كشف قيادي منشق عن تنظيم الدولة في اليمن، معلومات حسّاسة عن الفرع الأكثر إثارة للجدل من فروع تنظيم الدولة، وذلك عبر مقابلة مصوّرة مع مؤسسة "هداية" الإعلامية، المقربة من قاعدة اليمن.
"أبو محمد الإبّي"، المسؤول الشرعي السابق لتنظيم الدولة في "ولاية اللواء الأخضر" (إب)، أوضح خلال ظهوره الأول بعد انشقاقه عن التنظيم، أن "الخلافات بيننا وبينهم بدأت منذ ستة شهور".
وحول طبيعة تلك الخلافات، قال: "في البداية كانوا لا يمانعون أن نقاتل بجانب أنصار الشريعة، ثم تطور الأمر قليلا، فقالوا لا نمانع بالقتال معهم، بشرط ألا يكون مقاتلنا لا استشهادي، ولا انغماسي، ثم زادوا بالغلو، فقالوا إن القتال تحت راية تنظيم القاعدة، هو قتال تحت راية عميّة ولا يجوز".
وكان
تنظيم الدولة أعلن عن فرعه في
اليمن في آذار/ مارس الماضي، أي قبل قرابة تسعة شهور.
"أبو محمد الإبّي"، قال إنه "وبالرغم مما سبق، إلا أنني بقيت معهم، لكنهم زادوا على ذلك؛ إذ بدأوا بتكفير حركة طالبان، وأصبح الأمر مستفحلا بينهم، ومن أبجديات منهجهم".
وأضاف قائلا: "تطور الغلو عندهم إلى تأليف كتاب في كفر طالبان، ونشر مطوية لفتوى تحكم بالكفر على رؤوس تنظيم القاعدة في اليمن، وأبرزهم الأمير الحالي للتنظيم قاسم الريمي "أبو هريرة".
وفاجأ "أبو محمد الأبي"، المتابعين، بقوله إن "الإصدار الأول لفرع اليمن، الذي حمل عنوان (جند الخلافة في أرض اليمن)، نشره التنظيم على أن تصويره تمّ في صنعاء، ولكن الحقيقة أن تصويره تم في مدينة أخرى".
وأكمل قائلا: "بعد ذلك بفترة، طلبوا مني التحدث بكلمة تنزل في إصدار جديد، وفعلا تحدثت، لكني تفاجأت أنها نزلت في إصدار أيضا من ولاية صنعاء، فسارعت للاتصال بالمسؤول الإعلامي، وقلت له إن تصويري كان في إب، لكنه قال لا تهتم بالحاضنة الشعبية. ولا أدري ما علاقة الحاضنة الشعبية بكذبهم".
وعاد "أبو محمد الإبي" إلى الوراء قليلا، وتحديدا مع بداية العام 2015، حيث كانت تجري الاستعدادات لإنشاء الفرع اليمني لتنظيم الدولة، وبداية من "ولاية اللواء الأخضر"، في إب، حيث قال: "حينها استبشر الأنصار بنا، ورحبوا بنا".
وتابع بقوله: "حينما اقترب الحوثي من إب، انسحب هؤلاء، وبعد شهر عادوا، فطالب الأنصار (سكان المنطقة) بإخضاعهم لمحاكمة شرعية؛ بسبب أخذهم السلاح، وعدم الدفاع عن أهل المنطقة كما وعدوا بذلك".
اقرأ أيضا:
تنظيم الدولة يطرد 7 من قيادات فرعه باليمن (وثيقة)
"أبو محمد الإبّي"، قال إنه كان قاضيا في تلك القضية، وصدر أمر بعزل الأمير العسكري من منصبه حينها لعدم كفاءته، وتعيين أمير جديد وأمره بتوزيع السلاح على الجنود، لكننا ذُهلنا بسبب عدم توزيع السلاح على أي جندي لمدة خمسة شهور".
وأكملا قائلا: "بعد تلك الشهور الخمسة، شن الحوثيون حملة عسكرية علينا، فقتلوا منا من قتلوا، وأسروا آخرين، وحينها رفعنا شكوى للأمراء، فتعذروا إلينا، وتحججوا بأن المسؤول المالي الذي كُلّف بشراء الأسلحة، فرّط بالمال، وفق قولهم.
وفي اعتراف منه لضعف قدرات الفرع اليمني لتنظيم الدولة، قال الإبّي: "أرسلت للمسؤول بعد ذلك، وقلت له إننا لا نستطيع إقامة ملتقى دعوي، أو جمعية خيرية، فضلا عن إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة".
وزاد قائلا: "بعثت رسائل للوالي، ورسائل إلى البغدادي والعدناني، نشكو بها الحال، وبالفعل وصلتهم الرسائل، لكن كان رد والي اليمن سابقا "أبو بلال الحربي"، بقوله: "كل رسائلكم للعدناني والبغدادي موجودة عندنا، والدولة -والحمد لله- ثقتهم فينا قوية، لذلك أرى أن تتعوذ من الشيطان، وتترك عنك هذا الكلام الفارغ".
وبيّن "أبو محمد الإبي" أنه قام بعد ذلك برفع شكاوى عديدة، وكان طلبه وطلب مجموعة معه أن تكون المحاكمة بينهم وبين مسؤولي التنظيم في اليمن، مركزها سوريا.
كما أعرب عن أسفه من خيبة ظنه من قضاء التنظيم، قائلا: "كنت أتوقع أن يتم إنصافنا، وإخضاعهم لمحكمة شرعية".
ونشر "أبو محمد الإبي" في نهاية شهادته مقطعا صوتيا لشخص يدعى "أبو سليمان"، قال إنه "والي ولايات اليمن" حاليا، يتهم فيها "الإبّي" بالخيانة؛ لتعاونه مع شخص يدعى "صادق"، وذلك نظرا لتعاون الأخير مع الحكومة السعودية.
وختم "الإبّي"، شهادته قائلا: "أبو سليمان اتهمنا بأننا صحوات، ومنع عنّا الأموال والأسلحة، بسبب تواصلنا مع صادق، وإذا به بعد فصلنا يتواصل مع صادق مرة أخرى، بل عاد صادق للعيش في كنف التنظيم".
ونوّهت مؤسسة "هداية" إلى أنها ستبث في الفترة المقابلة الجزء الثاني من المقابلة مع "أبو محمد الإبّي".
يشار إلى أن قرابة مئة شخص من تنظيم الدولة في اليمن، أعلنوا اعتزالهم العمل تحت إمرة الوالي الحالي، مع تأكيدهم على بيعتهم لأبي بكر البغدادي، وذلك عبر وثائق سرّبها عناصر بقاعدة اليمن.
اقرأ أيضا: انشقاق 70 عضوا بينهم أمراء وشرعيون عن تنظيم الدولة باليمن