حسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، أمس الاثنين، الجدل القائم بشأن نشر قوات برية أجنبية في
العراق من عدمه، وذلك بإعلان وصول قوات خاصة الى العراق لتنفيذ مهام سرية عدة. وفيما رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تصريح سابق تواجد أي قوات خارجية على أرض بلاده، فقد أكد المتحدث باسم قوات التحالف ستيفن وارن أن "مهام تلك القوات ستنفذ بالتنسيق مع بغداد".
وقال وارن في مؤتمر صحفي بمقر السفارة الأمريكية ببغداد، بحسب ما نقل موقع "السومرية نيوز" اليوم، إن "قوات خاصة وصلت مؤخرا الى العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية"، مبينا أن "هذه القوة ستنفذ مهام سرية بالتشاور مع الحكومة العراقية".
وأضاف وارن أن "تعداد هذه القوة يبلغ نحو 100 عنصر". وفيما أشار إلى أن "عملها سيكون في الظلال"، فقد أوضح أن "هذه القوة ستتولى مهمة قطع الإمدادات عن تنظيم الدولة بين العراق وسوريا".
رفض عراقي
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد في أكثر من مناسبة عدم حاجة بلاده إلى قوات برية، وشدد على أن نشر أية قوات أجنبية لن يحدث بدون موافقة العراق، وأن بغداد ستعتبره عملا عدائيا.
وذكر بيان رسمي نشر على موقع رئيس الحكومة العراقية، واطلعت عليه "
عربي21"، إن "مجلس الوزراء أكد، في جلسته، اليوم الاثنين، موقف الحكومة العراقية الثابت بعدم السماح لأي قوة عسكرية برية بالتواجد على الأراضي العراقية واحترام سيادته الوطنية".
إصرار أمريكي
وتصرّ واشنطن على أن نشر "القوة المتخصصة" يجري بالتنسيق مع الحكومة العراقية وأنها ستقدم الدعم لقوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية، بحسب ما جاء على لسان وزير دفاعها آشتون كارتر في تصريح له، مطلع الشهر الجاري، والذي أكد فيه عزم بلاده إرسال قوة جديدة من جنود العمليات الخاصة إلى العراق.
وأضاف كارتر، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن "هذه القوات الخاصة سيكون بمقدورها بمرور الوقت تنفيذ غارات والإفراج عن رهائن وجمع معلومات المخابرات وأسر زعماء تنظيم الدولة"، لافتا إلى أن "هذه القوة ستكون أيضا في موقف يمكنها من شن عمليات أحادية في سوريا".
ويأتي نشر هذه القوات بالرغم من رفض الحكومة العراقية قدوم أية قوات إلى بلادها، مهددة بالتعامل معها على أنها "عمل عدائي"، بينما تؤكد الإدارة الأمريكية أن نشر قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي، يتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
يشار الى أن العديد من المصادر تتحدث عن توقعات بأن يرتفع قوام القوة الأجنبيية المنتشرة في العراق إلى نحو 200 عنصر في المستقبل، فيما يمثل إرسال هذه القوة أحدث تصعيد للضغط العسكري الأمريكي على الحكومة العراقية بقبول دخول تلك القوات لمقاتلة تنظيم الدولة، بينما يحرج ذلك الإصرار حكومة بغداد القريبة من التحالف الروسي الإيراني في المنطقة.