قال المسؤول الفلسطيني السابق في حركة
فتح والمقيم في الإمارات العربية محمد
دحلان، إنه يعارض الكفاح المسلح ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الهجمات الحالية، التي تنفذ بطريقة فردية، ودون قرار قيادي، هي ناتجة عن العجز، وقال إنه يدعو إلى "المقاومة بأقل الخسائر".
وتحدث دحلان في لقاء مع صحيفة "واشنطن بوست" عن إحياء القيادة الفلسطينية، وضرورة عقد انتخابات، وإدخال الشباب في العملية السياسية، واشتكى من أن معظم قادة منظمة التحرير هم أنفسهم في القيادة منذ 30 إلى 40 عاما، وقال: "يجب أن نشرك الشباب وندعمهم؛ كي يؤدوا دورا في المجتمع، ويجب أن نبني سلطة ونقويها". وأضاف: "يجب أن نعقد انتخابات تشريعية الآن".
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس
السلطة الفلسطينية محمود
عباس سيصبح عمره 81 عاما بعد عدة أشهر، حيث يتهمه نقاده بالتمسك بالسلطة، ويرد الداعمون له بأنه قائد لا يمكن الاستغناء عنه.
ويستدرك التقرير بأنه رغم حديث عباس للقادة الأجانب عن تعبه من الحكم، فإنه يقود السلطة منذ سبعة أعوام دون انتخاب. وأشار استطلاع أخير في مدينة رام الله إلى أن غالبية الفلسطينيين تريد من عباس التنحي، خاصة أن العملية السلمية في حالة غيبوبة، وأن المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس مؤجلة.
وتلفت الصحيفة إلى أن عملية التنافس لخلافة عباس بدأت بهدوء، وهناك عدة أسماء مطروحة لتحل محل عباس، ومن بينها مدير الأمن الوقائي السابق، وأحد المقربين من ياسر عرفات محمد دحلان (53 عاما). وكان عباس قد فصل دحلان من حركة فتح، واتهمه في عام 2011 بالفساد، ومحاولة تشويه سمعة الرئيس، وهي اتهامات ينكرها دحلان، الذي يخطط من أبو ظبي الغنية بالنفط للعودة من جديد.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن دحلان لديه أصدقاء مؤثرون في المناصب العالية، وقادرون على كتابة "شيكات" بمبالغ ضخمة لدعم جمعياته الخيرية التي يديرها، مستدركا بأن الرافضين له يقولون إنه لا يحظى بقاعدة دعم شعبي في الداخل، ومع ذلك فقد يكون لديه نفوذ لأداء دور في صنع القرار السياسي.
وتتحدث الصحيفة عن علاقة دحلان الوثيقة بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الذي وزع 50 مليون دولار للعائلات المحتاجة في غزة. ولدى دحلان علاقات جيدة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجنرال السابق، الذي أبقى نظامه على المعابر مع غزة مغلقة طوال العام تقريبا. وكلا الرجلين يشتركان في مقتهما لجماعة الإخوان المسلمين ولحركة
حماس التي تدير غزة منذ عام 2007.
ويعلق التقرير على اللقاء الذي عقد في فيلته في أحد أحياء أبو ظبي الراقية، بأن دحلان ينظر للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال عدسة شخصية، ويلوم كلا من عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فشل محادثات السلام، ويتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه "لم يقم بجهود لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل"، ويقول إن الولايات المتحدة لم تضغط أبدا على إسرائيل كي تقدم تنازلات قاسية، من مثل وقف توسعها الاستيطاني في الضفة الغربية وشرق القدس.
وتورد الصحيفة أنه بالنسبة لإسرائيل فإن دحلان يقول إن نتنياهو يمكنه عمل ما يريد لأن القيادة الفلسطينية "خانعة". ويصف رئيس السلطة الفلسطينية بـ"الفاشل"، حيث إنه كرس 10 سنوات للتفاوض دون أن يكون لديه شيء ليظهره. ويضيف أنه "لا يوجد فلسطيني في الماضي والحاضر والمستقبل متهاون مع الإسرائيليين مثل عباس". ودعا دحلان عباس إلى وقف ما أسماها "اللعبة الزائفة" للمفاوضات مع الإسرائيليين.
ويفيد التقرير بأن دحلان طالب بوقف التعاون الأمني حتى يحصل الفلسطينيون على مقابل، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي تشرف الشرطة الفلسطينية على تعزيز الأمن في 40% من مناطق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتمنع الشرطة الفلسطينيين من المواجهة مع الإسرائيليين، فيما يراقب الأمن الفلسطيني حركة حماس، ويسمح للقوات الإسرائيلية بدخول مناطق الفلسطينيين واعتقال من تريد.
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن التهديدات بوقف التعاون الأمني ما هي إلا خدعة؛ لأن التعاون الأمني يحمي السلطة من حركة حماس، ويمنع ظهور العصابات وأمراء الحرب.
ويذكر التقرير أن إدارة المناطق الفلسطينية تنقسم بين حركة حماس في غزة وبين حكم السلطة الوطنية في الضفة الغربية. ويرى دحلان أن لا شيء يمكن أن يتغير حتى تتم المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ويصف السنوات منذ وصول حركة حماس إلى السلطة في غزة بـ"الصفر الكبير"، ويقول: "لا يستطيعون إثبات أن صواريخهم هي الحل".
وتنوه الصحيفة إلى أن حركة حماس تحظى هذه الأيام بشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتة إلى أنه بحسب استطلاع سابق أجراه المركز الفلسطيني للدراسات المسحية والبحوث في رام الله، فقد قالت نسبة 51% من المشاركين في الضفة والقطاع إنها ستصوت لإسماعيل هنية ليكون زعيما مقابل 41% لعباس. أما الشخصية الشعبية الثالثة فهي مروان البرغوثي الذي حكمت عليه إسرائيل بخمسة مؤبدات في السجن، والذي برز زعيما في الانتفاضة الأولى والثانية، ويطلق عليه مؤيدوه لقب "نيلسون مانديلا الفلسطيني". أما دحلان فقد حصل على نسبة 6%.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أنه عند سؤال دحلان عن طموحه في أن يكون رئيس السلطة القادم، قال مترددا: "أي رئيس؟"، مضيفا أنه "عندما أقول إنني لا أريد شيئا؛ لأنه لا يوجد شيء" كي أكون رئيسا له.