الحوثيون يفرضون إتاوات من أجل الاحتفاء بالمولد النبوي ـ الأناضول
احتفى مؤيدو جماعة "أنصار الله" الحوثي، بذكرى المولد النبوي، في مشهد طغت فيه مظاهر التحشيد ضد خصوم الجماعة، فضلا عن استغلال هذه الذكرى سياسيا، وما ترافق فيها من فرض إتاوات بالقوة على اليمنيين من أصحاب المحلات التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي الحوثي. حسبما أفادت مصادر لـ"عربي21".
وأفاد شهود عيان لـ"عربي21" أن "مسلحين حوثيين، فرضوا تحت لغة التهديد، على أصحاب المباني والفنادق والمحلات التجارية في صنعاء وعدد من المدن الخاضعة لسلطتهم، وضع يافطات باللون الأخضر على واجهات تلك المباني"، بحسب الشهود.
وقام الحوثيون بصبغ الشوارع باللونين الأخضر والأبيض، وترديد شعارات وأناشيد الجماعة، عبر مكبرات الصوت، والتجول بسيارات خصصت لهذه المهمة في مختلف أحياء وأزقة المدن، فيما احتشد أتباع الجماعة في صنعاء.
امتداد للفكر الشيعي
ويقول الباحث اليمني، رياض العمري، إن استغلال جماعة الحوثي، للمناسبات الدينية، يعد "امتدادا للفكر الشيعي، بهدف إيجاد رابطه شعورية، لاستعطاف وحشد الناس"، مؤكدا أن تكريس الاحتفال بالمولد النبوي، لا يمثل سوى قاعدة سياسية لتجميع المناصرين وحشدهم شعوريا تحت رابط ديني"، بحسب قوله.
وأضاف العمري في حديث خاص لـ"عربي21" إن "التزيين والاهتمام بالتوقيت والحشد، يمثل رسالة سياسية في الظروف الحالية"، معبرا عن اعتقاده بأنه يجسد حياة الجماعة إمام هذه الهزات التي تعصف بها، حتى صار من الطبيعي لديها "أن يختلط السياسي بالديني"، وفق تعبيره.
ولم يستبعد الباحث اليمني، أن يكون هدف الحوثيين من وراء هذه المظاهر، إيصال رسالة، بأنهم "لايزالون موجودين، وبقوة"، فضلا عن أبعاد أخرى تتمثل في "الحفاظ على الوحدة الداخلية أو المناصرين لهم ، بمعنى "زيادة تماسك الكيان الداخلي للجماعة".
إتاوات
وذكرت مصادر مطلعة لـ"عربي21" أن أصحاب المحلات التجارية، في عدد من المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، شكوا من فرض "إتاوات مالية" عليهم، وذلك لتغطية نفقات الجماعة بالاحتفال بذكرى "ميلاد النبي محمد".
واعتاد زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، إلقاء خطاب سياسي في هكذا مناسبة، وكيل الاتهامات ضد خصومه السياسيين والدول المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وضع خاص
من جهته، قال رئيس مركز الرصد الديمقراطي، عبدالوهاب الشرفي، لـ"عربي21" إن "أنصار الله"، اعتادوا على تنظيم فعالية بهذه الذكرى، منذ أعوام وليست أول مرة"، على حد قوله.
لكن الأمر من وجهة نظر الشرفي، في هذه الفترة، له وضع خاص، في ظل ما تشهده البلاد من صراع داخلي وعدوان خارجي، و"الحوثي"، لاشك، طرف رئيسي في هذه المعادلة، فمن الطبيعي أن فعالية هذا العام تحمل دلالات تتعلق بمجريات الأحداث".