تبخرت وعود الرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي، والتحالف الذي تقوده السعودية لقيادة المقاومة الشعبية في تعز بشأن تقديم الدعم الكافي لتحرير المدينة الواقعة بين ناريين "نار القتل والقصف، ونار الحصار الذي يحدث على مرأى من العالم"، رغم تقديم الأخيرة خطة لطرد قوات الحوثيين وعلي
عبد الله صالح.
وكشف مصدر مقرب من المقاومة بتعز، مساء الجمعة، عن أن حسابات التحالف في الوقت الراهن، "ترتكز على تعطيل عملية حسم القتال في تعز"، رغم وعوده لقيادات المقاومة التي مكثت في مدينة عدن (جنوبي البلاد) قرابة شهر، لمناقشة خارطة انتزاع السيطرة على المدينة من قبضة المتمردين الحوثيين وقوات صالح، مؤكدا أن "قادة المقاومة عادوا من عدن دون المأمول من التحالف وهادي".
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لـ"
عربي21"، أن قائد المقاومة في تعز، الشيخ حمود المخلافي، الذي وصل الخميس للمدينة، واجه قيادات التحالف والسلطات الشرعية في مدينة عدن (جنوبي البلاد) بإصرار على دعم المقاومة لوجستيا لتحرير المدينة التي تعد من أشرس الجبهات المفتوحة مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح منذ نيسان/ أبريل من العام 2015.
ومع إصرار وصلابة الموقف الذي أبداه المخلافي، تحصل على دعم مالي يقدر بنحو "مليون ريال سعودي"، بما يساوي "60 مليون" ريال يمني، بالإضافة إلى عتاد حربي مكون من "ثلاث دبابات وأربع مدرعات وأسلحة أخرى"، لا تكفي لتحقيق انتصار عسكري على قوات الحوثي وصالح، وفقا للمصدر.
من جانب آخر، أرجع المصدر المقرب من المقاومة رغبة التحالف والرئاسة اليمنية في "إبقاء الوضع في تعز دون حسم المعركة مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح" لأسباب عدة، أهمها أن المدينة تحتل أهمية كبرى لدى الرئيس هادي وقيادة التحالف، باعتبارها "شوكة الميزان في معادلة الصراع باليمن، وتحريرها الآن قبل أي تسوية للوضع يفشل أي توجهات خاصة لانفصال جنوب البلاد عن شماله".
وأضاف: "والسبب الثاني، استغلال التحالف العربي وحشية التعامل العسكري مع أبناء مدينة تعز كمظلمة إنسانية ليتسنى له استخدامها ورقة تعزز شرعية استمرار عملياته في البلد"، وزاد: "أما السبب الثالث فهو يتعلق بخلق كيانات موازية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، بحيث يكون لها تأثير في تحريرها، بل يكون الفضل الأكبر لها في هذه العملية بدلا من الحزب الذي تتحدر أغلب قيادات المقاومة الشعبية منه"، والمعروف أنه حزب حركة الإخوان المسلمين، بقيادة "حمود سعيد المخلافي"، ومن أبرز تلك الكيانات الناصريون، وتيار أبو العباس السلفي.
وقبل أيام من وصول قائد مقاومة تعز، الشيخ المخلافي إلى المدينة، الخميس، دعا أبناءها إلى النفير العام لفك الحصار الذي يفرضه الحوثيون وقوات صالح المتحالفة معهم، والذي يهدد بكارثة إنسانية وشيكة.
وتكررت الوعود التي قطعها التحالف والرئيس هادي بشأن استعادة مدينة تعز وكل مرة يحدث العكس، كان آخرها انسحاب القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، من مناطق الاشتباك في مدينة تعز، وهو ما عطل تقدم القوات القادمة من مدينة لحج لمساندة المقاومة في تحرير تعز.