قال محللون ماليون إن الصفقة التي أعلنت عنها
السعودية قبل أيام بخصوص طرح شركة
أرامكو في البورصة السعودية، سوف يدفع السوق إلى تجاوز الهبوط الحاد الذي خلفته أزمة انهيار أسعار
النفط والجدل الذي أثارته ميزانية المملكة خلال الفترة الأخيرة.
قبل أيام، أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي، أن قرارا بشأن طرح أولى الأسهم أرامكو سيصدر خلال بضعة أشهر.
وتتراوح خيارات الطرح ما بين إدراج بعض أسهم شركات تابعة لأرامكو وبيع أسهم في الشركة الأم بحصة تقدر وفقا للأرقام غير الرسمية بنحو 5%.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن الإدراج سيجعل شركة أرامكو أكثر شفافية، خاصة وأنها تدير حاليا أكثر من 100 حقل نفط وغاز في السعودية، كما أنها أنتجت في العام 2013 أكثر من 3.4 مليارات برميل.
وتوقع المحلل المالي، مصطفى حسين، أن يستفيد السوق السعودي من الإعلان عن صفقة طرح أرامكو، مؤكدا أن هذه الصفقة سوف تكون بديلا جيدا أمام مؤشرات بورصة السعودية لتعوض خسائرها التي بدأت قبل أسابيع بسبب الانهيار الحاد في أسعار النفط.
وخلال تعاملات جلسة اليوم، غير مؤشر سوق الأسهم السعودية مساره ليصعد مقتربا من مستوى 6200 نقطة، بعدما هوى إلى ما دون 6 آلاف نقطة بضغوط قوية من جانب أسهم القطاعات الرئيسية، وسرعان ما عاد بدعم مشتريات على أسهم البتروكيماويات.
وبدعم الأداء الجيد لأسهم قطاع البرتوكيماويات، صعد المؤشر عند الإغلاق 1.41% إلى 6176 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 5.82 مليارات ريال، وأحجام 286 مليون سهم.
وارتفعت الأسهم التابعة لقطاع البتروكيماويات بنسبة 3.16%، الإسمنت 3.84%، الاستثمار الصناعي 3.20%، الاستثمار المتعدد 0.52%، والتطوير العقاري 2.42%.
وأوضح "حسين" في تصريحات خاصة لـ "
عربي21"، أنه حتى الآن لم يعلن عن مزيد من التفاصيل حول عملية الطرح الأولي لشركة أرامكو، لكن ما تردد يدور حول طرح حصة من الشركة تقدر بنحو 5% قد ترتفع بعد ذلك.
ولفت إلى أن جميع أسهم قطاع البتروكيماويات في أسواق المنطقة العربية وخاصة الخليج، سوف يستفيد من عملية طرح أرامكو أو جزء منها للاكتتاب العام، خاصة وأنه ربما يحز حكومات أخرى على طرح شركات عملاقة بقطاع البتروكيماويات والنفط في البورصات العربية والخليجية.
ويمتد تاريخ شركة أرامكو السعودية على مدى أكثر من 80 عاما وهي شركة النفط الوطنية المملوكة للحكومة السعودية، وأكبر شركة منتجة للنفط في العالم. ويقدر خبراء المال، القيمة السوقية لشركة أرامكو بـ 10 مرات أكثر من قيمة أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم وهي شركة أكسون موبيل أي بأكثر من 3 تريليونات دولار.
وتحتفظ الشركة بأكبر طاقة إنتاجية احتياطية من النفط الخام في العالم، وهي تدير احتياطيات مؤكدة قدرها 261 مليار برميل تمثل 16 بالمئة من احتياطيات النفط المؤكدة عالميا، حيث تنتج الشركة أكثر من 10 ملايين برميل من النفط يوميا، وتؤمن 10% من الطلب العالمي على النفط.
كما تشرف أرامكو على احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية، ويوجد لدى أرامكو شركات تابعة داخل المملكة وخارجها في عدد من الدول حول العالم مثل الصين ومصر واليابان والهند وهولندا وكوريا وسنغافورة والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.