عشية الذكرى الخامسة لثورة يناير، بثت محطات تلفزيونية خطابا مسجلا لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح
السيسي، أثار انتقادات واسعة بين المعلقين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان السيسي قد قال في الخطاب الذي بثته عدة قنوات فضائية، الأحد: "نحتفل اليوم معا بالذكرى الخامسة لثورة الشعب
المصري في الخامس والعشرين من يناير، التي ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم، من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر، تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات، وتؤسس لمصر الجديدة، التي يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية في ظل عدالة اجتماعية تسود ربوع بلادنا".
كما قال في ثنايا خطابه: "ما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذى أراده لها الشعب، لم يكن من أبنائها الأوفياء، وإنما جاء نتاجا خالصا لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة، وأن يستغلوا الزخم الذي أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة، تنفي عن وطننا اعتداله المعهود وسماحته المشهود لها، ولكن الشعب الذي ثار من أجل حريته وكرامته، صوب المسار وصحح المسيرة، فجاءت ثورة الثلاثين من يونيو، لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة وطموحاته المستحقة"، بحسب قوله.
وعلق الإعلامي الفلسطيني جمال ريان، عبر سلسلة تغريدات له على تويتر: "يقول الجنرال السيسي ثورة 25 انحرفت عن مسارها. كيف انحرفت وقد أثمرت أول رئيس شرعي في تاريخها، ومن حرفها غير انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي؟".
وقال: "فعلا هناك انقلاب وحكم عسكري يقوده الجنرال السيسي في مصر؛ لأن الشرف العسكري للجنرالات في ثكناتهم العسكرية على الحدود، وليس داخل المدن المصرية".
وعلق الإعلامي اليساري المصري أحمد حسن الشرقاوي بالقول: "السيسي حرص على الصورة أو "اللقطة" لاستدرار التعاطف معه.. لكن كلامه فى نهاية الخطاب يؤكد أنه مرعوب من غضبة الشعب ضده".
وكتب أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح: "السيسي: صححنا مسار ثورة يناير في 30 يونيو، بل قمت بثورتك المضادة في 30 يونيو".
وقال رئيس حزب البناء والتنمية طارق الزمر: "الاستبداد هو المسؤول عن تخريب بنية الدولة، وتلويث سمعة مؤسساتها، وضرب الأمن القومي، ونشر الفقر والتخلف والفوضى والتبعية".
وتعليقا على قول السيسي: "وطننا ينادي وحتما سنلبي جميعا النداء"، غردت الإعلامية حياة اليماني ساخرة: "دا نفس اللي نادى ع الصعيدي وابن أخوه البورسعيدي ولا إنت تقصد حاجة غير؟".
وجاء في تغريدات للمستشار وليد شرابي: "لا أحد يملك أن ينكر على الشعوب حقها في مقاومة كل حاكم طاغية فاسد مستبد، حتى يتم تطهير البلاد منه ومن كامل نظامه".
وأضاف: "من كان لديه شك في قوة ثورتنا فلينظر إلى شوارع مصر وميادينها ليدرك مدى رعب العسكر من الشعب، فعندما انتشر الجيش في يناير 2011 كانت نهاية حكم مبارك، وعندما انتشر الجيش في يونيو 2013 كان الانقلاب على الرئيس مرسي؛ فانتشار العسكر ليس دليلا على وجود قوة للحفاظ على النظام، ولكنه مؤشر على ضعف النظام وتغيير قادم".
وعلق السياسي باسم خفاجي بالقول: "كلام مجرم الانقلاب ووزير داخليته يؤكد أننا أمام حالة إنكار كامل للواقع، هروب من كارثة عليهم تتشكل في الأفق. أقول للمثبطين: ارفعوا أيديكم عنا!".
وقال: "حالة الإنكار التي يمر بها الانقلاب والنخبة التي تتواطأ معه سلاح ذو حدين، إن تحركنا كشعب انكشف عوارها، وإن لم نتحرك رسخ حكم القهر الخيار لنا".
على جانب آخر، طالب الليبرالي حازم عبد العظيم، في تغريدات وجهها إلى الشباب عقب خطاب السيسي، بالامتناع عن النزول غدا
25 يناير، على أن يتم تأجيل التظاهر إلى 2018 أي عقب انتهاء الفترة الرئاسية للسيسي.
وقال: "أخشى على الشباب من النزول غدا.لا نريد دماء جديدة.هذا ليس نظام مبارك! لا تصلح معه ثورة! فليكن موعدنا 2018! يا تتفقوا يا تنسوا مصر نهائيا، الربيع العربي كان خادع وملوث وفاسد... فليكن أملنا في الربيع المصري بعد التخلص من الشوائب.. فليكن أملنا جيلا جديدا أكثر وعيا.. ننتظره في 2018".
وانتقد عبد العظيم السيسي بشكل موارب؛ عبر تغريدة مقتضبة قال فيها: "السيسي: شباب ثورة 25 يناير ضحوا لدفع دماء جديدة فى شرايين مصر. وشباب 25 يناير أيضا قابع في سجونك في نفس اللحظة وأنت تتكلم يا سيادة الرئيس".