دعا رئيس حزب
مصر القوية
عبد المنعم أبو الفتوح إلى انتخابات رئاسية مبكرة لقياس مدى رضاء الجماهير عن أداء النظام، واتهم زعيم الانقلاب عبد الفتاح
السيسي بـ"صناعة جمهورية الخوف"، مما أثار موجة من هجوم الإعلاميين المصريين المؤيدين للسيسي عليه، وصفها مراقبون بـ "المنسقة" بسبب تزامنها الزمني وتشابه تصريحاتها.
وقال المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، في حواره مع تليفزيون "بي بي سي عربي"، الخميس، إن "كل المعارضين يتمنون حدوث انتخابات رئاسية مبكرة، الانتخابات هي الطريق السياسي السليم والسلمي للتغيير، وذلك تلاشيا لحدوث انقلابات عسكرية أو غيرها"، معتبرا أن ذلك "يصب في مصلحة مصر".
وجذبت دعوة أبو الفتوح لإجراء انتخابات مبكرة، وتشكيكه في أداء السيسي شرور الإعلاميين الذين شنوا هجوما شرسا عليه، تحديدا بعد أن خصّ الإعلام بجزء من انتقاداته، قائلا إنه "مُنع من الظهور في وسائل الإعلام المصرية"، موضحا أن "الإعلام يتعمد تغييب ومنع المعارضين للنظام الحالي من الظهور".
مصر الطرية
بدوره، دعا الإعلامي أسامة كمال، عبد المنعم أبو الفتوح إلى الظهور معه في برنامجه "القاهرة 360" المذاع على قناة "القاهرة والناس"، تاركا له تحديد الوقت المناسب، كي يؤكد له "حيادية برنامجه وقناته في عرض الرأي والرأي الآخر"، وقال موجها إليه حديثه: "تعال أستضيفك ومش هقول على حزبك مصر الطرية"، بحسب تعبيره.
أما الكاتب مصطفى بكري، فتقدم ببلاغ إلى النائب العام، يتهم فيه "أبو الفتوح" بـ"الخيانة"، معتبرا أنه "يسعى لإعادة إنتاج المخطط الجديد برفع شعار الانتخابات الرئاسية المبكرة، فهو يزعم أن البلد يدار بشكل خاطئ مثل عهد المعزول محمد مرسي، وهو بذلك سعى للتحريض ضد نظام الحكم والدستور وإرادة المصريين".
ووجه «بكري»، في برنامجه "حقائق وأسرار"، حديثه إلى المرشح الرئاسي السابق قائلا: "أنت وأمثالك قطع لسانك، وعليك أن تخرس وتسكت لأنك تنفذ أجندة أسيادك وتزعم أنك لست إخوانيا وأنت إخواني، وتحرض على الفوضى، ولابد من حل حزبك، فالشعب لم يعطك ثقته وأصبحت منبوذا لأنك خنت بلدك وتآمرت عليها".
"تأسيس ثالث للإخوان"
أما الإعلامي أحمد موسى فهاجم "أبو الفتوح" بشراسة، قائلا إنه "يعارض لمجرد المعارضة، بينظّر ومش فاهم حاجة، متعرفش هو سلفي ولا إخواني ولا ليبرالي، متعرفلوش أي حاجة، متعرفش تمسكه، مزفلط زي السمكة، لكن أنا بقول إنه إخواني، لا دكتور ولا ناشط ولا غيره".
وأضاف في برنامجه "على مسؤوليتي": "أول ما البلد تمشي خطوة يطلعلنا شوية من عينة أبو "الفتوح يقولك أصل وفصل، اشمعنى أما كل شخص يقابل السفراء والجماعة بتوع أوروبا يرجع يقولنا الكلام ده وينتقد وبتاع، وأنا أتساءل: هل أبو الفتوح مكلف بطرح فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة حاليا؟".
واتهمه يوسف الحسيني بـ"محاولة التأسيس الثالث لجماعة الإخوان، وأنه يريد العودة من جديد إلى المشهد السياسي"، متسائلا خلال تغطيته للانتخابات النيابية، على قناة "أون تي في" بالقول: "لماذا لم يتم الإطاحة بأبو الفتوح؟ هل هو يده طاهرة؟ هل يبتعد عن أعين لجنة حصر أموال الإخوان؟ هل هو بعيد عن أعين الأمن المصري؟ لماذا لم يحقق معه حتى الآن؟".
وقال الإعلامي سيد علي إن "أبو الفتوح شخص مريض، كل إنجازاته في الحياة إنه وقف للسادات وقاله كل اللي حواليك بينافقوك"، واعتبر أن إنجازه الأكبر هو "وجوده مع الإرهابيين في أفغانستان، وأنه كان صديقا للظواهري"، داعيا عبر برنامجه "حضرة المواطن" على قناة "العاصمة"، إلى تجاهل تصريحات ودعوات من وصفه بـ"التافه"، محذرا من الاهتمام به، ومؤكدا أن "الإعلامي المهني هو من يتجاهله".
وأشار مراقبون إلى أن الحملة الإعلامية الموجهة على عبد المنعم أبو الفتوح تأتي ضمن حملة نظام الانقلاب في مصر، بزعامة عبد الفتاح السيسي، لاستهداف المعارضة السياسية وإنهائها تماما، وإخلاء الأجواء تماما للانقلاب، التي وصلت حتى للمقربين من النظام، مثل "حزب النور" السلفي الذي استبعد عبر فشله في الانتخابات البرلمانية.