ضجّت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مساء الأحد، بالتعليقات الساخرة والناقدة عقب الخطاب المتلفز الذي توجّه به الرئيس
التونسي الباجي قايد
السبسي للتونسيين، القابعين في بيوتهم بسبب حظر التجوّل والطوارئ، وبُثّ عبر أغلب القنوات التلفزيونية.
وخصّص قايد السبسي جانبا كبيرا من كلمته للحديث عن الأزمة التي يعيشها حزبه نداء تونس، الذي استقال منه بعد تسلّم رئاسة البلاد نهاية العام الماضي، مؤكدا رغبته الشخصية في توصل شقّي الخلاف داخل "
النداء"، إلى التوافق.
وأحد الجناحين المتصارعين في الحزب بزعامة نجل الرئيس، حافظ السبسي، والآخر يقوده مدير حملة السبسي الانتخابية ومستشاره السابق، محسن مرزوق.
وكتب أستاذ القانون
الدستوري والمحلّل السياسي جوهر بن مبارك، على صفحته الشخصية: "أشعر بالخجل.. هل هذا القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية، رئيس كل التونسيين القابعين في ديارهم وهو يُخرّف (يقصّ) عليهم خرافة نداء تونس والأربعين متسلقا؟"، مضيفا: "آش (ماذا) يهم الشعب المجروح حكاية الشقوق. وآش (ما) دخلك خرق للدستور على الملأ. ما هذا؟".
ترتيب واضح للأولويات
وانتقد عدنان منصر، مدير ديوان الرئيس السابق منصف المرزوقي، خطاب قايد السبسي، قائلا: "تسعون بالمائة من كلمة السيد قايد السبسي خصصها لأزمة نداء تونس، والعشرة بالمائة المتبقية لموضوع الإرهاب وللأزمة الاجتماعية. ترتيب واضح للأولويات! منذ الهجوم الإرهابي في محمد الخامس كان التونسيون ينتظرون أن يطمئنهم رئيسهم على استعدادات الدولة لمواجهة الحرب التي فرضها الإرهاب علينا وأن يرفع المعنويات.. الرئيس فضل أن يتحدث إلينا عن نداء تونس!!".
وكتبت رئيسة تحرير موقع "الجريدة التونسية" شهرزاد عكاشة: "إرهاب وبلاد مفلسة ووضعية أمنية متدهورة، والسيد يحكي على النداء.. خطاب اعتراف بالفشل.. قلك عندنا وعود متاع فلوس ووضعية النداء عطلتها خاطر (لأن) البنك الدولي ظهر (بدا) معدل (مرتبط) على النداء (و نحن ما في بالناش (لا نعلم).. الحكومة هي اللي تجيب (تأتي) الفلوس من المفروض ومش (ليس) النداء.. حكومة فاشلة ومغيبة في ذهن الباجي وحزب فاشل في ذهن التوانسة... فبحيث الحالة متعبة أصل".
خيبة أمل كبرى
وتساءل الناشط بدري المدني: "إلى أين نسير حقيقة؟ لم نعد نفهم شيئا.. خيبة أمل كبرى ونحن نرى السياسيين "المحنكين" لا تعنيهم تونس الباكية. رئيس الدولة يخطب ليحدثنا عن السراب.. نحاول استعادة الأمل لكن قتامة الظلام تتكثف والآفاق تنسد في كل يوم.. إرهاب ضرب وسيضرب وفقر ينتشر وجوع قادم واقتصاد في سقوط وقيم تنهار وفساد يهجم وتسيّب قاتل..".
وقال أمير مدريديستا: "رجعنا لحزب الدولة ودولة الحزب.. دكتاتورية بالشكلاطة.. أحكي على مشاكل الشعب ما يهمناش (لا يهمنا) حزبك ولا ولدك ولا مرزوق".
وتساءل قيس كسب: "فضايح على المباشر.. توا (هل) هذا رئيس يا.. هذي هيبة الدولة اللي نفخولنا (نفخوا) بها روسنا!".
عودة الحزب الواحد
وانتقد أحمد بن خوجة خطاب قايد السبسي قائلا: "إنها المهزلة .... إنها الفضيحة ...إنها المأساة... منذ البارحة وكل القنوات تنبح أن الباجي سيتوجه بخطاب مهم للشعب التونسي.... حللنا صورة الخطاب فوجدنا نداء تونس.. أنا الليلة حزين لما آلت إليه الديموقراطية التونسية... حزين لعودة الحزب الواحد وممارسات الحزب الواحد وإعلام الحزب الواحد... حزين لتشليك (المسّ من الهيبة) مؤسسة رئاسة الجمهورية.... حزين لأن ذلك تم أمام أنظار العالم كله".
وكتبت ثريا العبيدي: "وكان (لو) عملها المرزوقي القيامة تقوم وينهم اللي كتبوا الدستور، هذا اختراق من رئيس الدولة يحكي على حزبه؛ ولهذا لازم الدستور نبلوه ونشرب ماءه".
وقال طارق بن عبد الرحمن: "خطاب الرئيس فضيحة وعار على تونس ياخي (هل) التوانسة اليوم مشكلتهم (..) نداء تونس! الله لا صلح بينهم".
خرق للدستور
وعبّر وليد تونس قائلا: "انتظرنا الإنجازات فكثرت الجنازات. إليكم بلادكم ولنا الله يحمينا في كل بر، فنحن متغربون منذ ولدنا، لا نريد إرهابا ولا نريد حربا. خذوا المناصب واتركوا لنا وطنا مستقرا".
وكتب ساسي بن أحمد: "الباجي على جميع القنوات التونسية في كلمة للشعب، دولة داخلة في حيط وهو يحكي مشاكل حزب نداء تونس ..الزهايمر عامل عمايلو".
وقال محمد خليفي: "بينما كان الشعب ينتظر منه كلمة حول الإرهاب ومعاناة المواطن مع لقمة العيش، الباجي يفاجئ التونسيين بالحديث حول أزمة حزبه".
وكتبت صفحة "وزير ضغط الدم والسكر": "يوم 29 نوفمبر 2015، سيكتب التاريخ أن رئيس الجمهورية التونسية انتصر لابنه، جحا تونس.. انتهى نداء تونس".
وحمّل عمر مثلوثي المسؤولية لمستشاري قايد السبسي، قائلا: "السبسي ما عندوش مستشار يفيقو على وضعه، ما دخل رئيس في مشاكل حزب. هذا خرق للدستور، وكان يحب يتدخل لازم منه خطاب موجه للشعب".
واستحضر زيدون زيد الفصل 76 من الدستور، قائلا: "ملاحظة.. الفصل 76 من الدستور التونسي: لا يجوز لرئيس الجمهورية الجمع بين مسؤوليته وأي مسؤولية حزبية".
وتشارك عدد كبير من مستخدمي الفيسبوك تعليق "من مات مشلولا من خطاب الرئيس الليلة فهو شهيد".
وأصدرت حركة الشعب بيانا عاجلا، تلقت "عربي21" نسخة منه، حول خطاب قايد السبسي الذي اعتبرته "مخلّا بصلاحيات مؤسسة رئاسة الجمهوريّة"، ودعت إلى "مساءلة الرئيس من طرف نواب الشعب".