قال الكاتب والمفكر السوري
الطيب تيزيني، إن
تنظيم الدولة "داعش" قلب العالم كله وعاد بالزمن إلى مرحلة ما قبل "الإنسان العاقل"، وأعاد التاريخ إلى الوراء بعد أن انتقل الإنسان القديم من البربرية والوحشية إلى الحضارة.
وفي مقر صحيفة السفير اللبنانية، عرض تيزيني وقائع الأحوال في بلده، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة يجسد "الوحشية المفتوحة".
وأضاف: "الهجرات البشرية التي نشهدها اليوم، خصوصا هجرة الشبان العرب، تفاقمت مع النظام العولمي الذي جعل السلعة بديلاً من المطلق القديم، أي الله. والهجرة إما أن تكون إلى داخل الإنسان، وغايتها الراحة، أو إلى الغرب الرأسمالي حيث يصبح الفرد مستعدا للابتلاع، أو إلى السماء والتدين".
وتابع بأن "داعش هي ضحية التاريخ والقاتل معا، ونشأت في مرحلة موت الإنسان، أي في مرحلة العولمة التقنية، أي أنها وليدة الثورة التقنية والعولمة، وفي الوقت نفسه هي عدوة للغرب الذي أنتج العولمة التقنية، فالعولمة هي الشيطان الجديد الذي يبسط قبضته على العالم كله، وداعش تعتقد أنها مكلفة بالقضاء على هذا الشيطان. وفي النتيجة، ها نحن نعيش اليوم في ظل المرحلة التي أوصلنا الغرب إليها".
وقال إن ما يفعله تنظيم الدولة في الانتقام من الغرب يدمر الشرق أيضا، متابعا: "نحن في مرحلة الخراب العربي الذي يتمثل في العودة إلى التوحش".
وفي شأن الدولة السورية، قال تيزيني إن "
سوريا الجديدة بدأت تظهر رويدا رويدا في خضم تحولاتها الدموية"، داعيا إلى إعادة النظر، بصورة جذرية، في المناهج الاستشراقية، في وقت يستعد فيه لتأسيس مركز دراسات سورية في حمص.