قال الكاتب
اللبناني عماد قميحة، في مقال نشره موقع "جنوبية" المعارض لحزب الله، إن مبادرة رئيس تيار المستقبل سعد
الحريري، بترشيح سليمان
فرنجية رئيس تيار المردة (مسيحي) لرئاسة لبنان، لا يخرج عن الترتيبات لحل الأزمة الروسية، وتعبير عن صيغة سوريا
بوتين.
وأضاف الكاتب الشيعي المعارضة أيضا لسياسات حزب الله أنه "ليس من المبالغة بمكان ربط مبادرة الحريري بمجريات الأحداث وبالمتغيرات الحاصلة، أو التي يعمل على حصولها على الساحة السورية، فالتداخل التاريخي بين لبنان وسوريا هو من المسلمات البديهية التي تفرضها الوقائع الجيوسياسية".
وقال إن "مقاربة مبادرة الحريري وقبوله المعلن باسم سليمان فرنجية مرشحا رئاسيا، لا يمكن فصلها عن إطار ما يحكى من تسوية شاملة للمنطقة ككل".
وشدد على أن "المتغير الأبرز في هذا السياق والذي فرض تحولا كبيرا في مسار الأزمة السورية هو التدخل الروسي المباشر، وإمساك فلاديمير بوتين لكامل هذا الملف ومتعلقاته، بحيث تحولت سوريا ونظامها ومتعلقاتها التي يعتبر لبنان واحدة منها إلى ورقة روسية بامتياز، وأصبحت الوصاية الروسية وحدها هي المقرر النهائي".
وتابع أن "المتضرر المباشر الأول من إمساك روسيا للورقة (السورية اللبنانية) بشقها الممانع، هو النفوذ الإيراني الذي أنهكته سنين الحرب واستنزفته المشاركة المباشرة بالقتال هناك، لدرجة أن إيران لم تعد مستعدة لدفع المزيد من الخسائر والأموال في خدمة هذه الحرب المدمرة بدون أي أفق".
وأوضح الكاتب "هذا ما يؤكد عليه مقربون من حزب الله على لسان الأمين العام للحزب في إحدى الجلسات الخاصة مع مجموعة من الكوادر العسكرية، وفي معرض الإجابة عن سؤال حول التدخل الروسي وموقف الحزب منه فكان الرد: "خلي الروس يحملو عنا الموضوع السوري بريحونا".
وأفاد "صحيح أن الإيراني هو الخاسر المباشر، ولكن هذا لا يعني بأنه يسعى إلى الاستمرار في البقاء داخل المطحنة السورية، أو أنه لا يرغب بتسليم اللواء إلى بوتين ليتولى إدارة هذا الملف المعقد، على الأقل هذا هو توجه الدولة الإيرانية، وخيار الشق الإصلاحي فيها، وإن كان للحرس الثوري رأي مختلف عبر عنه قائد الحرس منذ فترة".
واعتبر الكاتب أنه "بالعودة إلى مبادرة الحريري وتسمية سليمان فرنجية مرشحا رئاسيا، فإنها تأتي ضمن الجهود الحثيثة التي يعمل لأجلها الروسي منذ اليوم الأول لتدخله، وبحثه المستميت على تسوية سياسية تنقذه من الغرق أكثر في الوحول السورية على غرار تجربة شريكه الإيراني، ومن هنا أيضا يمكن فهم ما يقال عن رضى سعودي حولها، لأنها بالمنظور السعودي تأتي في إطار تكريس الدور الروسي على حساب الغريم الإيراني، بالخصوص إذا ما اعتبرت مؤشرا أوليا لتسوية كبرى يعمل على إنضاجها في الأروقة الدولية، وتؤدي بالخاتمة إلى الإطاحة ببشار الأسد.
وختم المقال بأن "سوريا تحت الوصاية الروسية، والتي أصبحت تعتبر عبئا ثقيلا على الإيراني بعد مرحلة الاتفاق النووي، هي ليست سوريا الأسد حتما، وإن أية تسوية في سوريا أو في لبنان يجب مقاربتها من هذه الحيثية الجديدة، وبالتالي يجب اعتبار سليمان فرنجية هو مرشح سوريا الجديدة، على عكس ميشال عون الذي ما يزال يعتبر مرشح سوريا الأسد الذاهبة إلى الزوال والذاهب هو معها".