شهدت عدة مناطق في ريف
حمص الشرقي حركة نزوح غير مسبوقة هربا من البلدات المتاخمة والقريبة من المعارك العنيفة والمستمرة بين تنظيم الدولة من جهة، والمليشيات المسيحية ومليشيات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في محيط بلدة "صدد" ذات الغالبية المسيحية، فيما قصدت تلك العائلات العاصمة دمشق وريفها.
وأكد الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي" تزايد حركة النزوح الجماعي لعشرات العائلات المسيحية من بلدتي صدد والحفر، الواقعتين بريف حمص الشرقي، نحو دمشق ومنطقة دير عطية في ريفها تحديدا، هربا من المعارك المستمرة، في حين قصدت عائلات أخرى مناطق داخل الحزام الأخضر التابع للنظام في محافظة حمص وسط البلاد.
وأشار المصدر إلى توقع نشوب معارك ضارية بين تنظيم الدولة، وقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له المتمركزة في بلدة "صدد"، عقب نجاح تنظيم الدولة باستعادة بلدة "مهين" مؤخرا، واقترابه من "صدد".
وأضاف التلاوي في حديث مع "
عربي21": "تزامنا مع حركة النزوح شهدت المنطقة حشودا عسكرية للجانبين تحضيرا للمواجهات"، حيث عزز "الحزب القومي السوري الاجتماعي" الجناح العسكري الخاص به، المعروف بـ"نسور الزوبعة" بعشرات العناصر والرشاشات الثقيلة، وكذلك الأمر بالنسبة لـ"الدفاع الوطني والعناصر الشيعية"، في حين جلب تنظيم الدولة تعزيزات عسكرية إلى مناطق المواجهات من بلدات ريف حمص الشرقي الواقعة تحت سيطرته.
واستطرد قائلا: "انتقل عشرات المتطوعين في مليشيا "السوتورو" التابعة للمجلس العسكري السرياني في محافظة الحسكة، شمال شرق
سوريا، إلى ريف حمص وسط البلاد، تزامنا مع اقتراب تنظيم الدولة من مشارف بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية، بهدف دعم بقية المليشيات الموالية للنظام السوري".
وتضم بلدة "صدد" نحو 5000 عائلة مسيحية من السريان الآشوريين، إضافة إلى سكان مناطق مجاورة نزحوا إليها في وقت سابق.
وتحدث الناشط الإعلامي عن سعي تنظيم الدولة للسيطرة على بلدة "صدد" بسبب موقعها الجغرافي ذي الأهمية البالغة، وفي حال نجح التنظيم في بسط سيطرته عليها سينجح بقطع الأوتوستراد الدولي الرابط بين محافظتي دمشق وحمص، وبالتالي تقسيم سوريا إلى قسمين، إضافة إلى نتائج هامة، منها "قطع الطريق المؤدي إلى أكبر المدن الصناعية في سوريا الواقعة في مدينة حسياء، وكذلك قطع الطريق الواصل إلى مطار الشعيرات، كما بدأ التنظيم بتعزيز قواته لقطع الطريق المتجه نحو "مطار التي فور"، الخاضعين لسلطة النظام السوري"، بحسب قوله لـ"
عربي21".
وتعد الحملة العسكرية الحالية لتنظيم الدولة الرامية للتقدم في ريف حمص الشرقي محاولة جديدة من التنظيم للتقدم، بعد حالة من الانكفاء والتراجع في جبال مهين ومحيطها لحساب قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له.
بدوره، نفذ الطيران الروسي عشرات الغارات الجوية على مناطق المواجهات، كما طال القصف مراكز للتنظيم في عدة بلدات بالريف ذاته، ومناطق آخرى تعتبر مناطق عميقة للتنظيم في مدينة تدمر والقريتين.