تحدث قادة عسكريون في فصائل الثورة السورية عن وجود عسكريين وخبراء روس في أحد معسكرات وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة
عفرين بريف حلب، وذلك بعد المعلومات عن هبوط مروحيات تابعة للنظام السوري في المدينة، في حين التزمت
الوحدات الكردية الصمت، ورفض المتحدث باسمها الرد على استفسارات "عربي21" حول هذه القضية.
وقال قائد كتيبة "سيوف الشهباء" أحمد تركي أوسو، نقلا عن مصدر محلي وصفه بـ"الموثوق" في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، إن طائرات مروحية تابعة للنظام نقلت مؤخرا، بعد هبوطها في عفرين، ضباطا روسا ومعدات عسكرية تستخدم في مجال الاتصالات العسكرية والتنصت؛ إلى معسكر مغلق تابع للوحدات الكردية في قرية "استير" التي تبعد حوالي تسعة كيلومترات عن ناحية "معبطلي" في عفرين.
وأكد قائد الكتيبة التابعة للجيش الحر، في حديث خاص بـ"عربي21"، تحويل المعسكر التابع للوحدات إلى مركز للاتصالات العسكرية والتنصت، مضيفا أن "هذه الخطوة بمنزلة الإجراء الأخير الذي يفصل الإعلان عن بدء المعارك التي يخطط لها النظام والروس معا، والتي تهدف إلى السيطرة على الشريط الحدودي التركي، وإغلاق طريق إمداد المعارضة الوحيد".
وعبر أوسو عن هواجسه من خطورة المرحلة المقبلة بالقول: "إن تصريحات النظام السوري مؤخرا التي يتحدث فيها عن علاقته الجيدة بمليشيا الوحدات الكردية تدعو للريبة والحذر"، مضيفا: "هذه التصريحات بالصوت العالي تدل على التحضير لشيء ما، وخصوصا بعد التقاء الروس مع الوحدات على عداء الجارة تركيا".
وقال أوسو لـ"عربي21": "دأب النظام السوري مؤخرا على إطلاق سيل من التصريحات الإعلامية يشرح فيها مدى العلاقة الطيبة التي تجمع بينه وبين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، من أهمها تصريحات بشار الأسد مطلع الشهر الحالي لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، التي قال فيها إن
الأكراد يقاتلون الإرهابيين إلى جانب الجيش السوري، وأنهم يتلقون الدعم بشكل رئيسي من الجيش السوري".
بموازاة ذلك، رفض النائب في مجلس الشعب السوري شريف شحادة، خلال مشاركته في برنامج سياسي إذاعي على قناة "رووادو" الكردية الخميس الماضي، تسمية وحدات حماية الشعب بالمليشيا "لأنها جزء من المنظومة الدفاعية التي تدافع عن الحكومة السورية"، على حد قوله، مضيفا: "لدينا علاقة قوية مع الأكراد، وهم لم يرفعوا السلاح في وجه الدولة"، كما قال.
وفيما رفض الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل التحدث لـ"عربي21" للتعليق على ما سبق، قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الشامية العقيد محمد الأحمد، "إن الجبهة الشامية تأخذ على محمل الجد كل الأنباء التي تتحدث عن هبوط طائرات مروحية تابعة للنظام في عفرين، وذلك على الرغم من عدم التأكد من صحتها".
لكن الأحمد لم يستبعد خلال حديثه لـ"عربي21"؛ هجوما على مدن الريف الشمالي الحلبي تخطط له
روسيا والنظام بالاتفاق مع "الوحدات الكردية، وذلك لتشتيت جهود المعارضة بعد إخفاق النظام المدعوم من الروس في الريف الجنوبي لحلب في إحراز تقدم"، موضحا "أن الروس يحاولون فتح معركة جديدة في أقصى الشمال الحلبي، انطلاقا من مدينة عفرين، لخلخلة صفوف قوات المعارضة، ووضعها بين فكي كماشة، المليشيات غربا، وتنظيم الدولة شرقا".
وتابع المتحدث باسم الجبهة الشامية: "بعد أن شاهدنا تحرير المعارضة لعدة قرى حدودية كان تنظيم الدولة يسيطر عليها، لم يرق هذا الأمر للوحدات والروس الذين يعملون على مخطط وصل عين العرب بعفرين، تمهيدا لإعلان كيان كردي"، وفق تقديره.
وردا على الاتهامات التي تحمّل الجبهة الشامية مسؤولية التراخي في ضبط عمليات تهريب الذخائر إلى داخل مدينة عفرين عبر مناطق تسيطر عليها الأخيرة، قال الأحمد "إن هذا الحديث هو أشبه ما يكون بالتخوين لنا، والجبهة الشامية هي من صدت تقدم مليشيات الوحدات إلى قرى خارجة عن النطاق الجغرافي لمدينة عفرين، ومن يتهمنا عليه تقديم الدليل، ونحن نتعهد بمحاسبة كل من يثبت عليهم ذلك"، كما قال.