شهدت مدينة معضمية الشام، في ريف دمشق الغربي، حدثين متزامنين يوم الأحد، أولهما برعاية منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" التي حضرت إلى مدخل المدينة الشمالي بهدف توزيع القرطاسية المدرسية على الطلاب في حي موال للنظام، أما الحدث الثاني فكان برعاية النظام السوري الذي فاجأ المدينة بحملة عسكرية برية وجوية هي الأولى من نوعها منذ إبرام المدينة اتفاق تهدئة في أواخر عام 2013، محاولا اقتحامها من عدة محاور للفصل بينها وبين مدينة
داريا الجارة الملاصقة لها.
وقال عضو المركز الإعلامي في معضمية الشام، أبو أحمد لـ"عربي21": "تفاجأنا في الساعات الباكرة بحملة عسكرية برية ضخمة قامت بها قوات النظام السوري، مدعومة بعدد بالدبابات وكاسحات الألغام، على الجبهة الجنوبية منها، وما هي إلا لحظات حتى بدأت الطائرات المروحية بإلقاء عشرات البراميل على تلك الجبهة، ليصل عدد البراميل حتى ساعات المساء إلى ما يزيد عن 64 برميل وأسطوانة متفجرة".
ولفت أبو أحمد إلى أن النظام السوري يسعى منذ قرابة الشهرين، وبشكل متقطع، لاختراق تلك الجبهة الجنوبية بغية الحصول على مراده في قطع شريان الحياة الوحيد الرابط بين مدينتي معضمية الشام وداريا وعزلهما عن بعضهما، وبالتالي إحكام
حصار المدينتين كلا على حدا، لفرض شروطه عليهما.
واستطرد الناشط الإعلامي قائلا: "الحملة العسكرية الأخيرة تعد الأكبر والأعنف من نوعها منذ إبرام مدينة معضمية الشام لاتفاق تهدئة مع النظام السوري أواخر عام 2013، ورغم ذلك نجح الجيش السوري الحر في مدينتي
المعضمية وداريا من صد الهجمات البرية، موقعا عشرات القتلى في صفوف قوات النظام، واستطاع من تدمير ثلاثة دبابات لقوات النظام، في حين سقط قتيلين من الجيش الحر وعشرات الإصابات الناجمة عن البراميل المتفجرة وصواريخ الفيل ذات القوة التدميرية الكبيرة.
وأكد عضو المركز الإعلامي في المدينة أن البراميل المتفجرة كانت تتهاوى على المنطقة الجنوبية من المدينة أمام ناظري بعثة "اليونيسف" التي كانت منشغلة بتوزيع القرطاسية المدرسية على الطلاب في شمال المدينة (الحي الشرقي الخاضع لسيطرة النظام ويقطنه موالون له) في مسافة لا تبعد عن موقع القصف أكثر من كيلومترين اثنين، وكانت تشاهد بالعين المجردة سحب الدخان والغبار الناجمة عن البراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة.
المصادر الإعلامية المقربة من النظام السوري؛ أكدت من جهتها الهجمات البرية والجوية على المنطقة الفاصلة بين مدينتي معضمية الشام وداريا، مشيرة وقالت إنها تأتي ضمن المعارك ضد من وصفتهم بـ"المسلحين الإرهابيين"، في حين لم تأت على ذكر أي تفاصيل حول خرق للهدنة، والتي تشمل في أول بنودها إيقاف المعارك والحملات العسكرية.
أما عضو المصالحة المكلف بأمور
الهدنة في المدينة من قبل النظام السوري، حسن الغندور، فلم يأت على ذكر أي تفاصيل حول خرق النظام للهدنة في المدينة، واكتفى بتسليط الضوء على حملة توزيع القرطاسية المدرسية المقدمة من اليونيسيف على الطلاب في المدينة، والتي تمت بحسبه بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.
وكانت مدينة معضمية الشام، بوابة دمشق الغربية، قد تعرضت في شهر آب/ أغسطس 2013 لهجمات بالسلاح الكيماوي، راح ضحيتها العشرات من أبناء المدينة، لتبرم المدينة في أواخر العام اتفاق تهدئة مع النظام السوري، وكان من أهم بنوده إيقاف المعارك وفتح المعابر وإطلاق سراح المعتقلين، إلا إن المدينة ما زالت تحت حصار محكم، ولا يُسمح إلا بإدخال الشيء اليسير من المواد الغذائية.
وسبق أن تعرضت المدينة للعديد من الخروقات من قبل النظام السوري؛ الذي دأب على قصفها من الجبال التي تتمركز عليها الفرقة الرابعة، بالمدفعية الثقيلة والهاون.