أكد باحث أمريكي فرنسي أن عملية التجنيد لتنظيم الدولة نادرا ما تتم من خلال المساجد، ولكنها تتم عبر العلاقات الخاصة، سواء أكانت صداقات أم عائلات.
وتقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن الأنثروبولوجي سكوت أتران تحدث أمام لجنة في الأمم المتحدة، حيث قدم نتائج
دراسة قام بها، وأظهرت أن ثلاثة أرباع الجهاديين الأجانب، الذين ينضمون لتنظيم الدولة، تلقوا تشجيعا من أصدقائهم وزملائهم. وهناك نسبة 20% من الذين تم تجنيدهم لتنظيم الدولة نظموا من خلال العلاقات العائلية، وتأثير الإخوة والأخوات على بعضهم.
ويشير التقرير إلى أن دراسة أتران تناقض ما يشاع عن تردد المجتمعات المسلمة في الغرب من مواجهة ظاهرة التشدد بين أبنائها، وأن معظم المتشددين يتلقون دروسهم في المساجد أولا.
وتذكر الصحيفة أن دراسة أتران، الذي شارك في تأسيس مركز لحل النزاعات المستعصية في جامعة أوكسفورد، تشير إلى أن "التشدد نادرا ما يحدث في المسجد"، وبالتأكيد ليس عبر تأثير أشخاص مجهولين أو غرباء على الشباب.
وينقل التقرير عن أتران قوله إن
تنظيم الدولة يقدم للشباب "دفعة ثورية"، كالتي حدثت مع الثورة الفرنسية والثورة البلشفية ومع صعود النازية. ويضيف أن الغرب تعامل، وبطريقة غير صحيحة، مع تنظيم الدولة، على أنه تنظيم مجنون، مستدركا بأنه "يفهم الشباب الذين يحاول جذبهم إلى صفوفه، أكثر من الحكومات التي تقوم بمحاربته".
وتستدرك الصحيفة بأنه على خلاف النظرة العامة، بأن معظم الشباب الذين ينضمون إليه يأتون من المساجد، فقد وجد أتران أن غالبية من ينجذبون إلى أيديولوجيته يأتون من عائلات مسيحية، ويصفهم بالقول: "وجدنا أنهم أكثر المقاتلين شدة".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أتران كان يتحدث أمام ندوة عقدتها لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، تحت عنوان "المقاتلون الإرهابيون الأجانب"، حيث قال إن "الدعوة إلى المجد والمغامرة هي ما يحرك مشاعر الشباب، ويدفعهم إلى الانضمام للدولة الإسلامية". وأضاف: "يمنحهم الجهاد الطريق كي يصبحوا أبطالا".
وتورد الصحيفة أن أتران يرى أن طريقة مواجهة الغرب لرسالة التنظيم سيئة، فالحديث الدائم عن قطع الأيدي والرؤوس، ومحاولة استعباد المرأة، ليس مجديا. مشيرة إلى أن أتران أقام دراسته على عدة مقابلات أجراها مع مقاتلين ألقي القبض عليهم من تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
وقال أتران إن "تنظيم الدولة يمثل رأس
الحربة، وهو أكبر حركة ثقافية ثورية مضادة يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وبأكبر عدد من المتطوعين في الحرب العالمية الثانية".
ويفيد التقرير بأن أتران دعا الأمم المتحدة وبقية المنظمات، قائلا إنه "لا بد من البحث عن أفكار جديدة من الشباب، واستخدامها لجذب شباب آخرين، وإلا فإننا سنخسر في الأجيال المقبلة".
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي يقال فيه إن المجندين لتنظيم الدولة يعانون من فشل أخلاقي، أو تعرضوا لغسل دماغ، إلا أن أتران يرى أن معظم الذين ينضمون إلى تنظيم الدولة، خاصة القادمين من
أوروبا، ينضمون إليه عن طواعية ورغبة.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن أتران يعتقد أن هجمات باريس، التي قتل فيها 130 شخصا، هي جزء رئيسي من لعبة تنظيم الدولة الرئيسة وخطته، ويقول: "لم يكن هناك تغير في خطة تنظيم الدولة، وسيواصل خطته".