حذّر مستشار وزير الثقافة
الإيراني محمد جعفر محمد زادة المسؤولين في النظام الإيراني من السياسة الجديدة التي تنتهجها المملكة العربية
السعودية ضد إيران.
وقال محمد زادة: "أنشأت السعودية قناة فضائية ناطقة باللغة الفارسية التي بدأ بثها مؤخرا، وهي موجهة إلى الداخل الإيراني، وهذا ما يؤكد لنا بأنه قد طرأت تغييرات جذرية على إدارة السعودية".
وأضاف زادة أن كل المؤشرات تؤكد بأن التوجه السعودي الجديد والإجراءات التي بدأت تتخذها القيادة السعودية تعكس تحركات شاملة ضد إيران.
وتابع مستشار وزير الثقافة الإيراني حديثة -الذي نشرته وكالة "اعتدال" الإيرانية- بالقول إن حكام السعودية الجدد، ومن خلال الدعم الشامل للإرهابيين أضرموا النار في الشرق الأوسط، وغالب تحركاتهم تصب في مواجهة الشيعة بدءا من البحرين وحتى اليمن.
وحول انخفاض أسعار النفط قال: "إن الجانب الآخر من سياسة السعودية في حربها الاقتصادية ضد إيران هي خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية".
ثم لفت المسؤول الإيراني الانتباه إلى أن السعودية بدأت حربا جديدة ضد إيران؛ "حيث تحاول مد نفوذها داخل إيران والتدخل في الشأن الإيراني الداخلي ثقافيا من خلال بعض البرامج الناطقة باللغة الفارسية والموجهة إلى العمق الإيراني".
وأكد محمد زادة على أهمية الإعلام السعودي الناطق باللغة الفارسية، والذي اعتبره خطرا حقيقيا يداهم المجتمع الإيراني، قائلا: "يبدو أن هذه القنوات هي واحدة من الطرق التي يستخدمها السعوديون للاختراق الثقافي داخل المجتمع الإيراني".
وأضاف المستشار الإيراني أن السعودية تحاول من خلال الإعلام الفارسي الموجهة للداخل الإيراني، استغلال الفراغ الحاصل في بعض القضايا؛ لتملي ما تريده على الرأي العام الإيراني.
وحذر محمد زادة مسؤولي النظام الإيراني من سياسة السعودية الجديدة التي تنتهجها حيال إيران بقوله: "أنبه المسؤولين الإيرانيين إلى خطورة الإعلام الفارسي السعودي الموجه للداخل الإيراني"، ودعا إلى "مراقبة ورصد هذا الإعلام وتعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة داخل إيران، وتوحيد الخطاب السني - الشيعي في البلاد وبشكل عاجل؛ حتى لا تستغل السعودية القضايا الداخلية الإيرانية"، مضيفا أننا بذلك "نستطيع مواجهة المؤامرات الثقافية التي تحاك ضد بلادنا من الخارج على حد قوله".
وبحسب مراقبين للشأن الإيراني تحدثت إليهم "عربي21"، فإن السعودية وبعض الدول الخليجية بدأت مؤخرا بإنشاء بعض القنوات الناطقة باللغة الفارسية؛ للتأثير على الرأي العام الإيراني، خصوصا العرب في الأحواز وأهل السنة والجماعة بعموم إيران.
ومن أهم البرامج التي بدأت تبث باللغة الفارسية في القناة الإخبارية السعودية الفارسية برنامج "همسايه"، الذي يقدمه الباحث السعودي المتخصص في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد السلمي، والذي يسلط الأضواء على أهم المشكلات الداخلية التي تعاني منها إيران.
في المقابل، وحسب ذات المراقبين، تمتلك إيران ماكينة إعلامية ناطقة باللغة العربية موجهة إلى الدول العربية، وذلك من خلال القنوات الإخبارية والدينية وغيرها من القنوات التي تقدر بالعشرات، وتمولها طهران بشكل مباشر؛ للتأثير على الرأي العام العربي، وتحقيق بعض النفوذ في الدول التي توجه إليها برامج تلك القنوات.
كما تمتلك إيران عشرات المواقع والوكالات الناطقة باللغة العربية، وجميعها موجهة إلى الرأي العام العربي.
ويحذر خبراء من التأثير السلبي للإعلام الإيراني؛ وذلك عبر بث الفتنة الطائفية بين العرب، واستغلال بعض الأزمات لصالح نفوذها في المنطقة، إلى جانب السيطرة العملية على الإعلام الرسمي في الدول التي يسيطر عليها أتباع إيران، كما هو الحال في العراق واليمن وسوريا.