وصفت صحيفة "التايمز"، والدة رئيس النظام السوري بشار
الأسد،
أنيسة مخلوف، التي أعلن عن وفاتها عن عمر يناهز الـ86 عاما، بأنها كانت تمثل شخصية الأم التي وقفت خلف حكم العائلة الوحشي.
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن أنيسة لم تُر في المحافل العامة، فإن الكثيرين نظروا إليها على أنها السيدة الأولى في
سوريا بعد
وفاة زوجها حافظ الأسد عام 2000.
وتشير الصحيفة إلى أنه عندما خرج السوريون إلى الشارع يطالبون بالحرية والعدالة والديمقراطية، كانت أنيسة وراء الحل الأمني، ودفعت ابنها وأجهزته لقمع التظاهرات بالقوة.
ويذكر التقرير أن السلطات السورية نفت أن تكون أنيسة هربت مع ابنتها بشرى إلى الإمارات عام 2013، للإقامة هناك بعد مقتل صهرها آصف شوكت، نائب وزير الدفاع، في عملية تفجير لمقر مجلس الأمن القومي.
وتكشف الصحيفة عن أن صورة لمخلوف في دمشق ظهرت قبل فترة من أجل دفع الإشاعات حول هربها، لافتة إلى أنها كانت واحدة من بين عدد من المسؤولين السوريين الذين أصدر الاتحاد الأوروبي أمرا بالتحفظ على حساباتهم وتجميدها، بالإضافة إلى منعهم من السفر، وكانت عادة ما تسافر قبل المنع إلى ألمانيا لتلقي العلاج من مرض مزمن كانت تعاني منه.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الحكومة السورية أصدرت بيانا شكرت فيه السوريين الذين يرغبون بتقديم تعازيهم، وقدمت فيه أنيسة على أنها السيدة التي كانت مهتمة بقضايا المرأة والشؤون العائلية والشهداء وأبنائهم والكبار في العمر والأيتام، وأنها أدت دورا إلى جانب "حافظ الأسد" في بناء سوريا الحديثة خلال الثلاثين عاما الماضية.
وتنقل الصحيفة عن المؤرخ البريطاني باتريك سيل، قوله إن أنيسة كانت مخبأ أسرار زوجها، وأثرت على أولادها، وقال سيل في كتابه "الأسد: المعركة على الشرق الأوسط": "أثبتت أنها زوجة وأم مخلصة وموثوقة، وفرت له جوا عائليا يحظى فيه باحترام".
ويورد التقرير زعم سيل أن أنيسة مخلوف أدت دورا مهما في الوساطة بين حافظ وشقيقه رفعت، عندما حاول الأخير القيام بمحاولة انقلابية عام 1983. وكان رفعت متزوجا من عائلة مخلوف، وخرج من سوريا لكي يعيش في المنفى.
وتفيد الصحيفة بأن أنيسة ترتبط بعدد من أبناء عائلة مخلوف، الذين أصبحوا مؤثرين في الحياة العامة، وقاموا في ظل حكم آل الأسد ببناء إمبراطورية تجارية.
وبحسب التقرير، فإن ابن شقيق أنيسة، رامي مخلوف، يعد من أثرى رجال الأعمال في البلاد، وتقدر ثروته بقيمة 6 مليارات دولار، ويدير إحدى شبكتي الهواتف النقالة في سوريا، وصنفته وزارة الخزانة الأمريكية عام 2008، بأنه "شخص يستفيد من الفساد". وصوره المتظاهرون في عام 2011 بأنه رمز للمحسوبية وحكم العائلة، مشيرا إلى أن عددا من أبناء مخلوف تولوا مناصب إدارية وعسكرية، وكانوا في الأجهزة الأمنية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن أنيسة ولدت عام 1930، لعائلة ثرية في منطقة اللاذقية، وتزوجت حافظ الأسد عندما كان ضابطا في الجيش السوري عام 1957، وأصبح وزيرا للدفاع بعد الانقلاب عام 1971.