نشرت مجلة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية تقريرا؛ حول تمسك جماعة
العدل والإحسان المغربية بموقفها الرافض للمشاركة في السلطة، بعد مرور ثلاث سنوات عن وفاة مؤسسها ومرشدها العام، الشيخ عبد السلام ياسين، المعروف بمعارضته الشديدة لنظام الحكم في المغرب.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن يوم 13 كانون الأول/ ديسمبر 2015 يصادف الذكرى الثالثة لوفاة مؤسس الجماعة، في حين أكّد فتح الله أرسلان، المتحدث باسم الجماعة، أنها ترفض العنف ولا تشرّع له، كما أنها لا تقبل على نفسها أن تستلم أموالا من الخارج، على عكس ما تقوم به جماعات إسلامية أخرى في العالم، والتي تتلقى المال "المشبوه" من إيران أو من المملكة العربية السعودية، كما قال.
ودافع فتح الله عن مقاطعة الجماعة للانتخابات المغربية، معتبرا إياها انتخابات عبثية؛ لأن الحاكم الفعلي في المغرب هي حاشية القصر، وما الحكومة المنتخبة إلا واجهة شكلية، لا تمتلك من الصلاحيات إلا ما أعطي لها.
وأشارت المجلة إلى أن الجماعة كانت قد طلبت في سنة 1981 الحصول على ترخيص رسمي. ولكن رغم ذلك، يرى فتح الله أرسلان أنه لا معنى للمشاركة الحزبية ما دام "المخزن"، وهي التسمية المحلية للنخبة الحاكمة في المغرب من حاشية القصر وجنرالات الجيش، هو من يحدد قواعد اللعبة السياسية ويرسم الخطوط الحمراء.
ونقلت المجلة عن فتح الله قوله: إن "الجماعة لا تحمل أي موقف شخصي ضد ملك المغرب محمد السادس، لكنها تعتبر أن النظام الملكي قديم واستبدادي، ولا يعترف بحقوق الإنسان ولا بالديمقراطية"، كما أكّد على أن الجماعة "لن تكون لها مشاركة سياسية ما دامت السلطة بهذا الشكل".
واعتبر الناطق الرسمي باسم الجماعة أن "إمارة المؤمنين" ليست شأنا سياسيا كما يروج لها النظام، وقال إنها لا تتماشى مع تعاليم الإسلام، موضحا أن "هذا الموقف نتبنّاه منذ أن تأسست الجماعة، وصرّحنا به بكل احترام وبدون عنف".
وأشارت المجلة إلى أن أنصار جماعة العدل والإحسان كانوا يأملون مع انطلاقة الربيع العربي سنة 2011؛ أن تتغير الأوضاع في المغرب نحو الأحسن، لكنهم اعتبروا أن ما حدث هو العكس، حيث واصل "المخزنيون" سياسة الإساءة والحجر أمام كل من يحمل روحا صادقة في إصلاح الوضع في المغرب.
ونقلت المجلة عن فتح الله أرسلان أن "المخزن اضطهد عديد الأحزاب، من بينها حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، حيث قال: "حتى يتمكن أي حزب من الحكم في المغرب؛ يجب عليه القبول بالأحكام والشروط التي تفرضها الدولة".
وقد أشاد الناطق الرسمي باسم الجماعة بالعلاقة الطيبة التي تجمعهم بحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي يقود الحكومة الآن، لكنه قال: "لا يمكن أن يكون الحزب مسؤولا ما دام يضم أغلبية غير متجانسة ووزراء تكنوقراط".
واعتبر فتح الله أن هذا هو أساس الخلاف مع حزب العدالة والتنمية، ذلك أنه وافق على إدماج أشخاص في مناصب قيادية ولكنهم مسلوبو القرار.
أما عن التغييرات التي طرأت على الجماعة، منذ وفاة المرشد العام عبد السلام ياسين، فقد قال فتح الله أرسلان: "نحن نواصل تأقلمنا وتطورنا داخل المجتمع، فقد حافظنا على الهيكلية ذاتها، كما أننا فتحنا أبوابنا أمام الشباب والنساء. فعلى سبيل المثال الآن، تتألف جماعتنا بنسبة 30 في المئة من عنصر نسائي".