كشفت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال واجهة
تنظيم الدولة محمد اموازي، المعروف إعلاميا بـ"الجهادي جون"، والذي ظهر في عدة مقاطع مصورة وهو يذبح رهائن أجانب.
وتضمن تقرير "الديلي ميل" تفاصيل مثيرة عن مشاركة قوات برية في العملية، وعن اغتيال اموازي باستخدام طائرة صغيرة بدون طيار، بعد تحديد موقعه.
وقالت الصحيفة، إن فريق اختراق من القوات الخاصة البريطانية هو المسؤول عن تعقب "الجهادي جون"، واستدعاء الغارة الجوية التي أدت لمقتله.
وحتى الآن، فإن العملية السرية لاغتيال المسلح البريطاني - الذي قطع رؤوس الرهينتين البريطانيين آلان هينينغ وديفيد هاينز - كان يعتقد بأنها تمت بالكامل من الجو، من دون تدخل بري، إلا أن "الديلي ميل" قالت إن الخطة اعتمدت على فريق من ثمانية رجال من القوات الخاصة توغلوا داخل معقل الرقة، معقل تنظيم الدولة.
وكان السلاح السري الذي استخدم لتحديد مكان أموازي هو طائرة مروحية بدون طيار بوزن أقل من كيلو غرام واحد.
مهمة سرية
وبدأت المهمة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما حلقت مروحيتان أمريكيتان عبر الصحراء السورية وهبطت في منطقة معزولة هناك، بحسب "الديلي ميل".
وأضافت الصحيفة البريطانية أن فريق الجنود تجنب كل الطرق الرئيسة، وتحرك داخل الصحراء بمسافة 35 ميلا جنوبا باتجاه الرقة، ووصل بحدود الساعة الثالثة فجرا، وتخندق على بعد خمسة أميال خارج المدينة، حيث لم يتمكنوا من تحديدهم بعد.
وفي المساء التالي، وبينما كان بقية الفريق في مهمة رصد، جمع أحد الجنود أربع مروحيات صغيرة مع كاميرات تحت الحمراء ومراقبة ليلية، وتمت إعادة برمجتها لتحلق لمكان اختباء الجهادي جون في مبنى من ست طوابق في الرقة.
وحلقت المروحية الأولى باتجاه هدفها، لتدخل بنمط "المراقبة والتعقب"، ثم تسجل حركات اموازي في مبنى قرب مسجد "شركسة"، ثم أرسلت اللقطات إلى مبنى قيادة العمليات الخاصة في غرفة عمليات أمريكا في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي الثامنة والنصف مساء، بدأت المروحيات الأخرى بالتحرك بعد أن انتظرت سابقتها دون جدوى، لتلتقط المروحية الثالثة صورا لاموازي.
وقال مصدر للصحيفة إن "ضباطا في الجيش الأمريكي فعّلوا مروحية بدون طيار مسلحة بصواريخ، وانطلقت في صباح اليوم التالي لتقتل الجهادي جون".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعلن في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، أن بريطانيا شاركت في الضربة التي استهدفت "الجهادي جون" في سوريا، مضيفا أنه "إذا نجحت الضربة فإنها ستوجه ضربة لقلب تنظيم الدولة".
وتابع كاميرون أمام مقره في داونينغ ستريت، بأن الضربة الأمريكية ضد "الجهادي جون" كانت جهدا مشتركا بين بريطانيا والولايات المتحدة، و"عملا من أعمال الدفاع عن النفس"، مضيفا أنه "كان هذا هو التصرف الصحيح".
وقال: "ستوضح هذه الغارة لمن يريدون إلحاق الضرر في بريطانيا وشعبنا وحلفائنا، أن لدينا عزما لا يلين، وأننا لا ننسى مواطنينا أبدا"، واصفا "الجهادي جون" بأنه "كان يمثل تهديدا للعالم"، وفق قوله.
ومحمد اموازي الذي كان يعمل في البرمجة المعلوماتية في لندن، مولود في الكويت في 1988 لعائلة من البدون من أصل عراقي. وقد هاجر والداه إلى بريطانيا في 1993، بعدما فقدوا الأمل بالحصول على الجنسية الكويتية.
اقرأ أيضا: جون الجهادي من مبرمج كمبيوتر إلى جلاد
وتقول التقارير في بريطانيا إن هويته انكشفت بسبب خطأ ارتكبه على الإنترنت.
"جلاد تنظيم الدولة"
يطلق عليه الإعلام البريطاني اسم "الجهادي جون" أو "جلاد داعش"، حيث يسود الاعتقاد بأنه هو الذي نفّذ أغلب عمليات الإعدام التي ظهرت في الفيديوهات.
وأصبح "الجهادي جون" رمزا لـ"جلاد" تنظيم الدولة. وظهر في تسجيلات فيديو عدة لإعدام رهائن غربيين، مرتديا ملابس سوداء وملثما ومسلحا بسكين.
وظهر الرجل في لقطات لرهائن أمريكيين وبريطانيين ويابانيين بملابس برتقالية اللون قبل إعدامهم، مطلقا تهديدات بالإنجليزية وبلكنة بريطانية ضد حكومات بلدانهم. ولم يكن ظاهرا منه سوى عينيه.
وظهر اموازي في تسجيل فيديو للمرة الأولى في 2014 يتضمن قتل فولي (40 عاما) الصحفي المستقل البالغ من العمر 40 عاما، وقد فُقد في
سوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بقطع الرأس. وأثار التسجيل الذي حمل عنوان "رسالة إلى أمريكا" استياء العالم.
وأوضح التنظيم في هذا التسجيل أنه قتل فولي لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بشن ضربات على الجهاديين في شمال العراق.
وبعد أسبوعين، قتل الرهينة الأمريكي ستيفن سوتلوف بالطريقة ذاتها. وظهر في التسجيل "الجهادي جون".
وظهر أيضا في تسجيلات لإعدام البريطاني ديفيد هاينس الذي كان يعمل في القطاع الإنساني، وآلن هينينغ سائق سيارة الأجرة البريطاني في مانشستر، والأمريكي بيتر كاسيغ واليابانيين هارونا يوكاوا، ثم كينجي غوتو.
وتشير شهادات عن محمد اموازي إلى أنه كان شابا لندنيا من أصل كويتي، لا يعاني من أي مشاكل، وكان من هواة كرة القدم وألعاب الفيديو.