ردَّ بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، بغضب على منتقدي زيارته إلى
القدس المحتلة، في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدعوة الأقباط إلى مقاطعة وسائل الإعلام التي تردد هذه الانتقادات التي وصفها بـ"القباحات".
وقال البابا: "نعمل ما يريح ضمائرنا، وثقوا بأن الكنيسة مثل الجبل، وهناك مجلات تنشر عناوين مثيرة، وكلها قباحات، ولسه هتنشر قباحات ثانية، وأنت تشتريها، وتدعمها؟! خليك ناصح، وقاطعه.. اللي بيشتمك تروح تخدمه؟! خليكم ناصحين".
وأشار البابا إلى ما وصفه بـ"ظهور مثل هذه (الهوجة) حول الزيارة"، قائلا: "أعطينا للإعلام حاجة يقعدوا يتكلموا فيها".
جاء ذلك خلال اجتماع
البابا تواضروس بمجموعة من الكهنة، على هامش أعمال المؤتمر الرابع لبناء الوعي، الذي نظمته الكنيسة الأرثوذكسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الجمعة، بحسب صحيفة "
المصري اليوم"، الصادرة السبت.
وكان البابا تذرع لتبرير زيارته تلك، التي أثارت غضبا واسعا في مصر، حيث اعتبرت "تطبيعا مع الاحتلال الإسرائيلي"، حينها، بأنه أراد من ورائها أن يرأس قداس الصلاة لجنازة مطران القدس الأنبا إبراهام.
لكن البابا تواضروس عاد لتبرير هذه الزيارة في اجتماعه المشار إليه، بالقول: "كان كل فكري أنه سيدفن عندنا هنا في الدير في مصر، ولم أكن أعلم بوصيته عن الدفن في القدس، حتى أبلغني بها سكرتير الكنيسة باليوم الذي قررت فيه السفر بعد علمي مباشرة".
وأضاف تواضروس أنه شكل وفدا رسميا للمشاركة في مراسم دفن المطران الراحل الأنبا إبراهام بعد أن تنامى لعلم الكنيسة خبر وفاته، وراعى في هذا الوفد كل التقاليد الكنسية التي تقرها الكنيسة، على حد قوله، مؤكدا أنه لم يكن ضمن الوفد، حتى علم بتوصية الأنبا إبراهام، مطران القدس والكرسي الأورشليمي، بالدفن في القدس.
وتابع بالقول: "اتخذت قرارا وقتيا بترؤس الوفد الكنسي الذي سيسافر إلى القدس، ولم أكن أعمل قبلها بأمر الوصية".
وقال: "الموقف ألزمني بهذا التصرف، وفي ظرف ساعات كنت مسافرا، وطلعنا بيان (الساعة) 11 بالليل أني سأترأس الوفد الرسمي بعد تكوينه، وما نفعله هو محاولة صنع ما يريح ضمائرنا، وعارف مسؤوليتي كويس، وعندي ما يبرر القرار 100%"، على حد قوله.
وأضاف أن "السفر كان يوم الخميس بطائرة مصرية"، مبررا السفر قبل الدفن بيومين، بأن مراسم الدفن كانت يوم السبت، مضيفا أن الوفد الكنسي المصري سافر الخميس، لأن الطيران المصري لا يعمل يومي الجمعة والسبت، قائلا: "الطيران المصري مفيش غير الخميس والأحد".
وشدد على أن "الكنيسة كلها فيها روح الله، ويهم من يعمل فيها خلاص أنفسهم"، مستطردا: "الكنيسة لا تختلط بالسياسة"، وفق وصفه.
وكانت تقارير ذكرت أن سفر البابا إلى القدس المحتلة، وعودته منها، تم عبر شركة طيران "إير سيناء"، وهي شركة مصرية، تابعة لشركة "مصر للطيران"، وليست كما ذكرت صحف ووكالات أنباء بأنها "شركة إسرائيلية"، وذلك على خلاف الحقيقة.