لم يفلح تدخل الجيش وقوى الأمن في إخماد
الاحتجاجات التي انطلقت بمدينة
القصرين التونسية (وسط البلاد)، بعد وفاة رضا اليحياوي، صعقا بالكهرباء جراء تسلقه عمود إنارة أمام مقر ولاية القصرين نهاية الأسبوع الماضي، لتقرر
الحكومة إعلان حالة الطوارئ.
وقررت وزارة الداخلية التونسية مساء الثلاثاء، فرض حظر التجول بمدينة القصرين وذلك بداية من الساعة السادسة مساء إلى غاية الساعة الخامسة صباحا بداية من تاريخ اليوم 19 كانون الثاني/يناير 2016.
يذكر أن مدينة القصرين تشهد لليوم الثالث على التوالي تصاعدا للتحركات الاحتجاجية لمجموعات من الشباب العاطلين عن العمل للمطالبة بتوفير
الشغل وتحسين ظروف العيش.
واحتدمت المواجهات، الثلاثاء، بين المحتجين والأمنيين والعسكريين خاصة في محيط الولاية، بعد تمكن المحتجين من اقتحام مقر الولاية، وجعلها مقرا لاعتصامهم المفتوح حتى تلبية مطالبهم.
ومنع الأمن التونسي عاطلين اثنين من
الانتحار شنقا، كما استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق العاطلين الذين يطالبون بضمان حقهم في التشغيل، وامتد التوتر إلى داخل حيين سكنيين في ولاية القصرين، وقد استعان الأمن التونسي بقوة من الجيش منعا لوقوع أي انفلات أمني في الولاية.
وأدت أحداث الاحتجاج التي تشهدها ولاية القصرين، التي تعد إحدى الولايات الفقيرة، إلى إقالة المعتمد الأول لولاية القصرين بعد ورود أنباء عن حذف سبعة أسماء من قائمة توظيف في القطاع العام، منها اسم رضا اليحياوي.
وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد قرر إقالة المعتمد الأول لولاية القصرين تبعا للملابسات التي طالت قائمة العاطلين عن العمل بولاية القصرين والتعاطي مع الملف الاجتماعي لأصحاب الشهادات العليا في الجهة ووفاة الشاب رضا اليحياوي.
وقد طالب رئيس الحكومة التونسية بفتح تحقيق معمق حول ملابسات إعداد هذه القائمة.
ولم يتوقف الاحتجاج الذي يشهده فضاء ولاية القصرين على العاطلين، بل انضم له مواطنون آخرون، لا سيما بعدما وصلت البطالة في تونس بعد الثورة إلى مستويات مقلقة، وعدم قدرة البلاد على إيجاد حلول لتقليصها.
ودعا رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، نواب ولاية القصرين، إلى اجتماع عاجل لتناول ما يجري في ولاية القصرين، بحضور رئيس الحكومة للحديث عن خطة مواجهة آفة البطالة، وكذا تنظيم زيارة برلمانية لولاية القصرين قصد الوقوف عن كثب على مطالب العاطلين.
وتأتي هذه الموجة من الاحتجاجات على خلفية حادثة الشاب رضا اليحياوي الذي توفي السبت الماضي متأثرا بإصابات بليغة جراء تعرضه لصعقة كهربائية بعد صعوده على أحد الأعمدة الكهربائية للاحتجاج على حذف اسمه من قائمة المقبلين على العمل، التي أصدرتها المندوبية الجهوية للتربية بولاية القصرين.