سياسة عربية

كواليس لقاء نصر الله فرنجية كما نقلته صحف مقربة من حزب الله

نصر الله رفض ضمنيا التراجع عن دعم عون بملف الرئاسة - السفير
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، جانبا من النقاشات التي تجرى خلف الكواليس في ظل الحديث عن ترشيح النائب اللبناني سليمان فرنجية لمنصب رئيس الجمهورية الذي فشل البرلمان مرارا وتكرارا في حسم ملفه.

وقالت  "الأخبار" الموالية لحزب الله، إن فرنجية زار أول أمس الخميس، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعقد معه اجتماعا طويلا، بحضور مساعدين للطرفين. 

وأشارت إلى أن فرنجية عرض خلال اللقاء كل ما سبق أن قام به من اتصالات سياسية، بما فيها اللقاء مع العماد ميشيل عون، وآخر المشاورات مع فريق 14 آذار، ولا سيما رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط.

ولفتت إلى أن فرنجية وعلى الرغم من تأكيده على موقفه بدعمه عون، فإنه تساءل عن الخطة البديلة في حال استمرت حالة الرفض من الفرقاء.

وقالت "الأخبار" إن نصرالله وعلى الرغم من "إشادته" بالتحالف مع فرنجية وقوله "أنت حليف جدي وموثوق من قبلنا، ونحن لا نخشى على أنفسنا منك، بل إنك لا تعرضنا لأي نوع من الابتزاز، وتتمسك بمواقفك دائما الى جانبنا، وأنت حليف وشريك، ونحن نفضلك في أشياء كثيرة على كثيرين من الآخرين" فإنه قال: "نحن اتفقنا على دعم ترشيح العماد عون، والذي حصل هو أنه عُرض عليك من قبل الفريق الآخر. لكن هذا العرض لا يزال شفهيا، ولم يعلن الرئيس الحريري ولا فريق 14 آذار تبني هذا الترشيح رسميا، بل إن هناك خلافات في ما بينهم حول الأمر".

وأوضحت أن نصر الله كرر في لقائه مع فرنجية التأكيد على ترشيحه لعون، وهو ما جعل فرنجية يدرك أن الحزب ليس بصدد إعطاء أي تعهد أو موقف حاسم، وأنه متمسك بترشيح العماد عون، وأن الحزب لا يرى ضرورة للقيام بأي خطوة قبل أن ينتهي الطرف الآخر من إنجاز ما وعد به، لناحية الإعلان الرسمي عن الترشيح، وتأمين توافق فريق 14 آذار على هذا الموقف. 

وأشارت مصادر مقربة من حزب الله، إلى أنه يريد "إبقاء الكرة في الملعب الآخر، وهو ينصح فرنجية بعدم الانجرار إلى نقل الضغوط من جهة الفريق الآخر إلى فريقنا، خصوصا أن مشكلات الفريق الآخر لا تزال كبيرة".

من جهتها، شددت صحيفة السفير اللبنانية، وهي أيضا مقربة من حزب الله، على أن "لقاء ليل الخميس الجمعة بين نصر الله وفرنجية أفضى إلى أن العماد ميشال عون هو مرشح فريق 8 آذار"، مشيرا إلى "التزام فريق 8 آذار بالنزول موحدا كفريق سياسي إلى أي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، والرد على مبادرة الحريري غير الرسمية حتى الآن بالتمني عليه بالتروي وعدم تجاوز السقوف التفاوضية لفريق 8 آذار".

ومن جانب رئيس مجلس النواب اللبناني قالت "الأخبار"، إن بري ما زال مترددا حتى بعد تأخر "الحصول على موافقة الملك سلمان وابنه وزير الدفاع محمد بن سلمان"، على زيارته للرياض.

ولفتت إلى أن الحريري كان تفاهم مع النائب وليد جنبلاط على ضرورة أن توجه الرياض دعوة لبري، لطرح ملف ترشح فرنجية ومحاولة جعل بري من الفريق العامل على إنجاح "التسوية".

ونقلت عن مقربين من الحريري أن عدم استعداد بري لزيارة الرياض تعود إلى أنه لم يحصل على تغطية من حزب الله لهذه الخطوة، علما بأن مقربين من الحريري تحدثوا عن مفاتحتهم مسؤولين سعوديين بـ"صعوبة أن توجهوا دعوة لبري، بينما تشنون حملة عنيفة وشاملة على حليفه الأساسي حزب الله، وتعلنون كل يوم عن لوائح تتضمن أسماء قياديين فيه على أنهم إرهابيون، كما أنكم تقفون خلف وقف القمر عربسات لبث قناة المنار، وأنكم تحثون القمر الآخر نايل سات على القيام بالأمر نفسه مقابل مغريات مادية.. وأن رئيس المجلس لا يمكنه زيارة السعودية إلا في ظل توافق عام".

الصحيفة تحدثت أيضا عن بعض أسباب إخفاق اجتماع العاصمة الفرنسية، وهي أن فرنجيه تصرّف فور عودته على أنه أضحى فعلا الرئيس الجديد، وراح يتحدث عن تطميناته لحلفائه قبل أن يجتمع بهم ويتفاهم وإياهم على خياره. 

وقالت إن عون بدوره وجد في استعجال الموافقة على اقتراح الحريري تجاوزا لقاعدة أرستها قوى 8 آذار، هي أن "عون فحسب هو مرشحها الأول إلى أن يتنحى لا أن يقفز هذا إلى الصف الأول فجأة. على نحو مماثل تطابقت حجتا حزب الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح".

من جانبه تحدث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال لقائه بكوادر من حزبه عن لقاء جمعه بالحريري في الرياض، قبل ثلاثة أشهر، وقال إنه حصل تباين كبير في وجهات النظر في ما يتعلّق بالملف الرئاسي.

وبحسب ما قال جعجع لكوادره، فقد عبّر الحريري أمامه "عن انزعاجه من استمرار الوضع على ما هو عليه وأن على فريق الرابع عشر من آذار تسمية مرشّح توافقي، كي نرفع عن أنفسنا مسؤولية التعطيل، ونرمي الطابة في ملعب فريق الثامن من آذار".

وقال جعجع إن الحريري رمى قنبلة وقال: "شو رأيك نرشّح سليمان فرنجية" الأمر الذي تسبب بصدمة لجعجع، وقال إن "هذه مبادرة لا يُمكن أن أسير بها. أنا أحاور العماد عون منذ سبعة أشهر ولم أفكر يوما في ترشيحه، فكيف تطلب مني مباركة ترشيح شخصية أبعد ما تكون عن ثوابتنا وخياراتنا السياسية وأن الرفض أبلغ به الحريري منذ 3 شهور؟".

وحول الموقف السعودي من المبادرة قال جعجع إن كل ما يُحكى عن أن الطرح يحظى بغطاء إقليمي ودولي لا أساس له من الصحة. 

ولفت إلى أن "الفكرة ولدت عند الحريري، وأن السعوديين كانوا يعتقدون بأن سعد وضع حلفاءه في جو هذه المبادرة، وهم فوجئوا بعد مراجعتنا لهم بأنه لم يضعنا بالصورة ولم يناقشنا بها".

وأضاف جعجع أن ما طرحه الحريري هو مبادرة شخصية منه، يريد أن يدفعنا إليها لأسباب تتعلق بمصالحه. فهو يسعى للعودة إلى لبنان ولن يستطيع ذلك إلا من خلال تلك المبادرة.

وأوضح أنه تحدث إلى شخصيات سعودية منها رئيس المخابرات خالد الحميدان، و"جميعهم أكدوا أن المملكة لن تسير بتسوية لا يرضى عنها المسيحيون في لبنان".

وعلى صعيد تيار المستقبل، قالت الصحيفة إن وزير العدل أشرف ريفي عاد من السعودية بمناخات "تجبره على كتم اعتراضه، لا على تغيير موقفه". 

ونقلت عن مقربين منه أن الحريري "كان قاسيا مع ريفي، إذ إنه عندما شرح الأخير أجواء الشمال وقواعد التيار الرافضة لهذه الخطوة، أجابه الحريري بأن القرار يعود لي، وما قاله أحمد يمثلني".

وكان ريفي قد شكا أمام الحريري من طريقة تصرف الأمين العام لتيار المستقب ونقل له الأجواء المشحونة داخل التيار التي تقول بأن الحريري يكرر خطأ زيارته لدمشق ونومه في سرير بشار الأسد، وأنه يريد إعادتنا الى مرحلة ما قبل عام 2005".

وبحسب المقربين فإن ريفي نجح في ترتيب موعد له مع ولي العهد السعودي محمد بن نايف، ونقل عنه أنه "لا علم له بالمبادرة من أصلها، وأنه لا يعرف كيفية تسويقها، وأنه لا يتوقع أن تمارس بلاده الضغوط كما يرغب الحريري، وأن السعودية لديها الكثير من الأمور التي تشغلها". 

وقالوا إن ريفي سمع "نصيحة" بأن لا "يدخل في معركة مع الحريري تؤدي إلى إبعاده، وأن يلتزم الصمت لأن المبادرة سوف تفشل، وأن يصار إلى إبراز اعتراضات قواعد التيار".
الأكثر قراءة في أسبوع