل المسار من مسار مقاوم إلى مسار يخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي، دولة الرقة والموصل التي سميت بالدولة الإسلامية، هي نتيجة سياسة الاحتواء التي اعتمدتها أمريكا"، موضحا أنه يقصد بالاحتواء أي "المحافظة على هذه الدولة من تمددها أكثر مما يجب، وحمايتها من أن تسقط في عملية المواجهة، وهكذا رأينا كل القصف الأمريكي لمدة سنة ونصف، لم ينتج إلا تهديم الحجارة وتخريب بعض المنشآت، لكن لم نر تعديلا في مشروع إقامة هذه الدولة التي يتحدثون عنها".
ولفت قاسم إلى أن "كل التقارير تؤكد -بحسب ما ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- أن 40 دولة تدعم مباشرة
داعش لإقامة دولتها، و80 دولة سهلت للتكفيريين أن يتنقلوا في داخلها وخارجها، ومنها وإليها عبر تركيا أو الأردن، ليصلوا إلى سوريا، ويقوموا بهذا العمل الآثم"، على حد قوله.
وتابع قائلا: "سمعنا بالأمس من الرئيس الفرنسي هولاند بأنه قرر الآن أن يقضي على داعش، وأن يوقف سياسة الاحتواء، بمعني أنه اعترف عمليا بأنهم لم يعملوا يوما على إيذاء داعش أو تدميرها، بل أكثر من هذا، فإن أحد الذين فجروا أنفسهم في فرنسا كان قد خضع لثماني جلسات تحقيق في ثماني قضايا، لكنه لم يسجن في أي قضية من القضايا التي أدين بها، والسبب معروف، لأنهم إذا سجنوه خسروا طاقته التي يستفيدون منها فيما لو ذهب إلى سوريا أو العراق وقاتل هناك، وفجَّر هناك".
يذكر أن حزب الله وإيران يعدّان حليفا مهما لنظام بشار الأسد في سوريا؛ حيث يدعمانه بالمال والسلاح والتدريب، إلى جانب القتال لجانب قواته، في حين أنهما يتهمان السعودية وأمريكا بـ"التآمر ضد سوريا".
يشار إلى أن مراقبين أوضحوا لـ"
عربي21" أن "إيران تمول مئات القنوات والصحف والمواقع؛ للنيل من السعودية وتشويه صورتها أمام العالم، وربط انتشار الإرهاب بالمملكة".
ويرى آخرون أن مواقف السعودية الثابتة تجاه الثورة السورية ودعم المعارضة، فاجأت أصحاب القرار السياسي في إيران؛ حيث كان الاعتقاد السائد لدى أروقة صناع القرار في إيران بأن "خلط الأوراق في المنطقة سوف يساهم في تراجع السعودية عن مواقفها في دعم المعارضة بسوريا".
اقرأ أيضا: هجوم إعلامي إيراني ممنهج ضد السعودية