أكد الرئيس الأسبق لهيئة عمليات القوات المسلحة
المصرية، اللواء عبد المنعم سعيد، أن
الجيش المصري سينحاز للشعب، في حال خروجه ضد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وإذا اندلعت ثورة شعبية ضده.
جاء ذلك في حوار لسعيد مع صحيفة "النبأ"، المصرية الصادرة هذا الأسبوع.
وأكد أنه في حالة خروج الناس في الميادين رفضا للنظام الحالي فإن الجيش كعادته سينحاز للشعب، باعتباره "جزءا لا يتجزأ من الشعب"، وفق قوله.
وشدد على أنه إذا تخطى عدد المتظاهرين المليون شخص، فإنه يمكن القول حينها إن الناس في مصر في ثورة حقيقية، ولا يرغبون في النظام.
وحول قول السيسي في خطابه بذكرى المولد النبوي إنه مستعد للتنحي عن الحكم إذا طالبه الشعب بذلك دون أن يخرج أحد، قال سعيد إن السيسي كان يقصد أنه إذا شعر برغبة الناس في عدم وجوده فسوف يتنازل عن منصبه بشكل لا يضر بمصلحة البلد.
وحول الوسيلة التي سيعلم بها السيسي رغبة الشعب بتنحيه في حال عدم نزوله إلى الشوارع، قال إن ذلك ممكن من خلال وسائل الإعلام المختلفة، التي من دورها نقل صورة الشارع ورغبته، "فلو اجتمع الكل على إيضاح صورة عدم رغبة الشارع في وجود السيسي فسيقوم بالتنحي فورا"، على حد تعبيره.
وقال عبد المنعم إن "مصر مختلفة عن سوريا والعراق، ولا يمكن أن تنجر إلى السيناريوهات التي جرت فيهما".
وعن الدور الاقتصادي للجيش كشف أن من يقومون بهذا النشاط مواطنون غير مقاتلين من خلال جهاز يسمى "جهاز "الخدمة الوطنية"، الذي يدار بواسطة قيادات الجيش.
وأضاف أنه جهاز مستقل عن القوات المسلحة المقاتلة، ويتم من خلاله استيعاب الشباب الزائد عن الوعاء التجنيدي، وتشغيلهم في الأرض، وفي المصانع، من أجل الإنتاج، وتوفير العملة الصعبة، للقوات المسلحة لسد احتياجاتها من التسليح، وغيره، حسبما قال.
وكشف أن مصر لم تدفع مليما واحدا في صفقات السلاح الكثيرة التي أبرمتها مؤخرا، قائلا إنها قروض مؤجلة الدفع.
وحول الوضع في سيناء قال إنها ستصبح منطقة آمنة تماما عندما يتم تعميرها وتنميتها، وأنه بالفعل تم في عام 1995 رصد 114 مليار جنيه في الميزانية لتنمية وتعمير سيناء.
وأضاف: "أسهمت وقتها في تخطيط هذا المشروع، الذي كان محددا الانتهاء من تنفيذه في عام 2020، وكان عبارة عن إنشاء طرق ومجتمعات عمرانية، ومزارع ومدن صناعية، وتم صرف 14 مليار فقط من الميزانية المرصودة، وبعدها تم تشكيل وزارة الدكتور كمال الجنزوري، التي قامت بتحويل 100 مليار جنيه من المبلغ المخصص لتعمير سيناء إلى مشروع توشكي، والنتيجة كانت أنه لم يتم تنفيذ المشروعين"، وفق قوله.
وفي حواره استبعد اللواء عبد المنعم سعيد، السيناريو العسكري تماما، لإنهاء أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدا أن الحل السياسي هو الأساس.
يذكر أن اللواء عبد المنعم سعيد، هو رئيس رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الأسبق، وخبير عسكري، ومحافظ جنوب سيناء والسويس والإسماعيلية الأسبق، كما أنه أحد قادة حرب أكتوبر، وتولى قيادة الجيش الثاني الميداني، وحاز 16 وساما، ونوطا، آخرها نوط الجمهورية، بمناسبة انتهاء خدمته بالقوات المسلحة.
وتخرج اللواء عبدالمنعم سعيد في الكلية الحربية، وحصل على شهادة البكالوريوس، في العلوم العسكرية، كما أنه حصل على ماجستير إدارة من الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك على درجة الزمالة في أكاديمية ناصر العسكرية.