أثار تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنيست، حول تأييد رئيس الحكومة
العراقية حيدر
العبادي مساعي أمريكا لإرسال نحو 200 فرد من الجيش الأمريكي، الالتباس حول موقف العبادي من إرسال قوات أمريكية للعراق.
وقال إيرنست للصحفيين اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يؤيد مساعي أمريكا لإرسال "نحو 200" من أفراد قوات العمليات الخاصة للعراق.
وردا على سؤال بشأن تصريحات العبادي بخصوص الإعلان يوم الثلاثاء عن إرسال قوات أمريكية إضافية إلى العراق، قال إيرنست إن تلك التصريحات تتعلق بالقوات القتالية البرية، وليس قوات العمليات الخاصة.
وأضاف إيرنست أن رئيس الوزراء العراقي عبر عن مخاوف بشأن تصريحات لعضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين جون مكين ولينزي جراهام بإرسال عشرة آلاف جندي أمريكي للعراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن أن بلاده ليست في حاجة إلى قوات برية أجنبية لهزيمة تنظيم الدولة، بعدما أعلنت واشنطن عزمها تعزيز عديد قواتها الخاصة لمحاربة الجهاديين.
ولم يرفض العبادي بشكل مباشر هذا الاقتراح، خصوصا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد إبلاغ بغداد بالقرار قبل إعلانه، لكن رئيس الحكومة العراقية شدد على وجوب تنسيق أي عمليات مع الحكومة العراقية.
ويعد نشر الجنود الأمريكيين في العراق، حيث خاض الجيش الأمريكي حربا دامت نحو تسع سنوات، قضية حساسة جدا، ومن الملائم سياسيا للعبادي أن ينأى بنفسه عن نشر القوات.
وأكد رئيس الوزراء في بيان نشر في وقت متأخر الثلاثاء "عدم الحاجة لقوات قتالية برية أجنبية على الأرض العراقية"، مشيدا بدور القوات العراقية.
وأضاف البيان أن الحكومة العراقية تشدد "على أن أي عملية عسكرية أو انتشار لأي قوة أجنبية خاصة أو غير خاصة في أي مكان في العراق لا يمكن أن يتم دون موافقتها والتنسيق معها".
الترصد للعبادي
ويترصد للعبادي العديد من القوى السياسية بمن فيهم حزبه، الذي يملك نفوذه الأكبر سلف العبادي برئاسة الوزراء نوري المالكي، والذي يعتبر أن العبادي هو سبب الإطاحة به.
وقال التحالف الحاكم والفصائل الشيعية ذات النفوذ في العراق إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي سيحفر قبره السياسي بيده، ويقوض الحرب ضد تنظيم الدولة، إن هو سمح بنشر قوة عمليات خاصة أمريكية جديدة في البلاد".
وقال شركاء العبادي السياسيين، بحسب ما نقلت عنهم وكالة "رويترز" إنهم لن يقبلوا أبدا دورا موسعا لقوات أمريكية وأصروا على أن رئيس الوزراء لن يجرؤ على التصرف بمفرده بعد أن سحب البرلمان تأييده لبرنامجه للإصلاح الداخلي الشهر الماضي؛ بسبب القلق؛ لأنه لم يجر مشاورات واسعة بدرجة كافية قبل اتخاذ قرارات مهمة.
وقال محمد ناجي النائب عن منظمة بدر وأحد القادة المحليين لقوات
الحشد الشعبي الشيعية: "لو قام العبادي باتخاذ قرار منفرد بالموافقة على نشر قوات أمريكية خاصة فسوف نستجوبه في البرلمان. هو يعلم جيدا أن الاستجواب قد يؤدي إلى تصويت لحجب الثقة".
اقرأ أيضا: حرب باردة بين الحشد الشعبي والعبادي حول الرواتب وعدد المقاتلين
وكان العبادي واجه تحديا كبيرا في تشرين الثاني/ نوفمبر من داخل تحالفه الشيعي الحاكم حينما وافق النواب بالإجماع على منع حكومته من إقرار إصلاحات مهمة دون موافقة البرلمان.
وينظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لكبح العبادي وسط مشاعر السخط من أسلوب قيادته وبطء وتيرة الإصلاحات التي طالب بها المحتجون. وأثارت الخطوة تكهنات عن محاولة للإطاحة به، لكن هذه المخاوف انحسرت في الآونة الأخيرة.
وقال حاكم الزاملي -وهو سياسي شيعي بارز من التيار الصدري وهي حركة أسسها رجل الدين مقتدى الصدر- "لا يجوز للحكومة أن تعطي تفويضا لنشر قوات برية في العراق حتى لو كانت قوات استكشافية أو لجمع المعلومات الاستخبارية".
وأيد عمار طعمة زعيم حزب الفضيلة في التحالف الشيعي ذلك الموقف، قائلا إن البرلمان وحده لا العبادي لديه سلطة الموافقة على وجود قوات أجنبية مقاتلة.
والرفض لأي توسيع للدور الأمريكي في البلاد مهما كان محدودا أو تدريجيا ينبع في جانب منه إلى الغياب المطلق للثقة من جانب العراقيين وزعمائهم في نوايا واشنطن.
وقال ناجي إن ما يخشاه هو أن القوات الخاصة الأمريكية حالما يتم نشرها قد تحول اهتمامها في نهاية المطاف إلى ملاحقة قادة الحشد الشعبي وسياسيين شيعة كبار بعضهم مدرجون على قائمة الإرهاب الأمريكية.
وقال نائب آخر من التحالف الشيعي: "بالنسبة للعبادي، فإن إعطاء الضوء الأخضر لنشر قوات أمريكية في العراق قد لا يكون مجرد إطلاقة نارية في القدم. سوف يكون إطلاق النار في الرأس".