قالت المحللة الإسرائيلية، المتخصصة في الشؤون العربية، سمدار بيري، إن
إعدام رجل الدين الشيعي
نمر النمر، فخ نصبته
السعودية ووقعت فيه
إيران "بسرعة"، مضيفة أن الرياض تعرف مسبقا أن إعدام النمر يعني المواجهة مع إيران، واعتبرت أن قطع العلاقة مع طهران من قبل الرياض وحلفائها خسارة لإيران.
وأضافت سمدار، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية، أن محاكمة النمر تمت في ذروة محادثات النووي بين القوى العظمى وإيران، مشيرة إلى أن الرياض استغلت فرصة الاستفزاز واعتبرت النمر "ذخرا استراتيجيا في حال أدت المحادثات إلى اتفاق".
وأوضحت أن الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين تم تحت أعين السلطات الأمنية الإيرانية دون أن تتدخل، ونقلت عن المختص الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية مئير جبدنفر، قوله: "يعرف أنه لا أحد يمكنه اقتحام سفارة في إيران بدون أمر من أعلى أو بموافقة السلطات".
ولاحظت المحللة الإسرائيلية أن الإعدامات هذه المرة بالسعودية لم تتم على مرأى من الجمهور في الميادين في المدن الكبرى، خلافا للتقليد، إذ "يحاول السعوديون تحسين صورتهم الدولية".
وأشارت بيري إلى أن الرياض أصرت على تنفيذ حكم الإعدام على النمر على الرغم من محاولات إيران ثنيها عن ذلك.
وقالت إن الملف الإيراني بالسعودية يديره مسؤول هادئ ذو صوت ناعم و"ذكي ويعرف جيدا موقعه"، هو وزير الخارجية عادل الجبير، ونقلت عن مصدر "يعرفه جيدا" قوله: "لقد اعتاد على إخفاء غضبه على الإيرانيين".
وأوضحت المحللة أن حلفاء السعودية سارعوا إلى قطع علاقاتهم مع إيران، باستثناء مصر التي "حصلت على مساعدة اقتصادية تبلغ عشرات المليارات من الرياض"، إذ قال وزير خارجيتها سامح شكري: "لا يوجد سبب لقطع العلاقة غير الموجودة أصلا".
وأضافت أن تحليل العلاقة بين السعودية وحليفاتها وبين إيران كشف عن عدد من الحقائق، إذ ورد في أوراق مهنية نشرت في الجامعة العربية بالقاهرة، أن إيران تعتبر "مكانا خطرا يتم فيه تعقب الدبلوماسيين، والسفير الذي يقوم بدوره بإخلاص ويرسل التقارير حول ما يحدث في إيران، يُعرض وظيفته، بل حياته، للخطر".
واستطردت، نقلا عن وثائق الجامعة العربية، أن "حوادث طرق غريبة وحوادث تقنية قد تؤدي إلى موت الدبلوماسي وفريقه، لذلك يفضل الإبقاء على سفارة مقلصة في طهران والتقليل من الحركة، هذه الوثائق توصي بشدة بالامتناع عن التواصل مع الدبلوماسيين الإيرانيين في العالم العربي الذين جميعهم، بدون استثناء، تابعون للاستخبارات وحرس الثورة".
من جانب آخر، رأت المحللة أنه "من الطبيعي أن الأزمة بين طهران والرياض ستزيد الاهتمام لدى المستوى السياسي والاستخباري في إسرائيل. حيث يقول خبير إسرائيلي يتابع العلاقات المتحطمة: لا أحد في هذه القصة صدّيق".
وكشفت أنه في "نقاش مغلق تم هذا الأسبوع في تل أبيب اتفق الحاضرون على أن الطرفين لن يخرجا إلى حرب شاملة، المعارك بينهما تدار على الحدود مع اليمن من خلال الحوثيين وتفجير العبوات الناسفة، وعن طريق خلايا حزب الله السعودي (تنظيم إرهابي محلي يعمل ضد النظام في السعودية برعاية حزب الله اللبناني) ومبادرات عسكرية لأجهزة الأمن التي يحركها الأمير الشاب في الرياض".