وجه "المجلس الثوري
المصري" نداء إلى من وصفهم بشركاء الثورة من المسيحيين في مصر، قائلا: "توقفوا عن دعم الاستبداد الذي يظلمنا جميعا، ويقوده العسكر، وانحازوا لصفوف الثوار".
وذكر في بيان له الاثنين، حصلت "
عربي21" على نسخة منه، أنه على مر تاريخ مصر، والمنطقة بأكملها، لم يجد المسيحيون وأتباع الديانات السماوية الأخرى احتراما وحرية أكثر مما وجدوه داخل الحضارة الإسلامية، على الرغم من المحاولات المتكررة من بعض قيادات المؤسسات المتحدثة باسمهم لمساعدة قوى الاستبداد والاحتلال في البلاد.
وأضاف المجلس الثوري، أن الكنيسة الأرثوذكسية تمارس دورا شديد الخطورة في تفتيت المجتمع المصري، والضغط علي وتر الطائفية، واستغلال حالة الظلم والاستبداد العام في مصر، وإسقاطها على الملف الطائفي للمسيحيين المصريين، على حد قوله.
وأشار إلى أن من وصفهم بالفسدة من حكام مصر، استغلوا هذا التصرف "غير المسؤول" من الكنيسة، بالتعاون مع "مؤسسات الفساد، ليعملا معا على ترسيخ حالة التوتر الطائفي، ما جعل عصابة العسكر لا تتردد في سحق المصريين تحت عجلات العربات المجنزرة أو بالرصاص الحي وتحويل أجسادهم إلى أشلاء باستخدام المتفجرات، كما حدث في تفجير كنيسة القديسين، وأحداث محمد محمود، وماسبيرو، ورابعة، وغيرها من المذابح التي كان المصريون فيها وقودا لترسيخ استبداد مؤسسات الفساد".
ورأى المجلس أن مشهد وجود رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي في الكنيسة في 7 كانون الثاني/يناير من هذا العام، وكذلك في العام الماضي 2015، ليس مشهدا للوحدة الوطنية والتلاحم بين قطاعات المجتمع كما يتم الترويج له، لأن "من يصنع ويشجع الاحتقان الطائفي لن يكون أبدا قادرا على بناء الوحدة الوطنية أو المصالحة المجتمعية".
لكنه وصف المشهد قائلا إنه امتداد "لمشهد 3 تموز/ يوليو 2013، الذي سرقت فيه مصر على يد عصابة من المرتزقة وأعوانهم من ممثلي الفساد وأعداء الشعب والحرية"، مؤكدا أن التوافق المجتمعي يصنع ويبنى ويصان في لحظات المواجهات الحاسمة ضد الاحتلال والاستبداد.
وأوضح "
الثوري المصري" أن الفقر الذي يملأ بيوت المصريين لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وأن من كانوا على منصة الانقلاب العسكري هم من يستحوذون على ثروة مصر ويخدعون الجميع بأكاذيب وافتراءات، لكي يستمر نهبهم الممنهج لأقوات كل المصريين، وفق قوله.
وشدّد على أن "إطلاق الرصاص من الفسدة والخونة وصناعة الأفكار المشوهة، وشيطنة الخصوم هي حرفة المستبدين، وعلى كافة قطاعات الشعب أن تبحث عن المسؤول عما يعانيه المصريون من امتهان للكرامة ومن قهر واستبداد وإفقار وظلم".
وقال إن "استمرار فرض سيطرة الكنيسة على الكتلة المسيحية التي تعاني كما يعاني باقي المصريين، واستخدام مسيحيي مصر لخوض معارك لخدمة الاستبداد والظلم، سوف يعمق من الانقسام الموجود بالمجتمع ويزيد الظلم والفقر للجميع ويعمل على تعميق الفوارق الطبقية والاجتماعية لصالح الطبقة الحاكمة التي تدعم الكنيسة ظلمها واستبدادها وفسادها وخيانتها لمصالح الوطن".
ودعا من وصفهم بمسيحيي مصر الفقراء المضطهدين مثل بقية المصريين، إلى الكف عن مساندة "لصوص مصر بقيادة جنرالات العسكر، كما أننا ندعوهم للوقوف في ذات الصف مع باقي أطياف الشعب الذي يناضل لاستعادة حقوقه المنهوبة، وأن يلتحقوا بالثورة الجارفة التي تختمر في كل شبر من أرض مصر لتخليص البلاد من هذه العصابة الحاكمة وإعادة بناء الوطن على أسس سليمة".