وصفت وكالة "
روسيا اليوم" شبه الرسمية مدينة اللاذقية السورية بأنها "سيفاستوبول" المتوسط، وهذا التشبيه يستحضر التاريخ الذي يفتخر به الروس، خاصة في مدينة سيفاستوبول، تلك المدينة الأوكرانية التي تقع في شبه جزيرة القرم وتختصر "تاريخ روسيا العسكري"، حيث إنها لا زالت مقرا للأسطول الروسي في البحر الأسود، وضمّتها روسيا لها في العام 2014، فهل يعني ذلك أن روسيا تسعى لضمّ اللاذقية لروسيا واعتبارها إحدى المدن الروسية الاستراتيجية التي ستستقبل الأسطول الروسي في المتوسط!
وقالت روسيا اليوم إن موسكو جنت ثمار نصر حقيقي أحبط خطط أنقرة والناتو، رغم "ضرب طبالة أردوغان دفوف النصر وصدحهم بالغناء المباح مهللين لإسقاط قراصنة الجو الأتراك طائرة حربية روسية.
وأكدت الوكالة أن روسيا استثمرت ما أسمته "قرصنة الأتراك" لتكثيف الإجراءات العسكرية، ونصبت بالتوازي مع ذلك صواريخ "إس-400"؛ لتحرم
تركيا من التحليق شمال
سوريا، وتوصد الأجواء السورية في وجه أي هدف جوي مهما كانت سرعته وارتفاعه وهويته، وتنهي أحلام أنقرة والناتو في منطقة عازلة شمال سوريا.
ونوهت الوكالة إلى أنه من بين الخطوات ذات الأهمية التي تبنتها موسكو فضلا عن تعزيز وجودها الجوي والبحري في سوريا، ولا يعيرها الإعلام الأهمية التي تستحقها، إعلان بوتين منح جميع العسكريين الروس المنخرطين في العملية الجوية البحرية في سوريا صفة "المشاركين في الأعمال العسكرية" الروسية خارج البلاد.
وقالت إن هذه الصفة السابقة، علاوة على الامتيازات الاجتماعية والضريبية التي تمنحها للعسكريين الروس بما يحفزهم على الالتحاق بالقتال، تعني أن موسكو قررت البقاء في سوريا إلى أجل غير مسمى.
وأوضحت الوكالة أن القرار يعني إضفاء هذه الصفة على العسكريين الروس كذلك، أن خطة توسيع مرفأ طرطوس لاستقبال السفن ذات الغاطس المائي الكبير قد بوركت في الكرملين، وأن نقطة الإسناد والإمداد الروسية في الساحل السوري قد تحولت بذلك إلى سيفاستوبول المتوسط، أسوة بسيفاستوبول البحر الأسود، معززة بمطار "حميميم" في اللاذقية الذي صار هو الآخر قاعدة جوية روسية.
يذكر أن سيفاستول هي عاصمة شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وقد سيطرت عليها روسيا وضمتها اليها بحجة وجود روس هناك، فهل يعني هذا أن مصير اللاذقية سيكون مصير سيفاستول الأوكرانية؟