يعيش منتدى
المعارضة الموريتانية، الذي يضم أكثر من 13 حزبا سياسيا معارضا، وعشرات الهيئات النقابية والشخصيات المستقلة، على وقع خلافات داخلية منذ أسابيع، بفعل تباين المواقف من
الحوار الذي دعا له الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، فيما تستمر أزمة البلاد السياسية التي عرفتها عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني منتخب في البلاد.
وقالت مصادر خاصة من داخل منتدى المعارضة، لـ"
عربي21"، إن الخلاف الداخلي بين
الأحزاب السياسية المشكلة للمنتدى تفاقم الأسبوع الماضي، بعد إصرار رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية وزعيم المعارضة السابق، أحمد ولد داداه، على ضرورة الاستجابة لبعض الشروط الأساسية، تتعلق بموعد اللقاء المرتقب مع مفاوض الحكومة مولاي ولد محمد لغظف، ويتعلق بعضها الآخر بضمانات يراها الحزب ضرورية.
نقطة الخلاف الجوهرية
غير أن المفاجأة، كانت الشرط الذي تقدم به حزب تكتل القوى الديمقراطية، بضرورة استبعاد الرئيس الحالي لمنتدى المعارضة، أحمد سالم ولد بوحبيني، من حضور جميع اللقاءات المقررة مع السلطة، وهي النقطة التي شكلت خلافا جوهريا بين أغلب أحزاب المنتدى من جهة، وحزب تكتل القوى الديمقراطية، أكبر أحزاب المعارضة، من جهة أخرى.
وقال المصدر الذي تحدث لـ"
عربي21"، وفضل عدم ذكر اسمه، بسبب حساسية منصبه في المنتدى، إن اجتماعا ساخنا عقد قبل أيام، وتم خلاله نقاش شروط حزب تكتل القوى الديمقراطية الخاصة باللقاء المرتقب مع ممثل الحكومة في الحوار، مضيفا أن تباين مواقف المشاركين في هذا الاجتماع الخاص يوحي بأن منتدى المعارضة بحاجة لمراجعة سريعة تمكن من استعادة الثقة بين قادته لتجاوز خطر التفكك.
وبحسب المصدر، فإن أغلب أحزاب المنتدى رفضت بقوة شروط حزب تكتل القوى الديمقراطية، خصوصا منها المتعلق باستبعاد رئيس المنتدى من المشاورات مع الحكومة.
ورغم تأكيد حزب تكتل القوى الديمقراطية؛ أنه يكن الاحترام والتقدير لرئيس المنتدى أحمد سالم ولد بوحبيني، ويرى فيه الشخص المناسب لقيادة المنتدى، إلا أن قياديا في الحزب نفسه، قال لـ"
عربي21" إن ولد بوحبيني لن يكون قادرا على إدارة حوار سياسي أو مقارعة وفد الحكومة المفاوض، الذي يضم شخصيات سياسية بينها الوزير الأول السابق والأمين العام الحالي لرئاسة الجمهورية، مولاي ولد محمد لغظف.
خطر التفكك يلوح في الأفق
ويرى المحلل السياسي، سيد أحمد ولد باب، أن إمكانية تفكك منتدى المعارضة باتت وارد جدة، بفعل ما سماه عمق الأزمة الداخلية بين مكونات المعارضة، والتي وصلت حد الخلاف داخل الحزب الواحد، بالإضافة إلى الخلافات وتباين المواقف الكبيرة بين أغلب أحزاب هذه الكتلة السياسية المعارضة.
وقال ولد باب في تصريح لـ"
عربي21" إن عمق الأزمة الذي ظهر للعلن الأسبوع الجاري والضغط المستمر على بعض أحزاب المعارضة بشأن موضوع الحوار، وتصلب مواقف بعد قادة هذه الأحزاب، يؤكد أن خطر التفكك أصبح يلوح في الأفق، بحسب قوله.
ويبقى السؤال المطروح لدى أغلب المتابعين للشأن السياسي في البلاد هو: هل تتمكن المعارضة الموريتانية الأسبوع القادم من توحيد خطابها والمضي قدما في الحوار السياسي مع السلطة؟ أم أن أسبوع الحسم هذا سيكون بداية تصدع أو تفكك أكبر تحالف سياسي معارض في البلاد؟