قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن الشرطة البريطانية تبحث عن رجل مشتبه به شوهد وهو يلقي عبوة متفجرة على مسجد في العاصمة البريطانية لندن.
وشهد مسجد "فينسبري في لندن "هجوما إرهابيا"، بحسب ما قال الإمام للموقع الأحد، وذلك بعد أن رصدت كاميرات المراقبة مقطعا لرجل يغطي رأسه ويلقي عبوة متفجرة على المسجد مساء الجمعة.
وتعامل الشرطة الحدث على أنه جريمة كراهية من
الإسلاموفوبيا، وطلبت من الناس الإدلاء بمعلوماتها عن هوية الشخص الذي يظهر بالمقطع.
وقال الضابط ستيوارت سميلي إن "ما جرى كان محاولة واضحة ومتعمدة لبث الكراهية"، مضيفا في بيان له أنه "بالرغم من أن الدورية لم تتمكن من الرصد الكامل، إلا أن التهديد والنية كانا واضحين والنتيجة أن النار كان يمكن أن تندلع وتحرق أي شخص موجود"، مطالبا بالإبلاغ عن أي معلومة مرتبطة بالشخص.
وقال الإمام محمد كزبر، إن المطر يوم الجمعة هو ما حمى المسجد من الاحتراق، واصفا الهجوم بأنه "إرهابي"، ومطالبا بجلب الشخص للعدالة للضمان للمجتمع المحلي بأن هذه التصرفات غير مقبولة.
وطلب كوزبر من الشرطة الموجودين على باب المسجد، بألا يوجدوا بشكل ظاهر، قائلا "لا نريد أن تبدو الجريمة قد أخافتنا، ومجتمعنا محصن ضد ذلك".
وشهد المسجد الذي يتسع لألفي مصلّ حضورا كثيفا لمصلين وأحداثا مختلفة الأحد، كما كان هناك اجتماع لقادة المجتمع المدني الذين تناقشوا بكيفية الاستجابة لارتفاع هجمات الكراهية ضد الإسلام خلال الأسابيع الماضية.
وتلقى المسجد مجموعة من الاعتداءات والتهديدات بالبريد والهاتف والإيميل منذ تبني
تنظيم الدولة هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، التي أدت لمقتل 130 شخصا، إذ ارتفعت نسبة الهجمات ضد المسلمين بنسبة 300 بالمئة، بحسب "ميدل إيست آي".
وقبل أسبوع من محاولة حرق المسجد، تلقى البريد رسالة في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر تهدد بحرقه، دون إيجاد صلة بين الرسالة وهجوم يوم الجمعة.
ودعا الإمام أي شخص قلق من الإسلام والمسلمين لزيارة المسجد، قائلا "تعالوا واستمعوا لنا قبل الحكم علينا، ونحن سعداء لتحديد أي مخاوف أنتم قلقون منها، ثم احكموا بعد ذلك"، مضيفا بقوله إن المسجد والمركز مفتوحان للجميع"، متابعا بالقول: "نعم نحن مسلمون، وليس علينا أن نكون جميعا متشابهين، لكننا جميعا بشر وكلنا نريد العيش بسلام ووئام".
واعتبر الإمام أن الإعلام أدى دورا بتهييج الحالة بإعطاء معلومات خاطئة عن المسلمين، وذلك بعد تقرير على الصفحة الرئيسية لصحيفة "الديلي صن" قالت بها إن واحدا من كل خمسة مسلمين بريطانيين "متعاطفون" مع تنظيم الدولة، ثم بدا أن التقرير خاطئ، دون تصحيح أو اعتذار من الصحيفة.
وزار رجال شرطة كبار في المنطقة المسجد وقالوا إنهم سيعقدون مزيدا من اللقاءات، كما زار رئيس حزب العمال جيرمي
كوربين المسجد في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وتحدث للمصلين قبل صلاة الجمعة.
وقال كوربين إن "معاداة السامية والإسلاموفوبيا والعنصرية ليست جزءا في
بريطانيا أو مجتمعها"، مضيفا أنه "لن يكون هناك هجمات ضد أي أحد بسبب إيمانه أو اعتقاده أو دينه، بل علينا مد أيدينا للدعم والصداقة".
وتابع: "سأستمر بالحديث عن احترام الجالية المسلمة والإسلام، وفهم ما يحمله الإسلام للعالم من سلام وعدالة وأمل ورحمة، وسأعمل على إيصال هذه الرسالة".
وبعد الهجوم، حادَث زعيم حزب العمال الإمام لتقديم الدعم، بحسب ما أخبر "ميدل إيست آي"، الذي أشار بالمقابل إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أو الحكومة لم تقل شيئا أو يزر أحد منها المسجد، مشيرا إلى أن "الحكومة لا تتفاعل بشكل مناسب مع الجالية المسلمة، ونحن حاولنا مرارا التواصل معها دون جدوى"، داعيا للعمل معا، وزيارة المسجد بعد ما جرى.